ما هى مشكلة الأفلام التسجيلية والأفلام الروائية القصيرة بأشكالها الفنية المختلفة فى مصر؟ وما هو مستقبل هذه الصناعة الواعدة؟ وأين نحن من الغرب؟ تساؤلات طرحت نفسها على هامش انعقاد مهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية وجاءت الإجابة عنها على لسان ثلاثة من مخرجى هذه الأفلام التى مثلت مصر فى المسابقات الرسمية للمهرجان من خلال الحوارات الثلاثة معهم. مصطفى عبد المنعم: مطلوب تغيير ثقافة المشاهد * ما هو موضوع فيلمك «آخر رشة»؟ ** قصة الفيلم عبارة عن مقارنة بين التاريخ والحاضر وهل الأحسن فى القديم أم الحديث وفى نفس الوقت صراع الأجيال وعبرت عن هذا الموضوع بالتكنولوجيا ما بين تليفون أرضى ومحمول ويحدث بينهما صراع كوميدى وينتصر فى النهاية التليفون الأرضى. * إذن فهى دعوة لمناصرة القديم ضد كل ما هو حديث؟ ** لا.. ولكننى أعبر عن حالة من حالات الصراع بين القديم والحديث.. وليست فيها قصة. * وهل شاركت من قبل بالفيلم فى مهرجانات سابقة؟ ** شاركت به فى مهرجانات ساقية الصاوى وفى مهرجان فيلم الطالب بالمغرب ومهرجان آخر بفرنسا وحصلت على جائزة الإبداع الذهبية من مهرجان الإعلام العربى وأفضل فيلم من المهرجان القومى للسينما الدورتين الماضيتين وحصل على جائزة أحسن فيلم تحريك فى مهرجان أفلام الرسوم المتحركة بمصر. * فى ظل وجود 17 فيلماً مشاركاً فى المسابقة الرسمية من دول غربية كيف تنظر للفارق بيننا وبينهم؟ ** الفارق أن الفيلم هناك يتم الصرف عليه جيداً. * وكم يتكلف الفيلم التحريكى؟ ** على حسب الدقيقة تتكلف فى حدود خمسة آلاف جنيه وفيلمى تكلف حوالى عشرة آلاف جنيه. * ماذا ينقصنا فى مصر لتقديم فيلمك تحريك عالمى؟ ** الدراسة السليمة والخبرة والتعلم من المدارس الأمريكية واليابانية. * ماذا تقصد بثقافة المشاهد؟ ** للأسف الشديد المشاهد فى مصر لا يذهب ليشاهد فيلم تحريك حتى لو كان فيلماً أمريكياً فهناك مسئولية عن غياب التعريف بهذه الأفلام وهى مسئولية الإعلام والتعليم بإن الطفل يرى أن فيلم الرسوم المتحركة موجه للأطفال وليس لجمهور السينما عموماً ويصلح للكبار أيضاً. عبد الله الغمازى: شركات الإنتاج وراء الأزمة * كيف جاءت مشاركتك بفيلم «أوقات» بالمهرجان؟ ** الفيلم من إنتاج المركز القومى للسينما وتقدم لإدارة المهرجان ووافقت عليه لجنة المشاهدة بالمشاركة. * وما هى الرسالة والمضمون داخل الفيلم؟ ** الرسالة تحس من قبل المتلقى وموضوعه عن فكرة المدينة وإيقاعها السريع وحالة البرود التى تعانى منها الأسر المصرية بسبب التكنولوجيا مثل التليفزيون والإنترنت وطرحت تساؤلا ماذا لو حدث حادث كبير؟ هل ستخرجنا من حالة الجمود؟ * ولماذا اسم «أوقات»؟ ** لأن الفيلم عبارة عن مشاهد تدور داخل عدة شقق وأوقات معينة من اليوم فهو يرصد الحالة اليومية لأية أسرة عادية. * وهل سبق وشاركت بالفيلم فى مهرجانات سابقة؟ ** الفيلم شارك فى المهرجان القومى للسينما ولم يحصد جوائز. * ما هى الصعوبات التى تواجه صناعة الأفلام التجريبية داخل مصر؟ ** أهمها أن تجد شخصاً يتحمس ويمول فيلماً تجريبياً لأن تقديم فيلم تجريبى معناه الخروج عن المألوف سواء على مستوى الفكرة أو التكنيك فتجد صعوبة فى تقبل الفكرة. * وما هو الفارق عن الغرب؟ ** الفارق هو أننا ليس لدينا أفكار جديدة والإمكانات ففى الغرب تجد مؤسسات كبرى تدعم هذه النوعية من الأفلام وليست المشكلة فى ندرة المواهب لأنه توجد لدينا مواهب قادرة على منافسة الغرب. * وما هو المطلوب أو الحل؟ ** الحل فى رأيى يكمن فى السينما المستقلة لأنها ترفع من المستوى الهابط للأفلام الطويلة التجارية بتقديم موضوعات أكثر جدية مما تعرضه للسينما العادية مثل فيلم «ولاد البلد» وغيرها.. وتوفير فرص عمل لمواهب لا تجد فرصة للعمل بالسينما بسبب حسابات الشباك والشللية. أيمن كامل: التليفزيون سرق الجمهور * ما هى قضية فيلم «أسطورة النيل»؟ ** الفيلم ينتمى لنوعية أفلام الرسوم المتحركة التى مثلت مصر داخل المسابقة الرسمية للمهرجان وهو فانتازيا مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة والمستقبل الحالى من خلال التكنولوجيا ومن خلال ربط الحضارة المصرية القديمة بالتكنولوجيا الحديثة وسميته «أسطورة النيل» لأنه توجد أساطير كثيرة بالنيل. * وكيف ننظر للتجارب المصرية فى هذه النوعية من الأفلام؟ ** مصر شاركت بفيلمين داخل المساندة الرسمية لكن التجارب المصرية عموماً تكاد تكون قليلة جداً عكس الخارج. * وما هى أبرز الصعوبات التى تواجه هذه الصناعة؟ ** أنه لا توجد جهات إنتاجية تتبنى هذه الأفكار لأنها ليست أفكاراً لأعمال تجارية. وبالتالى غير مضمونة الربح لدرجة أننى حاولت الاتصال بالقنوات الفضائية مثلاً لمساعدتى ولم أجد منها أية استجابة. * وهل هذه النوعية من الأفلام مكلفة مادياً؟ ** متوسط تكلفة الفيلم إذا كانت مدته 5 دقائق لا تزيد على 20 ألف جنيه. * وماذا عن الصعوبات التى تواجه الأفلام التسجيلية عموماً؟ ** أنها ليست «واخدة» حقها من جهات الإنتاج، وفى دور العرض وفى القنوات الفضائية السينمائية والمفروض أن هذه القنوات تعرض على شاشتها بجانب الأفلام الطويلة بعضاً من هذه النوعية من الأفلام بخلاف قصور الثقافة.. لكن السينما عندنا مرتبطة بشباك التذاكر والاتجاهات الجديدة مرفوضة من قبل المنتجين رغم أنها تثرى الحركة السينمائية لأن هذه النوعية من الأفلام جزء من الإنتاج الفنى ويجب الاهتمام بها مثل الاهتمام بالمسلسلات والأغانى والأفلام لتحقق الانتشار ?والرقى.