فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» هو البداية الحقيقية لسينما نجوم الكوميديا الجدد، فهو الذى قدم محمد هنيدى كبطل لأول مرة، ومعه هانى رمزى، وأحمد السقا، ومنى زكى وغادة عادل. وبعده قدم الراحل علاء ولى الدين فيلمى «عبود على الحدود» و«الناظر». كما حاول أحمد آدم أن يدخل على الخط لكنه لم يحقق النجاح المطلوب، وكذلك أشرف عبد الباقى الذى كان قد حصل على أكثر من فرصة للبطولة المطلقة، لكنه نجح أكثر فى التليفزيون. واستطاع كوميديان آخر هو أحمد حلمى أن يحافظ على مكانه ومكانته بخطوات ثابتة، ولم تتراجع نجوميته، كما تراجعت أسهم نجم الكوميديا محمد سعد الذى قدم خمسة أفلام ناجحة وثلاثة أعمال فاشلة، ولم يحسن التعامل مع متغيرات السوق السينمائى، فتمسك بأجره المرتفع فى وقت تعانى فيها السينما من أزمة طاحنة، فأعطاه المنتجون ظهورهم وأجبروه على الاتجاه إلى «الفيديو». ولا يزال الكوميديان الجديد أحمد مكى هو الورقة الرابحة فى السنوات الثلاث الأخيرة، وهو المنافس الأقوى الآن لزميله أحمد حلمى. وظل هانى رمزى يلعب دائماً فى المنطقة الدافئة فهو لا يعتلى أبداً قمة الإيرادات ولا يهبط أيضاً إلى القاع. واستمر «هنيدى» فى الصعود والهبوط، لكنه لا يزال موجوداً على الساحة، وإن كان عمر نجوميته لا يوازى ثلث عمر نجومية عادل إمام الذى يحافظ على وجوده، رغم كل هذه الموجات المتعاقبة من النجاح والإخفاق لنجوم هذا الجيل. يقدم عادل فى العيد أحدث أفلامه «زهايمر» ليضرب الرقم القياسى فى القدرة على الاستمرار والمنافسة. وأفلامه الناجحة تفوق فى عددها كل ما قدمه الكوميديانات الجدد مجتمعين، هو الوحيد الذى استطاع أن يضبط مؤشره دائماً على موجة الجمهور. وقدم كل نوعيات الأفلام الكوميدى والأكشن والبوليس والسياسى، وحتى أفلام الرعب. وقد قال عادل مرة «شاهدوا أفلامى تعرفون تاريخ مصر»، ورغم ما فى العبارة من مبالغة ونرجسية، إلا أنها لا تخلو من صحة، لأن أفلامه تعكس إلى حدٍ بعيد ما حدث لمصر والمصريين فى الأربعين سنة الأخيرة. فقد شارك فى بطولة أول فيلم عن زبانية التعذيب فى سجون عبد الناصر «احنا بتوع الأوتوبيس». وقام ببطولة واحد من أهم أوائل الأفلام عن تجار الانفتاح «الغول»، وقدم فيلمين آخرين عن نفس المرحلة السياسية والاجتماعية، وهما «المشبوه»، و«حب فى الزنزانة». وقام ببطولة فيلم آخر جرئ عن دهاليز عالم القضاء وألاعيب المحامين «الأفوكاتو». وقدم ثلاثيته الرائعة مع الكاتب وحيد حامد، والمخرج شريف عرفة وهى أفلام «اللعب مع الكبار»، «المنسى»، و«الإرهاب والكباب». وكان أول من نبه إلى خطورة التحالف بين تيار الإسلام السياسى والانتهاز بين الجدد فى «طيور الظلام» وأجرأ من عالج موضوع الوحدة الوطنية فى «حسن ومرقص»، ووجه أقسى نقد لبعض رجال الأعمال الفاسدين «مرجان أحمد مرجان» فضلاً عن رائعة «عمارة يعقوبيان» وهو الذى لا يزال يتقاضى أعلى أجر بين نجوم السينما، رغم أن أفلامه الأخيرة لا تعتلى قمة إلإيرادات، لكنها تحقق أرباحاً ضخمة لمنتجيها بدليل أنهم يوافقون على أن يمنحوه هذا الأجر المرتفع. عادل إمام ظاهرة فريدة فى السينما المصرية لا أعتقد أنها يمكن أن تتكرر مرة أخرى.