ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    عيار 21 الآن يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في الصاغة    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    ضابط أمريكي يكشف ما يخفيه زيلينسكي عن الأوكرانيين    مطار الملك خالد يصدر بيانًا بشأن حادث انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي    رئيس بعثة الزمالك في غانا عن أنباء تمارض شيكابالا: «بطلوا فتي.. شاط الهوا واتصاب»    هيثم فاروق يوجه رسالة لحمزة المثلوثي بعد التأهل لنهائي الكونفدرالية| تفاصيل    لا يوجد بهم خطورة.. خروج 9 مصابين في حادث تسرب غاز الكلور بقنا    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    إصابة 17 شخصا في حادث مروري بالمنيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    وفاة المخرج والكاتب عصام الشماع عن عمر يناهز 69 عاما    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    نتنياهو يعيش في رعب.. هل تصدر محكمة العدل الدولية مذكرة باعتقاله؟    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    أول رد رسمي من الزمالك على احتفال مصطفى شلبي المثير للجدل (فيديو)    مدحت شلبي يقدم اقتراحا لحل أزمة الشحات والشيبي    عامر حسين: إقامة قرعة كأس مصر الأسبوع القادم بنظامها المعتاد    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    قرار عاجل من الزمالك بشأن احتفال مصطفى شلبي    ميدو: لو أنا مسؤول في الأهلي هعرض عبد المنعم لأخصائي نفسي    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    بعد حركته البذيئة.. خالد الغندور يطالب بمعاقبة مصطفى شلبي لاعب الزمالك    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    الاقتصاد الأمريكي يحتاج لعمال.. المهاجرون سيشكلون كل النمو السكاني بحلول 2040    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مرسى سعدالدين : كنت أول متحدث رسمى للدولة
نشر في أكتوبر يوم 19 - 09 - 2010

عندما تجلس أمامه وتستمع إليه يتأكد لك من أول وهلة أنك أمام رجل حكيم عركته السياسة، ورفعته الثقافة على عرش كثير من المفكرين والسياسيين، إنه د. مرسى سعد الدين، رئيس هيئة الاستعلامات الأسبق وصاحب الخبرات الطويلة فى مجالات الدبلوماسية وعلاقات الدول لكونه عمل مستشارا سياسيا وثقافيا لأكثر من 20 دولة أوروبية وأسيوية وأفريقية، بالإضافة إلى دول أمريكا اللاتينية.
فتح د. مرسى خزانة أسراره وتكلم عن ذكرياته مع الملك فاروق والرئيس السادات، ويوسف السباعى، وصفوت الشريف، وأسامة الباز، وأيامه الجميلة فى ألمانيا والمجر والفلبين وتايلاند وعلاقته القوية بزعماء أفريقيا أمثال أودنجا رئيس وزراء كينيا وعيدى أمين رئيس أوغندا، ونكروما رئيس غانا، وسيكوتورى رئيس غينيا، وأوجيستو رئيس أنجولا، كما قدم من خلال خبرته الطويلة حلولاً جادة لحل أزمة مياه النيل مع دول الحوض.
وأكد سعد الدين فى حواره رفض الرئيس مبارك للضغوط الخارجية ورأيه فى ترشيح البرادعى وقضية الديمقراطية وشخصية جمال مبارك ودور هيئة الاستعلامات حالياً مقارنة بما كانت عليه فى السبعينيات.
كما استرجع د. مرسى شريط ذكرياته مع شقيقه بليغ حمدى وعبدالحليم حافظ وصلاح جاهين ومحمد عبدالوهاب وسراج منير وسميحة أيوب وكمال الشناوى وعادل إمام.. كثير من الحقائق والتفاصيل فى الصفحات التالية.
*د. مرسى سعد الدين.. أعرف أنك صعيدى أباً عن جد.. فهل تعيش فى جلباب أبيك حتى الآن؟
**أنا صعيدى من «ساسى لراسى» ولا زلت أعيش فى جلباب أبى، ومع ذلك فأنا صعيدى متمدين، فوالدى كان مدرساً للفيزياء، سافر إلى انجلترا على نفقته الخاصة، وكان يرسل لى المجلات ويشجعنى على قراءتها وترجمتها للعربية ومع أنه كان صعيدياً - كما قلت - فإنه شجع أختى الكبرى على لعبة السباحة حتى أصبحت بطلة فيها، كما سمح لأختى الثانية أن تكون بطلة فى الغوص.
