عقب أحداث النكسة فى عام 1967 أعلن الرئيس عبد الناصر أننا خسرنا معركة ولم نخسر الحرب والمعركة مستمرة وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.. وإنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ولا نداء أقدس من ندائها.. ومنذ ذلك الحين وقف شعب مصر وقفة رجل واحد يتجهون جميعاً إلى معركة التحرير واسترداد الكرامة.. وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر تسلم الرئيس السادات مسئولية الحكم بعد أن قطعت القوات المسلحة فى الأعداد للمعركة شوطاً كبيراً.. وتعرض الرئيس السادات للعديد من التحديات الصعبة لعبور القناة، لذلك اهتم اهتماماً كبيرا بالتنمية البشرية العسكرية لكى تفكر وتبتكر لإيجاد الحلول لمواجهة هذه التحديات التى كان أهمها بلاشك عبور قناة السويس الصعب. *وكان من الأشياء المهمة موضوع إزالة الساتر الترابى الذى يعلو خط بارليف شرق القناة حيث كان ارتفاعه 17 متراً، وتم إعداد أفكار عديدة حول كيفية إزالة هذا الساتر الضخم بحيث يكون الطريق ممهداً لعبور القوات.. وتوصلت الأفكار إلى تجربة سابقة تمت فى أثناء مراحل بناء السد العالى حيث كان هناك سد رملى ضخم فى منطقة العمل وتمت إزالته بمضخات مياه مناسبة.. وتم دراسة هذه الفكرة جيداً من جميع المتخصصين.. ثم أرسلت القوات المسلحة وفداً عسكرياً متخصصاً إلى ألمانيا وتقابلوا مع الخبراء الألمان ومعهم رسم مضخات المياه وطلبوا منهم تطويرها بحيث تتضاعف قوتها أضعاف المضخات الموضحة بالرسم.. وتعجب الألمان وضحكوا لهذا الطلب لأنهم لا يعلمون مغزاه ولكنهم نفذوه. *وبعد وصول المضخات من ألمانيا تم إجراء تجارب عليها بلغت ثلثمائة تجربة ونجحت جميعها.. وصدق الرئيس السادات عليها وقال «على بركة الله» وقد عرف الألمان مغزى طلب تصنيع المضخات الضخمة بعد العبور. *وكان الاتحاد السوفيتى قد ارسل لمصر كبارى عبور قديمة يحتاج تركيبها إلى ست ساعات فى الوقت الذى كانت لديهم كبار حديثة معروفة باسم (بى - إم - بى) يتم تركيبها فى أقل من ساعة.. ولكن العسكريين المصريين ابتكروا كبارى ومعدات وقوارب العبور يتم تركيبها وتستخدم بسهولة ويسر. *وسلاح قاذفات اللهب الذى استخدمه المقاتل المصرى فى تطهير مواقع وخنادق العدو بعد العبور مباشرة كانت فكرته وتصميمه مصرية خالصة.. وقاذفات اللهب هذه كانت من الأسلحة الخطيرة التى استخدمها المقاتل المصرى فى تطهير مواقع وخنادق خط بارليف فقد كان أخطر شىء يواجهه الإسرائيليون أثناء وجودهم داخل خنادقهم تعرضهم لهذا السلاح فقد كانوا يتعرضون لثلاثة مواقف خطيرة وهى: (إذا أرادوا الاختباء داخل الخندق فسوف يحترقون من قوة اللهب الذى يوجهه المقاتل المصرى فى اتجاه الخندق)، (وإذا خرجوا للمقاومة سوف يتعرضون للرمى بالرصاص)، (وإذا استسلموا فسيقعوا فى الأسر).. لذلك تم أسر أعداد هائلة من الإسرائيليين أثناء تطهير هذه المواقع عن طريق استخدام قاذفات اللهب التى ابتكرها المصريون. *كما أن القوات الجوية كانت تمتلك طائرات الميج 21 وفى المقابل كان لدى إسرائيل الطائرات الحديثة (الميراج والفانتوم) ذات الإمكانات العالية ولكن المهندسين المصريين فى سلاحنا الجوى ابتكروا وأدخلوا تطويراً على هذه الطائرات لتزيد من كفاءتها القتالية.. وهذه الطائرات هى التى تم استخدامها فى حرب أكتوبر.. وفى الضربة الأولى يوم السادس من أكتوبر أفقدت العدو الإسرائيلى توازنه لمدة اكثر من أربعة أيام عجزت إسرائيل خلالها عن السيطرة على قواتها.. لذلك بعد قيام هذه الطائرات بمهمتها قام الرئيس السادات بتهنئة اللواء طيار حسنى مبارك قائد القوات الجوية على هذا الإعجاز وطلب منه إلغاء الضربة الثانية التى كانت مقررة لأن الضربة الأولى حققت كل الأهداف المطلوبة. *هكذا ترك النبوغ المصرى بصمته على كل شىء ليخترق الصعوبات وانتصر عليها بالابتكارات.