فى ذكرى السادس من أكتوبر من كل عام تتجلى ذكريات الأبطال حول الحرب التى غيرت مقاييس العمليات العسكرية فى القرن العشرين، حيث استطاعت القوات المصرية تلقين الجيش الإسرائيلى درساً فى فنون القتال والحربية لا ينسى على مر التاريخ. اللواء منير حامد يحكى ذكرياته عن حرب أكتوبر بأنه كان مسئولاً عن تنظيم الفرقة 19 على الجانب الأيمن للجيش الثالث، وأن الجيش المصرى بدأ الاستعداد للحرب بعد نكسة 1967 بعد صدور التوجه السياسى من القيادة السياسية بضرورة تنظيم القوات المسلحة والتدريب وإعادة التسليح والقوة حتى ديسمبر 1970 ومن 1970 إلى 1973 كانت فترة الإعداد المهمة للقوات التى أمكن تدريبها واستعادة سلاحها لأن تكون على استعداد لما ستلاقيه خلال فترة اقتحام قناة السويس، ثم الحرب.. وكان الجيش المصرى بالسويس يرصد تحركات العدو لحظة بلحظة ويحدد حجم وقوة العدو فى كل منطقة والحصول على المعلومات التى كانت ترسل إلى القيادة الأعلى للتخطيط للعمليات خلال فترة الإعداد والتجهيز للحرب، وكلها كانت عوامل مؤثرة ومبشرة لنجاح العملية، وكان تأثير النيران دقيقا جداً لدرجة تأثيرها على كل الأهداف التى خطط لها سابقاً. يقول اللواء منير إن لحظة العبور كانت مذهلة لأننا تدربنا تدريباً عسكرياً دقيقاً كضباط وصف ضباط وجنود على المراكب التى كان مخططا لها جيداً.. من يتولى التهديف ومن يصعد الساتر الترابى وكيف تتم مساعدته وكيفية نزول أول قارب فى المياه، وكان المنظر مذهلاً.. فالحلم بدأ يتحقق.. إنك تقترب من الساتر الشرقى وزملاءك وراءك وقوات على الشاطئ الشرقى مستعدة للصعود وأخرى فى المياه تستعد والقوات تتسلق الساتر الترابى وصعود خط بارليف حتى العبور، وكنا نقوم بتنفيذ المهام المكلفين بها والتى تدربنا عليها لمدة 3 سنوات قبل الحرب، فلا بد أن تكون مع أى عدو على حذر واستعداد دائم وتتوقع أعمالا عدائية لأن العدو الذى حاربناه رغم وجود اتفاقيات لا تأمن مكره.. فإسرائيل كان عندها هدف سياسى وعسكرى. إن القوات المسلحة المصرية وضعت التخطيط المناسب والقادرة على تنفيذه بكفاءة لاقتحام قناة السويس وتدمير القوات الإسرائيلية فى المنطقة واستعادة الأرض.. ولم تكن تتصور القوات المسلحة المصرية فى خلال 6 سنوات قادرة على القيام بعملية حرب شاملة فى منطقة قناة السويس، وكانت هذه المفاجأة الاستراتيجية التى لم تتوقعها إسرائيل كانت أحد عوامل النصر، لأن الأمور كانت فى سرية تامة، وتم تدمير القوات الإسرائيلية أكثر من مرة، وكان هناك إصرار على دفع مجموعة عمليات، لأن إسرائيل انهارت تماماً وخسرت كثيراً من الدبابات والذخيرة والأسلحة، وأمدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بالأسلحة والذخيرة والمعدات التى افقدتها وهاجمت قواتنا المسلحة فى محاولة منها للاختراق، وهذا جعل قواتنا المسلحة تستمر فى قتال شرس فى هذه المنطقة، وتم تدمير القوات الإسرائيلية التى لم تنجح فى فرض سيطرتها على المنطقة وفشل خطتها فى تدمير قواتنا المسلحة.. واستطاع المجتمع الدولى فى ذلك الوقت عن طريق الولاياتالمتحدةالأمريكية وقف إطلاق النار والتزمت مصر بذلك.