أما شقيقى الأصغر بليغ فكان على هواه دخل الحقوق، ولم يحصل على الليسانس، ودخل معهد الموسيقى الشرقية، ولم يحصل عليه أيضاً لأنه عشق الفن، وانشغل بصلاح جاهين الذى خرج من ثالثة حقوق أيضاً، وينضم إليهما عبدالحليم حافظ لتكتمل منظومة الفن العربى.
ولأننا صعايدة - كما يقول د. مرسى- فقد فرضت علينا البيئة سماع التراث الشعبى وبطولات الزناتى خليفة وأبوزيد الهلالى وعزيزة ويونس، كما كان بيتنا قبلة الملحنين والمغنين أمثال الشيخ محمود صبح رائد فن البيانو والعزف على العود، لدرجة أن والدتى تعلمت منه العزف على العود، وأصبح لها جمهور من أبناء الصفوة والمتعلمين مما غرس فينا عشق الفن.
*ماذا عن الحب الأول فى حياتك؟
**مصر هى حبى الأول، كما أن حبها متجذر فى كل أفراد العائلة، وهذه ليست شعارات ولكنها مبادئ تربينا عليها، وعايشناها بوجداننا وعيوننا فوالدى شارك فى ثورة 1919، وأمى كانت تعيش على ثورة سعد زغلول وتكتب له شعراً، كما أنها كانت صديقة وفية لصفية هانم، وأتذكر أننى كنت أجلس تحت أقدام أمى وأبكى أثناء زيارتها لضريح سعد مع صفية هانم.
*أهم المحطات فى حياة د. مرسى سعد الدين؟
**حياتى كلها محطات، ولكن أبرز محطات حياتى هى الفترة التى قضيتها فى انجلترا والتى تجاوزت ال 12 عاماً وقابلت هناك الملك فاروق حيث كان طالباً فى كلية ساندهيرس للقوات المسلحة، وهى كلية ملكية لا يدخلها إلا أولاد الصفوة، وكان شاباً منضبطاً ومتفوقاً فى دراسته، كما أنه كان نموذجاً جيداً للأسرة المالكة والشباب المصرى.
*ولكن لماذا سافرت انجلترا؟
**سافرت انجلترا لأن الدكتور أحمد نجيب هاشم وزير التعليم آنذاك قرر إيفاد المتفوقين من خريجى كلية الآداب، قسم انجليزى إلى بريطانيا لدراسة الصحافة والاطلاع على ثقافة الغرب، ولكن لأن الظروف كانت غير ملائمة لظروف الحرب العالمية الثانية عام 44 تم تأجيل الموضوع لعام 1945، وتم تعيينى آنذاك سكرتيراً للمعهد المصرى الذى أسسه د. طه حسين لرعاية المصريين فى لندن، وكانت إقامتى فى لندن فرصة حقيقية لرصد مقومات النجاح فى حياة الغربيين، والتعايش مع شخصيات لا تنسى أمثال د. طه حسين الذى التقى بنا فى المعهد وأوصانا بمعرفة عالم الذرة الشهير د.على مصطفى مشرفة وشقيقه المستشار مصطفى مصطفى مشرفة.
*وهل سافرت إلى أماكن أخرى غير لندن؟
**سافرت بعد ذلك للعمل مستشاراً ثقافياً فى 3 دول شيوعية هى تشيكوسلوفاكيا والمجر وألمانيا الشرقية وكان ذلك ما بين 69و1972.
*إذن فأنت سافرت إلى دول رأسمالية وأخرى شيوعية.. هل وجدت فرقاً بينهما؟
**الفرق كبير، لأن الدول الغربية هى دول رأسمالية، أهم ما يشغلها الاقتصاد واتفاقيات التجارة الحرة، وحركة السوق والبورصة، وتدوير رأس المال، أما الكتلة الشرقية فتضع الثقافة فى مقدمة اهتماماتها لدرجة أن الموظف يخصص جزءاً ثابتاً من راتبه لشراء الكتب ودخول المسرح، والاستمتاع بفرق الباليه، والفن التشكيلى والموسيقى، ولا تنس أن دولة مثل روسيا تهتم بفرق البلوشوى أكثر من اهتمامها بالأكل والشرب.
