ظاهرة اللاعبين الملتحين فى الملاعب المصرية ليست جديدة حيث شاهدناها على مدار أجيال عديدة وإن لم تكن بتلك الكثافة التى انتشرت فى الفترة الحالية ومع ازدياد تلك الظاهرة طرأت ظاهرة من نوع جديد وهى ارتداء ما يسمى ب «الشورت الشرعى» بحجة تغطية العورة الذى يمتد إلى ما بعد الركبة ويتميز فى الغالب باللون الأسود، لدرجة أن من بين اللاعبين الملتحين قد اتجهوا لارتداء استرتش طويل يغطى كل القدم ولا يظهر منها شيئاً. وفى نفس الوقت هناك لاعبون غير ملتحين لكنهم يتسمون بالالتزام الدينى أمثال محمد أبوتريكة ووائل جمعة، وأحمد حسن، وأسامة حسنى، وأحمد فتحى، وأحمد عيد عبدالملك، وغيرهم من الجيل الحالى والأجيال السابقة منهم هادى خشبة، ونادر السيد، ووليد صلاح الدين. من اللاعبين الملتحين: أحمد زغلول وجمعة مشهور وسامح عيداروس (الإنتاج الحربى)، ومحمد ثابت صاروخ لاعب (مصر المقاصة)، وحمادة السيد لاعب (المقاولون العرب)، ومحمد شاكورى (وادى دجلة)، وعلى فرج حارس فريق (حرس الحدود)، وعمرو عادل لاعب (الزمالك) السابق ووادى دجلة الحالى، وعمرو حسن لاعب (بتروجيت).. والغريب أن هؤلاء يرفضون الوقوف دقيقة حداداً قبل مباراة ما عندما تكون هناك حالة وفاة لأحد المنتمين للحقل الرياضى بحجة أن ذلك بدعة تؤدى لضلالة ومن ثم تؤدى للنار، لا يوجد عدد حصرى لهم سواء بالدورى الممتاز أو القسم الثانى أو الثالث.. والجدير بالذكر أن لاعبين قدامى كانوا يشتهرون باللحية أمثال (طه إسماعيل ومختار مختار ومحمد عامر ومجدى عبدالغنى وربيع ياسين وجمال عبد الحميد ومحمد رمضان وأحمد ناجى وأحمد سارى) لم يرتدوا الشورت الشرعى أو رفضوا الوقوف دقيقة حداداً كما يفعل الملتحون الجدد. «أكتوبر» استمعت للعديد من الآراء حول هذا الموضوع:يقول أحمد زغلول لاعب الإنتاج الحربى: لقد واجهت فى البداية رفضا قاطعا من الأسرة بسبب إطلاق اللحية حتى إدارة النادى، لكن مع الوقت أصبحت المسألة عادية بالنسبة لهم بعد تأكد الجميع أنه لا علاقة لى بأى جماعات دينية معينة وعموماً طالما لم أضر بها أحدا فلا يوجد داع لكل هذه الضجة المثارة، وبالنسبة للشورت الشرعى فهو ضرورى للالتزام الدينى وفقاً لما حدده علماء الدين عن منطقة العورة. ويقول جمعة مشهور لاعب الإنتاج الحربى:لقد أطلقت لحيتى منذ ثمانى سنوات ونفس الحال لقيت معارضة من الأهل خوفاً من وقوعى فى مشكلات، وبالنسبة لعلاقة الدين بالكرة فالدين مرتبط بكل أمور الحياة من الألف للياء ولا داعى للقلق أو إثارة البلبلة ضد اللاعبين الملتحين لأنها حرية شخصية. ويقول محمد ثابت صاروخ لاعب مصر المقاصة: لقد ساعدنى أحمد زغلول وجمعة مشهور على اتخاذ هذا القرار، وهى نوع من الالتزام الواجب علينا بشرط احترامه لأننا نفكر كثيراً قبل فعل أى شىء. ويقول محمد شاكورى لاعب وادى دجلة:الشورت الشرعى مفيد لعضلات القدم حيث يقوم بتدفئتها فى الشتاء وحمايتها من الإصابة بخلاف ستر العورة. وبالنسبة لعدم الوقوف دقيقة حداداً أكد أنها بدعة وضلالة وليس من الدين فى شىء. ويقول عمرو عادل لاعب وادى دجلة:لا يوجد ما يمنع إطلاق اللحية، وقد نلت مساندة أسرتى خاصة وأن أفراد العائلة ملتزمون، ومادام هناك حل شرعى بالنسبة للشورت وعدم إظهار العورة فلا يوجد تضارب، وعلى العموم مسألة حدود العورة للرجل محل خلاف بين فقهاء الدين حتى الآن والاختلاف فى الآراء يجيز للبعض منا ارتداء الشورت العادى، إلا أن ارتداء الشورت الشرعى هو الحل الجذرى للشبهات. ويرى محمد عامر المدير الفنى السابق للمقاولون العرب:الالتزام الدينى شىء طيب وعندما يكون فى الوسط الكروى فهو أمر غاية فى الجمال، أما الهجمات المضادة على تلك النوعية من اللاعبين شىء مؤسف ولماذا يحدث، وليس من المعقول مهاجمة هذه الفئة التى تحترم نفسها وجديرة بالاحترام من الجميع، مشيراً إلى أن تلك الفترة نلمس فيها قيام عدد كبير من اللاعبين بتأدية الصلاة وبقية الفرائض الإسلامية. ويؤكد طه إسماعيل الخبير الكروى:لا يوجد أدنى تعارض بين اللحية والرياضة بوجه عام، وبين الالتزام وكرة القدم بصفة خاصة، فظاهرة الملتحين من اللاعبين لا تُشكِّل خطراً على الملاعب المصرية لأن أغلب هذه النوعية من الملتزمين داخل وخارج الملاعب ويؤدون بشكل جيد وقليلاً إذا تعرضوا لأى عقوبات والتزامهم يجعلهم من أكثر اللاعبين حفاظاً على لياقتهم. ويقول هشام يكن لاعب الزمالك السابق:هذا القرار راحة نفسية للاعبين، وقد يشعر بضغوط وضيق من قبل الجماهير لإحساسه أن هناك من يتربص به، وليس لهذا الأمر أى تأثير على ممارسة الرياضة مع ضرورة عدم التدخل فى حياة الآخرين وهى موجودة فى دول الخليج ولا يوجد أى نص أو بند فى لوائح الفيفا يمنع ذلك. ويقول محمود بكر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق: طالما لا يوجد قانون يمنع إطلاق اللحية أو ارتداء الشورت الشرعى فليس من الجائز التعرض لمثل هذه الأمور وهو أمر غير منصف ومتعسف ويؤكد أن قوانين الفيفا لم تتعرض لذلك بدليل أن بعض لاعبى الأندية الأوروبية مثل (إبراهيموفيتش) يضع وشماً إسلامياً على ذراعيه.