تراث فنان الشعب ورائد الموسيقى الحديثة فى مصر سيد درويش.. عامر وغزير.. ومازال كبار المطربين فى مصر والعالم العربى يختارون أغانيه ليطربوا بها المستمع العربى.. وما أسعدنى أن يقوم حفيده الدكتور مهندس حسن البحر درويش الشقيق الأكبر للفنان إيمان البحر درويش بإنشاء كورال سيد درويش بنادى سبورتنج بالإسكندرية والمبهر أن يتهافت الأطفال والشباب على الاشتراك فى هذا الكورال وقد أحيا هذا الكورال أكثر من 200 حفلة فى مختلف أنحاء مصر وخارج مصر بالأكاديمية المصرية فى روما.. وقد ترك لنا فنان الشعب ابن حى كوم الدكة بالإسكندرية الذى ولد فى 17 مارس 1892 وتوفى فى 15 سبتمبر 1923 عن عمر لا يتجاوز 31 عاماً.. 30 أوبريتا ومسرحية أهمها «العشرة الطيبة» و«شهرزاد» و«الباروكة» وترك أكثر من 100 طقطوقة وعشرات الأغانى وهذه الطقاطيق والأغانى تناولت كل ما يهم مصر والمصريين.. تناولت المهن من صيادين وعمال وفلاحين وقضايا مهمة مثل الإدمان والمخدرات والاحتكارات وارتفاع الأسعار والتعايش السلمى بين المصريين والأجانب.. وتناولت قضايا الوحدة الوطنية.. ساندت أغانى سيد درويش ثورة 1919.. وزعماءها.. ونقلت ألحان سيد درويش الموسيقى المصرية من العصور الوسطى للعصر الحديث.. ويكفى أن النشيد القومى «بلادى.. بلادى.. لكى حبى وفؤاى» هو من عبقريات فنان الشعب.. ولأنه لا كرامة لنبى فى وطنه.. فسيد درويش الذى عاش فترة قصيرة.. وتفاوتت الأقوال عن موته بفعل فاعل متهمة الإنجليز.. فأغانيه غائبة.. أليس من المنطق أن تذاع أغانيه فى هذا الوقت لدعم الوحدة الوطنية ولإعادة روح الولاء والانتماء للوطن.. نتمنى ذلك.. فما أحوجنا لسيد درويش اليوم!.