رد الجميل/U/
*إذن فأين كنت من 56 إلى 69؟
**بعد عودتى من انجلترا تم تعيينى أستاذاً فى مدرسة المعلمين، ولكن لم أستمر طويلاً لأن المرحوم يوسف السباعى طلبنى للعمل معه فى المجلس الأعلى للفنون والآداب، والذى أنشأه الرئيس عبدالناصر لاستقطاب المثقفين ومساندة الثورة.
*متى بدأت علاقتك بيوسف السباعى؟
**بدأت علاقتى به عندما كنت فى لندن حيث ترجمت له قصصاً كثيرة إلى الإنجليزية، ونشرتها له فى الإيجيبشان جازيت، كما نشرت لمجموعة أخرى من الأدباء المصريين أمثال سعيد عبده وصلاح ذهنى.
*معنى هذا أن يوسف السباعى أراد أن يرد لك الجميل؟
**يوسف السباعى شخصية كبيرة، وابن عز، وهو طبعاً لم ينس الجميل لأنه صاحب مبادئ، فبعد العمل معه فى المجلس الأعلى للفنون والآداب، طلبنى للعمل معه أيضاً فى منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وبعد توليه وزارة الثقافة والإعلام تم تعيينى رئيساً لهيئة الاستعلامات من 73 حتى سنة 1980.
*د. مرسى.. قل لى صراحة هل يوجد فرق فى الأداء بين هيئة الاستعلامات فى السبعينيات، وهيئة الاستعلامات حالياً؟
**هيئة الاستعلامات كان عندها ما تقدمه للعالم فى السبعينيات، عندها حرب أكتوبر، والتى كانت زلزالاً هز أرجاء الشرق الأوسط، كما كانت زيارة الرئيس السادات للقدس زلزالاً هز أرجاء العالم، وبعدها كانت مفاوضات كامب ديفيد، ومعاهدة السلام، كانت الهيئة خلية نحل، هل تتصور أننا عام 1974 فى أول زيارة للرئيس السادات لأمريكا، عقدنا 14 مؤتمراً صحفياً بمشاركة حسن كامل رئيس ديوان رئيس الجمهورية آنذاك، كنا فى تلك الفترة نقاوم إعلاما عربيا وإسرائيليا وأمريكيا مضادا.
بحر المانش/U/
*تقول: إعلام عربى مضاد!
**الإعلام العربى كان أسوأ إعلام مضاد، خاصة بعد زيارة الرئيس السادات للقدس، انضم أغلب القادة العرب لجبهة الرفض، وقرروا عزل مصر ولكنهم عزلوا أنفسهم، لأن مصر لا يمكن عزلها، فمصر عندما تتكلم.. الكل يسمع. مصر مثل بحر المانش، إذا توقف عن الحركة تصاب أوروبا بالشلل.
*هل اهتمت الهيئة بالمراسلين الأجانب؟
**المراسلون الأجانب هم الأسلحة التى تستعين بها الهيئة فى رد الشائعات والأكاذيب، ولذلك أسست لهم جمعية فى جاردن سيتى، وسهلت لهم مقابلة الوزراء للحصول على معلومات موثقة، ومصادر مسئولة، كما تحملت الهيئة آنذاك نفقات المؤتمرات الصحفية، وبدل الانتقالات، وعقدت معهم صداقات متينة، وأبرز مثال على ذلك إقامة حفلات توديع لمن انتهت مدة خدمتهم، مثلما فعلنا مع مراسل الدير شبيجل فى القاهرة بعد خدمة استمرت 40 عاماً.
الرجل الثانى/U/
*وماذا عن الهيئة حالياً؟
**الهيئة حالياً معذورة، فليس لديها مادة إعلامية تشتغل عليها كما أنها لا تمتلك قيادات أو شخصيات فى حجم حمدى عزام فى ألمانيا، وممدوح البلتاجى فى فرنسا ومصطفى منير فى لندن، وصفوت الشريف فى مصر.
