انتهت قمة كانكون فى الثانى عشر من الشهر الجارى بالمكسيك مثلها مثل العديد من القمم التى عقدت من قبل دون التوصل إلى اتفاق للحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية حيث تم التوصل إلى منح المزيد من الأموال للدول الفقيرة وتأجيل تنفيذ اتفاق كيوتو للعام القادم. ويرى نشطاء فى مجال البيئة أن هذه القمة تمخضت فولدت فأراً عاجزاً بعد ولادة متعثرة بحضور 200 وزير للبيئة ممثلاً دولته وقبل بداية القمة كانت التوقعات متواضعة عكس القمة السابقة بكوبنهاجن، فمن جانبه توقع الرئيس البرازيلى لويس ايناسيو لولا داسيلفا للقمة «بألا تسفرنتائج»، وعلل ذلك لعدم حضور رؤساء بارزين فضلاً عن معظم المشاركين من وزراء البيئة وبالتالى فلن يحدث تقدم. فى سياق متصل، قال المحلل السياسى الأمريكى كونور ويليامز إن الهدف الذى رمز إليه وزراء البيئة فى كانكون يتخلص فىالحيلولة دون ارتفاع درجات حرارة الأرض لما يزيد على 3.6 درجات فهرنهايت. ذلك أن العواقب المترتبة على هذا الارتفاع الطفيف جداً لدرجات الحرارة سوف تكون على درجة عالية من الخطورة، وإن لم تكن كارثية بالضرورة. ومن جهة أخرى، حملت التقارير الصحفية التى غطت القمة، إشادة بروح المتفاوضين وإبدائهم لنوايا إحراز تقدم جدى فى القمة نحو إنشاء هيكل مؤسسى جديد للمفاوضات المستقبلية بمعنى أن مفاوضات قمة كانكون الأخيرة لا تتعدى مجرد التفاوض بشأن هذا الهيكل الجديد وهنا تكون المعضلة فكما لاحظ «كيفن أندرسون» و «إليس باوز» وكلاهما خبيران مختصان بعلوم المناخ فإن المعلومات المتوافرة عن الحالة المناخية لا تشير إلى أى إمكانية للمحافظة على درجات حرارة الأرض فى مستوى يحول دون ارتفاعها بأكثر من 3.6 درجة فهرنهايت ويجمع معظم خبراء المناخ أن أى ارتفاع إضافى لدرجات حرارة الأرض ستكون له تأثيرات مدمرة على الحياة البشرية وفى كل ذلك مايشير إلى فشل مفاوضات كانكون فى إحراز تقدم نحو تحقيق أكثر الأهداف تواضعاً، ناهيك عن الاهداف الطموحة التى يتطلع إليها العالم من أجل الحد من خطر التغير المناخى. هذا ولا تزال الدول المتقدمة تتحدث عن رصد مبلغ 10 مليارات دولار سنوياً حتى عام 2020 لتصل إلى مبلغ 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2020 بغية مساعدة الدول النامية على الاستمرار فى نمو اقتصاداتها دون ارتفاع معدل انبعاثاتها من غاز ثانى أكسيد الكربون غير أن هذه المطالبة نفسها تقصر كثيراً عن تقديرات البنك الدولى التى تصل إلى مايتراوح بين 30-100 مليار دولار سنوياً. فى سياق متصل، ذكرت شبكة سى إن إن الأمريكية أن تسريبات ويكيليكس ذكرت أنه فيما يتعلق بموضوع التغير المناخى فإن الرسائل التى أرسلها هوارد جوتمان السفير الأمريكى فى بلجيكا عقب قمة كوبنهاجن فى 2009 إلى الخارجية الأمريكية أفادت أن رئيس الاتحاد الأوروبى هيرمان فن رومبى كان متشائماً من نتائج هذه القمة معتبراً إياها كارثة فى حد ذاتها لعدم التوصل إلى حل علمى. وفى النهاية وعلى الرغم من أن جميع المشاركين فى القمة الأخيرة أبدوا تفاؤلهم أمام المجتمع الدولى بنتائجه المتواضعة التى تم التوصل إليها فإن نشطاء البيئة والباحثين السياسين يؤكدون أنه إذا لم يتم اتخاذ موقف حاسم بحلول العام القادم فحدث ولاحرج عما سيصيب العالم أجمع والشتاء الحالى ينذر عما ستكون عليه السنوات القادمة.