يواجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحزبه الديمقراطى تهديداً شديداً فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس خاصة فيما يتعلق بما أحرزته هذه الإدارة من تقدم إلى حد ما فى ملفات السياسة الخارجية التى أخذت منحى آخر فى العهد الجمهورى الذى استمر 8 سنوات، فمن أهم الموضوعات السياسية التى أثارها المحللون السياسيون الحرب الأمريكية فى أفغانستان و ما سيترتب فى حالة فوز الحزب الجمهورى بأغلبية المقاعد فى مجلسى النواب والشيوخ، كذلك كيف سيكون الوضع فيما يتعلق بالموافقة على اتفاقية (ستارت) التى وقّعها الرئيس أوباما مع الرئيس الروسى ديمترى مدفيديف والتى من المقرر أن تشهد مراجعة من الكونجرس على بنودها من أجل إقرارها وإدخالها حيز التنفيذ. وفيما يتعلق بالحرب الأمريكية فى أفغانستان، ذكر باحثون فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى- فى موقع المجلس الإليكترونى - أن وجود القوات الأمريكية بهذه الأعداد فى أفغانستان يعد مصدر تساؤل لدى الشعب الأمريكى وخاصة مع ارتفاع عدد القتلى وزيادة الإنفاق على الشأن العسكرى والمساعدات الإنسانية لإعادة بناء أفغانستان والقضاء على القاعده. فأوباما وإدارته يواجهون الكثير من الانتقادات داخل الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطى فيما يتعلق بحجم الإنفاق على هذه الحرب وخاصة المساعدات الإنسانية فى ضوء التقارير التى تفيد بتورط الحكومة الأفغانية فى الفساد وعدم قدرتها على تحسين الأداء الحكومى فى مواجهة هذا الفساد. والسؤال المطروح على الساحة السياسية ماهو السيناريو المطروح فى حالة تولى الحزب الجمهورى الأغلبية فى الكونجرس ؟! ورداً على هذا التساؤل، يقول الباحثون فى مجلس العلاقات الخارجية إن الشأن الأفغانى فى انتخابات التجديد النصفى لم يشهد تصعيداً سياسياً من قبل الحزبين الجمهورى والديمقراطى، نظراً لأن الحزب الجمهورى وجد نفسه فى خانة التأييد لاستمرار الحرب فى أفغانستان وإرسال مزيد من القوات للقضاء على القاعدة وطالبان، بينما يرفض تحديد موعد لسحب القوات الأمريكية فى 2011 لأن ذلك يرسل إشارات خاطئة سواء للحلفاء حول جدية الولاياتالمتحدة والتزامها بهذه الحرب. أو لحركة طالبان وذلك وفقا لما ذكره السيناتور جون ماكين أن هذه الإشارات سوف تؤدى للاستعداد طالبان لتحل محل القوات الدولية بمجرد خروجها. وفى هذا السياق فقد انقسم الجمهوريون على أنفسهم فيما يتعلق بالوجود الأمريكى بأفغانستان. وأياً كانت نتيجة الانتخابات، فسوف يستمر الصراع السياسى الداخلى حول هذه الحرب خاصة مع إعلان الإدارة الأمريكية أول ديسمبر لمراجعة الاستراتجية الأمريكية فى أفغانستان والتى من المتوقع أن تستعرض التقدم الذى تم إحرازه والخطوات المتخذة من أجل وجود أكثر فعالية. ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس لشبكة «إيه بى سى نيوز» أنه لا يتوقع أى تغيرات فى الاستراتيجية الحالية. وفيما يتعلق باتفاقية ستارت، يرى بعض المحللين أن هذه الاتفاقية قد تواجه تعنتاً شديداً فى الموافقة عليها فى حالة حصول الجمهوريين على أغلبية المقاعد فى الكونجرس، حيث يجادل منتقدو المعاهدة بأنها ستحد من خطط الدفاع الصاروخى الأمريكية، بينما يرى البعض بأنه يجب إرفاق خطط مع هذه المعاهدة لتحديث الأسلحة النووية الموجودة حاليا والحفاظ عليها، ومن جانبه دعا السيناتور الجمهورى جون ماكين – العضو البارز فى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ – التصدى لعيوب هذه الاتفاقية التى ستؤثر على برنامج الدفاع الصاروخى الأمريكى. ويبقى من غير الواضح ما إذا كان سيتم إدخال تعديلات على الاتفاقية أم لا ولكن ما يبدو جلياً أن المناقشات التى ستدور فى الكونجرس حول تطبيقها لن تكون سهلة بأى حال من الأحوال.