*تقول صفوت الشريف؟
**نعم ابنى صفوت الشريف كان الرجل الثانى فى هيئة الاستعلامات كان جديراً بالمسئولية، ويؤدى عمله بامتياز، وكان واجهة مشرفة فى الهيئة يقوم بتحضير وترتيب اللقاءات الصحفية للمراسلين الأجانب والوزراء ويعمل فى صمت، كما أنه شخصية منظمة لا تحب الضجيج، ولذلك عندما طلب منى الرئيس السادات أن أنضم للحزب الوطنى، اخترت له صفوت الشريف، لأننى أعرف مسبقاً وعيه السياسى، وقدراته الحزبية، وكما ترى الآن فقد أصبح أمين عام الحزب الوطنى.
*هل صحيح أن د. مرسى سعد الدين كان أول شخصية تتقلد منصب المتحدث الرسمى؟
**هذا صحيح، لأننى أثناء رئاستى للهيئة رشحنى د. عصمت عبدالمجيد أن أكون متحدثاً رسمياً للدولة، ولرئيس الدولة معاً، وقد وافق الرئيس السادات مباشرة لأن الوفود الأجنبية التى حضرت لميناهاوس استعانت بمتحدثين رسميين على قدر كبير من الدبلوماسية والثقافة السياسية وذلك لأن القضية التى ستتم مناقشتها - وهى القضية الفلسطينية - كانت ولا زالت مثار جدل واهتمام كل شعوب وقيادات العالم، ولذلك استعانت إسرائيل بالسياسى البارع دان بايتر ليكون متحدثاً رسمياً لها، فصاحبته وعرفت كثيرا عن الأوراق التى سيناقشها الوفد الإسرائيلى فى المؤتمر، بالإضافة إلى وفود أمريكا والاتحاد السوفيتى وفرنسا والصين.
الأمين العام/U/
*وماذا عن علاقة د. مرسى سعدالدين بالرئيس السادات؟
**علاقتى بالرئيس السادات علاقة قديمة بدأت فى ديسمبر 1957، أثناء مؤتمر التضامن العربى الآسيوى، حيث كان الرئيس الراحل يرأس الوفد المصرى وكان يوسف السباعى أمين المؤتمر، وأنا بحكم عملى كنت نائب الأمين العام، وفى المؤتمر الثانى الذى عقد بكوناكرى بغينيا توطدت العلاقة مع الرئيس السادات أكثر وأكثر، لأن السادات كان يترك الرئيس الغينى سيكاتورى فى القصر الجمهورى ويأتى للجلوس معنا فى اللوكاندة التى كنا نقيم فيها مع يوسف السباعى.
*ما الذى كان يميز الرئيس السادات عن غيره من زعماء عصره؟
**الرئيس السادات كان عملاقاً موسوعى الثقافة، وبالتحديد ثقافة وعادات وتقاليد الشعوب، والدليل أننا كنا فى إيران أيام حكم الشاه، ولاحظ الرئيس السادات بذكائه المعهود أن حركة الصحفيين المصريين مقيدة، لأن البروتوكول الإيرانى يمنع الاقتراب من الشاه، ولكن الرئيس السادات كسر هذا البروتوكول، وأخذ الشاه من يده، واتجها معاً للقاء الصحفيين المصريين وكان على رأسهم آنذاك أنيس منصور - وموسى صبرى، ومحس محمد، عندها توجهت أنظار الإعلاميين إليه، وبالتالى توجهت الكاميرات إليه أيضا لتنقل المشهد إلى جميع دول العالم.
إيميلدا ماركوس/U/
*السفر فى حياة د. مرسى سعدالدين؟
**أتاح لى عملى كوكيل وزارة للعلاقات الخارجية بوزارتى الثقافة والإعلام السفر لأغلب دول العالم سواء كان فى آسيا أو أفريقيا أو أوروبا بالإضافة إلى الدعوات الرسمية التى كانت تأتينى من أنديرا غاندى رئيس وزراء الهند وتايلاند وسنغافورة والصين واليابان، كما لا أنسى تلك الأيام التى قضيتها مع السيدة الجميلة، إيميلدا ماركس فى الفلبين.
