صرح د. على نورى زاده مستشار الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى ومدير مركز الدراسات الايرانية – العربية بلندن لمجلة أكتوبر أن هناك آلية ايرانية استخباراتية ودبلوماسية ضخمة تعمل من أجل زيادة النفوذ الايرانى بالعراق خاصة بعد الانسحاب الأمريكى منه وظهور وثائق تؤكد تورط المالكى مع إيران فى عمليات تعذيب داخل العراق يعتبر أمراً خطيراً جداً لكن هذا لن يؤثر على الاجندة الايرانية فى العراق خاصة أنه معلوم لدى الجميع أن هناك أطرافاً إيرانية وأمريكية متورطة فى الإرهاب على العراق وبالتالى لانستطيع أن ننكر أن هناك نفوذا إيرانيا سياسيا وأمنيا فوق الأحزاب والنظام العراقى فهى تزود مجموعات معينة بالمال والسلاح وتدربها من اجل استمرار الوجود الإيرانى بالعراق ولذلك من المتوقع أن العراق سيواجه مشكلات صعبة على أثر التدخل الإيرانى وعلى أثر تواجد الحرس الثورى والأجهزة الامنية الإيرانية فيه، مشيرا إلى أن هناك ملايين من الإيرانيين كانوا مقيمين فى العراق وأصبح 70% منهم عراقيين ويملكون جوازات سفر ووثائق ولادة عراقية وبطبيعة الحال فإن ولاءات هؤلاء هى بالدرجة الأولى لإيران وليس للعراق كما أن هناك من العراقيين من ولدوا فى إيران ودرسوا فيها وتم تدريبهم من قبل الحرس الثورى مثل فيلق بدر ومثل قوات المليشيا الشيعية التابعة للاحزاب المرتبطة بإيران كل هؤلاء سيساهمون بالتأكيد فى تنفيذ الأجندة الإيرانية بالعراق. وحول تصريحات الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد الذى كرر مرارا استعداد بلاده لإقامة علاقات كاملة مع مصر بأسرع ما يمكن علق زادة بأن المثل الفارسى يقول «عليك أن تثبت أخوتك قبل أن تطالب بالإرث» مشيرا إلى إلقاء القبض على شبكة حزب الله المرتبطة بإيران فى مصر والتى كانت تنوى إثارة الفوضى، لذا لا يمكن المصافحة مع من يحمل خنجرا فى يده الأخرى حسب تعبيره. ورأى الدكتور على نورى زاده أن زيارة نجاد للبنان مؤخرا تعتبر تدخلاً سافراً فى الشئون الداخلية لهذا البلد بل تمثل انتهاكاً لسيادته الوطنية.. وهدفه هو نصرة فريق لبنانى (حزب الله الذى يدفع له الملايين من الدولارات )، فى الوقت نفسه أراد تعزير موقفه داخلياً حتى يقول للإيرانيين «انظروا هؤلاء اللبنانيون يهتفون لرئيسكم ولخامينئى ولنظام الجمهورية الإسلامية وأنتم تريدون اسقاط النظام. وقال زاده إن ما يثير الريبة فى توجه نجاد إلى لبنان من ناحية المضمون هو توقيت الزيارة بأبعادها الاقليمية والداخلية اللبنانية بل ما يجعلها لافتة للنظر هى أجندتها وجدول أعمالها فى ضوء الحالة الخاصة التى يعيشها لبنان، وبالتحديد فى ظل مستجدات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتى نلمح فيها دوراً إيرانياً غير مباشر على الأقل. ومن هنا فإن الزيارة تأخذ منحى مختلفا عن الزيارات المماثلة». وحذر زادة من الأجندة الخاصة التى يحملها أحمدى نجاد وهى أنه يعتقد أنه أنتخب من قبل الله وعنده مهمة قيادة جيش المهدى على العراق وسوريا والأردن ولبنان إلى ما لا نهاية وحتى العالم الإسلامى وإقامة امبراطورية مهدوية لتحرير بيت المقدس، وهذا شىء خطير والعرب لم يبدوا أهمية أو اهتماماً لهذا الموضوع خاصة أن موضوع (المهدوية) مختلف تماماً عن الشيعة الاثنى عشرية أو الشيعة فى إيران قبل الثورة وخلال الثورة حتى مجىء أحمدى نجاد.