إذا كان الصراع العربى الإسرائيلى مر بمراحل عديدة منذ بدأ عام 48 وحتى اليوم فإن انعكاسات هذا الصراع على الفن والوسط الفنى المصرى «أحد أبرز وأهم الأطراف العربية فى الصراع». هذه الانعكاسات كانت أيضا عديدة وجاءت فى مراحل يمكن للمدقق فيها أن يتعرف على أهم النقلات فى الصراع على مستوييه العسكرى والسياسى. .. أولاً فيما يتعلق بنجوم الفن المصريين من اليهود.. إذا كانت بدايات السينما قد شهدت سلسلة أفلام شالوم التى لم يحقق بطلها الممثل اليهودى المصرى درجة نجومية تجعل منه علامة فى تاريخ السينما المصرية فإن من جاءوا بعده حققوا ذلك. توجو مزراحى «المخرج» أو «النجمات» راقية ابراهيم ، نجوى سالم ، نجمة إبراهيم وغيرهم.. فيما بعد 48 غادرت راقية ابراهيم مصر إلى أمريكا. وغادر توجو مزراحى إلى إيطاليا وهناك لم يتخل يوما عن الحلم بأن يدفن فى مصر. فى حين بقيت نجمة ابراهيم تعمل بالفن فى مصر وقد ظلت على يهوديتها حتى ماتت ودفنت بمقابر اليهود. أما نجوى سالم فقد أسلمت وتزوجت من ناقد فنى شهير وقتها وأيضا لم تغادر مصر حتى ماتت. ولم يشهد الوسط الفنى المصرى أى ظهور لنجوم لهم جذور يهودية بعدها. ..ثانيا وكما غاب «اليهود» عن الفن فى مصر «كأثر لخروجهم من مصر على أثر قيام اسرائيل» فإن الشخصية اليهودية «تمثيلاً» على الشاشة لاقت مصائر عدة ففى فترة ما قبل 48 كانت للشخصية اليهودية على الشاشة صورة وفيما بعد 48 مباشرة ظهرت لها صورة أخرى ولما حدث السلام بين مصر وإسرائيل ظهرت صورة ثالثة. وفى الآونة الأخيرة ظهر للشخصية اليهودية على شاشة السينما والتليفزيون المصريين صورة رابعة. .. هذه الصور بالتفصيل نتناولها فى مقال قادم.