*أفريقيا فى ذاكرة د. مرسى سعدالدين؟
**هذه القارة السمراء لى فيها ذكريات جميلة خاصة مع الزعماء الذين استمدوا حركة التحرر الوطنى من القاهرة عندما كانوا طلبة أيام الشباب، ثم أصبحوا رؤساء وزارات ورؤساء دول أمثال نكروما رئيس غانا وسيكوتورى رئيس غينيا وأودنجا رئيس وزراء كينيا، ومارسيللينو دوس وزير خارجية موزمبيق وإزكوى فى نيجيريا، وهؤلاء الزعماء كانوا يحرصون على دعوة الرئيس عبدالناصر فى عيد الاستقلال.
ويقول د. مرسى إن دولة ناميبيا دعتنى ذات يوم لتدريب الشباب هناك على فنون الإعلام والصحافة، وبعد فترة اشتقت لزيارة جنوب أفريقيا التى كانت محرمة على المصريين بعد أن أصدر الرئيس عبدالناصر قراراً بمقاطعتها لأنها تشجع على العنصرية وتتعامل مع إسرائيل، وأخيراً قررت السفر إلى جوهانسبرج عن طريق أحد الصحفيين، والذى بدوره أبلغ سفارة جنوب أفريقيا والتى رحبت بى ترحيباً كبيراً فى مفاجأة غير متوقعة، وأخبرت يوسف السباعى بهذا الترحيب الذى لاقيته، فطلب منه عبدالناصر، أن أكون حلقة للتواصل الثقافى بين مصر وجنوب أفريقيا، وكنت بذلك أول مصرى يزور هذا البلد الجميل بعد الثورة.
بنت من شبرا/U/
كما كانت لى أيام جميلة فى غانا أيام حكم الرئيس نكروما، هذا الزعيم الذى خرج من عباءة ثورة يوليو كان يعشق تراب مصر لدرجة أنه تزوج مصرية من شبرا وأنجب منها ابنه جمال نكروما والذى يعمل فى الأهرام ويكلى حتى الآن.
*بصفتك خبيراً قديماً وملماً بالشئون الأفريقية.. هل تعتقد أن إسرائيل وراء مشاكلنا مع دول حوض النيل حالياً؟
**قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من قراءة للمسرح الدولى فى أفريقيا، فأنت تعرف أن القارة السمراء ظلت محتلة لفترات طويلة جداً سواء كان من أسبانيا أو البرتغال، أو أيطاليا، أو انجلترا أو فرنسا، وهذه الدول سهّلت لإسرائيل العمل بحرية، أى أن إسرائيل لها حضور قوى جداً سبق التواجد المصرى بسنوات، والدليل أنه فى احتفالات استقلال كينيا، قامت مغنية من جنوب أفريقيا اسمها مريام مكيبا، وغنت أغانى إسرائيلية، عندها انسحب الوفد المصرى، وقدم احتجاجاً لمنظمى الحفل.
يقول د. مرسى: وعندما كنت فى غانا وجدت رأس المال الإسرائيلى متغلغلاً فى الاقتصاد الغانى حيث أسسوا هناك شركة للملاحة البحرية أطلقوا عليها النجم الأسود لدعم الاقتصاد والتواصل التجارى والعسكرى والمخابراتى، والسؤال أين الاستثمار المصرى ورجال الأعمال المصريون؟..
*هل هذا يعنى أننا أهملنا أفريقيا؟
**لم نهملها بالمعنى المتعارف عليه، ولكننا لم نضعها فى مقدمة أولوياتنا بمعنى إذا كنا نستورد اللحوم والحبوب من الخارج لماذا لا نستوردها من أفريقيا، فهذا السؤال يحتاج إلى إجابة واضحة قبل فوات الأوان، وذلك لأن العلاقات بين الدول قائمة على المصالح، والدليل أن الرئيس الأوغندى عيدى أمين، ورغم أنه رئيس مسلم، وكانت له علاقات طيبة بالحكومة المصرية، فإنه استعان بإسرائيل فى تدريب وتسليح الجيش الأوغندى، لأن مصلحة بلده فوق أى اعتبار.
