بدأت مديرية التضامن الاجتماعى ببنى سويف تطبيق تجربة جديدة بالتعاون مع المحافظة لمحاربة الغلاء ودعم الفقراء. تقوم التجربة على آلية جادة لتوفير السلع الاستراتيجية (الأرز– الدقيق- السكر– الزيت– المسلى) فى عدد من منافذ البيع التابعة لوزارة الاستثمار فى مختلف مراكز المحافظة، حيث يتم توزيع هذه السلع عن طريق بونات تسلم لكل أسرة عن طريق موظفى التضامن الاجتماعى، ليحصل بمقتضى هذا البون على دعم قدره 3 جنيهات زادت مؤخرا لتصل إلى 5 جنيهات، حيث تحصل كل أسرة على كيلو سكر وكيلو أرز و2 كيلو دقيق وكيلو زيت وكيلو مسلى نباتى بسعر يقل عن سعر السوق بخمسة جنيهات هى قيمة الدعم. وفى لقاء خاص قال د. سمير سيف اليزل محافظ بنى سويف: إن ارتفاع الأسعار الذى تشهده الأسواق فى مختلف محافظات مصر هو نتيجة منطقية لزيادة الطلب على السلع فى ظل محدودية العرض، وهو ما يحد من جهود الرقابة على الأسواق، مشيراً إلى أن التاجر يستهدف من تجارته أكبر قدر من الربح وما دامت الفرصة سانحة أمامه لزيادة الأرباح فإنه لا يتوانى عن ذلك أبدا، لذلك نجد ارتفاع أسعار بعض السلع بدون ما يبرر هذه الزيادة غير أن الطلب عليها زائد. وأكد د. سيف اليزل أنه عندما تولى المسئولية لاحظ سيطرة ثقافة الفوضى والاستغلال فى الأسواق، حيث يستغل التجار حاجة المستهلك، ويبيعون بأسعار مغال فيها، وهذا ما جعله يضع قضية الأسعار فى بؤرة اهتمامه، مما أفرز عدداً من المشروعات الجادة فى هذا السياق مثل مشروع شوادر اللحوم، ثم فتح منافذ لبيع السلع الرئيسية التى يحتاج إليها المواطن بأسعار مدعمة، موضحا أن تنفيذ هذا المشروع يقع على عاتق مديرية التضامن لكونها الأجدر على إدارة مشروعات السلع المدعمة. ومن جانبه أكد كمال شريف وكيل وزارة التضامن ببنى سويف أن هذا المشروع يستهدف فى الأساس محاربة الغلاء وتقليل حدة الفقر فى مختلف قرى ومدن المحافظة، حيث نبعت الفكرة من مشروع قديم قائم بالمحافظة وهو شوادر اللحوم التى يتم طرح اللحوم بها بأسعار تتناسب وتكلفته وقدرة الناس الشرائية، وبالتالى بدأنا البحث عن آلية مناسبة لتوفير هذه السلع الأساسية للمواطنين- خاصة محدودى الدخل منهم- فى منافذ بيع بأسعار مدعمة. وقال وكيل وزارة التضامن: إنه تم الاتفاق مع وزارة الاستثمار على توفير منافذ بالمجمعات الاستهلاكية التابعة للوزارة بمختلف مراكز المحافظة ليتم من خلالها طرح هذه السلع تحت إشراف موظفى الشئون الاجتماعية، وبمجرد أن تم توفير المنافذ تم التعاقد مع موردين لتوفير الكميات المطلوبة من السكر والأرز والدقيق والمسلى على أن تكون أسعار هذه السلع وجودتها تنافسية حتى يقبل عليها المستهلكون، وبدأنا التجربة بتوفير شنطة لكل من يرغب تحتوى على كيلو سكر وكيلو مسلى وكيلو أرز يحصل عليها المواطن بخصم 3 جنيهات بموجب البون الذى يستلمه من موظف التضامن الاجتماعى. وأضاف أنه بعد بدء التنفيذ بأيام قليلة وجدنا زيادة غير متوقعة فى الطلب على هذه الشنط المدعمة، وهنا أدركنا نجاح التجربة فأردنا أن نطور الفكرة فتوسعنا بإضافة سلعة جديدة وهى 2 كيلو دقيق فاخر وزيادة الدعم إلى 5 جنيهات بدلا من 3 جنيهات فقط، وبدأت مديرية التضامن بالتعاون مع المحافظة فى البحث عن منافذ أخرى لتوزيع المزيد من هذه السلع المدعمة، خاصة أن مردود هذا المشروع بدأ فى الظهور مؤخرا بأن بدأت الأسعار فى التراجع رغم موسمى رمضان والأعياد. أشار شريف إلى أن تنفيذ هذه التجربة بدأ منذ أيام قليلة، ورغم ذلك حقق نجاحات كثيرة، مما دفع مديرية التضامن وكافة الأجهزة المتعاونة بالمحافظة للتوقف قليلا لإعادة ترتيب منظومة العمل فيها، فالمستحقون لبونات الدعم إلى الآن غير محددين بل البونات متاحة لكل من يطلبها، وهذا ما يحتاج إلى ضبط لتحقيق عدالة التوزيع الذى تستهدفه دوما وزارة التضامن الاجتماعى لذلك يتم الآن دارسة الأمر لوضع ضوابط وآليات تحفز من نجاح التجربة وتحقق الأهداف المرجوة منها وهى محاربة الغلاء ومساعدة الأسر الفقيرة وتحقيق عدالة التوزيع، موضحا أن نجاح التجربة سيترتب عليه التوسع فى فتح المنافذ فى القرى الرئيسية وزيادة السلع المستهدفة للتوزيع من المشروع كالدواجن واللحوم.