حوض النيل/U/
*كيف يتم التعامل مع دول الحوض فى أزمة مياه النيل؟
**لا توجد أى أزمة لأن دول الحوض لا تستفيد إلا ب 4% من مياه النيل، والمشكلة أن أغلب هذه الدول تحتاج إلى كهرباء لأن 90% من سكان القرى يعيشون فى ظلام دامس، وإذا كانت أثيوبيا التى تبنى سد أومو حاليا والذى يبعد عن أديس أبابا ما يقرب من 350 كيلو.. أقول إذا كانت أثيوبيا تبنى هذا السد فلحاجتها لتوليد الطاقة خاصة أن النيل نجاشى وعلاقتنا بأثيوبيا ممتازة منذ أمد بعيد.
*د. مرسى.. وماذا عن قضية الديمقراطية؟
**الرئيس مبارك رعى بذرة الديمقراطية التى غرسها الرئيس السادات، فلم يمنع مطلقاً تعدد الأحزاب، مع أن الأحزاب لا تتشكل بقرارات رئاسية أو هرمية، ولكنها تبدأ من القاعدة الشعبية حتى يكون لها تأثير فى القرار السياسى كما أن حكم الشعوب العربية له طبيعة خاصة، وبالتالى فالحاكم لابد أن تكون له مواصفات خاصة كالتى يتمتع بها الرئيس مبارك.
مواصفات القيادة/U/
*وما هى تلك المواصفات من وجهة نظرك؟
**أن يكون ملماً بالسياسة الداخلية والخارجية، وعلى وعى كامل بالقوى الإقليمية والدولية وأن يراعى مصلحة شعبه ويحافظ على أمن البلاد من أى أخطار متوقعة، وألا يستعدى أى قوى خارجية، وأن يحترم المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بالإضافة إلى احترام دول الجوار.
*معنى هذا أن صدام حسين لم يكن قائداً بالمعنى المتعارف عليه؟
**لو كان كما تقول ما أصبحت دول الخليج قواعد أمريكية، أو أصبح حال العراق كما ترى.
*وهل توجد أخطار خارجية؟
**طبعاً توجد أخطار خارجية، ولكن حكمة الرئيس درأت هذه الأخطار.
*وماذا عن الضغوط الخارجية؟
**من المعلوم أن أمريكا تحاول ممارسة الضغوط على مصر وعلى غيرها من الدول، ولكن الرئيس مبارك - كما قلت - لا يقبل هذه الضغوط، والدليل أن الرئيس مبارك رفض الضغوط الأمريكية عندما طلبوا منه عدم دعم المرشح السورى فى انتخابات مجلس محافظى الطاقة الذرية، وقررت مصر مساندة المرشح إلى أن انسحبت سوريا بعد ذلك من تلقاء نفسها من عملية الترشيح، كما رفض الرئيس مبارك ضرب العراق، وطالب أكثر من مرة باستعمال العقل، مؤكداً أن احتلال العراق سيخلق 100 صدام و1000 بن لادن، ولهذا فقد رفض الرئيس مبارك أن تكون القواعد العسكرية المصرية منصة لإطلاق الصواريخ فى ضرب العراق أو أن تكون المطارات المصرية محطات تموين للطيران الأمريكى.
*هل توافق على ترشيح البرادعى للرئاسة؟
**أولاً البرادعى شخصية لها وزنها فى المجتمع الدولى، وأن المبادئ الستة التى أعلنت عنها الجمعية الوطنية للتغيير تصب فى مصلحة الوطن، ولكن المشكلة أن البرادعى اعتمد على اللقاءات والتحالفات، واستعان ببعض الأحزاب، وأصحاب الصوت العالى والشعارات، وهذا يعنى أنه لم يسلك الطريق الصحيح، بمعنى أنه لم ينضم لحزب سياسى كبير له مقاعد فى البرلمان، واعتمد على دعم جنرالات المقاهى - على حد وصف أحد الكتاب - فى الترشيح للرئاسة، مع أن رئاسة مصر لا تكون بالتحالف مع الإخوان أو باجتماعات المقاهى والفنادق، لأننا لسنا فى انتخابات اتحاد الكرة أو المحليات.
جمال مبارك/U/
*وما رأيك فى ترشيح جمال مبارك؟
**رجل فى مثل سنى، وقد أصبح على أبواب التسعين لابد أن يقول الحقيقة لأننى ببساطة لن آخذ من الدنيا أكثر مما أخذت، وأقول صراحة إذا رشح جمال مبارك نفسه بين مجموعة من المرشحين أو المنافسين الأقوياء سأنتخبه على الفور لأنه شاب مثقف، وعاش فى انجلترا واحتك بالثقافة الغربية، ويعرف معنى تداول السلطة.. والأهم من ذلك كله أن جمال مبارك ليست له أجندات خارجية أو محسوباً على الغرب، وأعتقد أن كل هذه المميزات هى التى جعلت المفكر سعدالدين إبراهيم يتراجع عن مواقفه السابقة ويعلن تأييده لجمال مبارك.
*هل تعتقد أن الكوادر السياسية الحالية قادرة على قيادة مصر فى المستقبل؟
**مصر مليئة بالكوادر والكفاءات، لأن أغلب القيادات الموجودة حالياً عاصرت قيادات كبيرة سواء كان فى الحياة السياسية أو الجامعات، وأنا أطالب الحكومة حالياً، وخاصة وزير التعليم العالى بعودة المنابر السياسية فى الجامعات، وتدريب الشباب على قبول الرأى والرأى الآخر لأن عزل الشباب عن السياسة يؤدى إلى المظاهرات والاحتجاجات، والتخريب.
*معنى هذا أن المظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب ناتجة عن عدم وعى سياسى؟
**نعم لأن السياسة ليست مظاهرات أو احتجاجات أو تخريبا، ولكنها تحقيق مطالب بطرق دبلوماسية، ومظاهرات واحتجاجات صامتة، وإذا أردت أن تتأكد من هذا انظر إلى ما يحدث فى الدول المتقدمة.
*بعيداً عن السياسة.. ما هى الشخصيات التى يعتز بها د. مرسى سعد الدين؟
**أعتز بشخصية صفوت الشريف، وقد كان نائباً لى فى هيئة الاستعلامات وهذا لأنه يخلص فى عمله إلى أبعد الحدود، ولذلك تنبأت له بأن يكون قيادة سياسية وحزبية كبيرة، أما الدكتور أسامة الباز المستشار السياسى لرئيس الجمهورية، فقد كانت لى معه أيام وليال لدرجة أنه قال لى يوماً: يا دكتور مرسى «كل الناس بيحبوك حتى اللى بيكرهوك».
أهل الفن/U/
*وماذا عن أهل الفن؟
**علاقتى بأهل الفن بلا حدود لأنهم كانوا زوّاراً دائمين لنا أيام شقيقى المرحوم بليغ حمدى، فقد كانت لى ذكريات جميلة مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب عضو الاتحاد الاشتراكى، ورفيق الكفاح فى شعبة التثقيف السياسى، وهو الموسيقار الذى نجح باقتدار فى تجديد الموسيقى العربية فيما نجح شقيقى بليغ فى تأصيلها، ناهيك عن العلاقة السامية التى ربطتنى بالفنانة القديرة سميحة أيوب، وسناء جميل، وسهير المرشدى تلك الزهرة التى أينعت فى أحضان الفنان كرم مطاوع، كما لم أنس الفنان كمال الشناوى والذى كان مرافقاً لى على الدوام فى حمامات الساونا بالهيلتون ثم السهر على الكورنيش وأكل الذرة، وكذلك ذكرياتى مع الفنانة وردة الجزائرية التى قضت معنا أياماً وليالى أيام أخى بليغ حمدى، والليالى الجميلة مع سليمان باشا نجيب، وزكى رستم، ونجيب الريحانى، وفريد الأطرش، أما عبد الحليم حافظ الذى كان يقول لأمى يا أمى، فمن الصعب أن يجود الزمان بمثله، لأنه كان على الدنيا مثل عابر سبيل استظل بشجرة ثم رحل إلى حال سبيله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.