الفن لا يعرف حدودًا والمواهب تجد طريقها في أي بقعة حتى لو كانت في أبعد القارات، هي فرقة مسرحية مكونة من مواهب مصرية شابة مهاجرة وتعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية ..فرقة لايف تيم "Life Team" الغنية بمواهبها في كل المجالات الفنية ( تأليف، إخراج، تمثيل، غناء، تلحين، عزف، ديكور، إضاءة)، وكل ما يخص المسرح من تقنيات. قدمت فرقة لايف تيم "Life Team" العديد من المسرحيات الجادة والإسكتشات الكوميدية، بالإضافة إلى العديد من الفيديوهات القصيرة والتي توجه رسائل سريعة للشباب، مثل مسرحية " الرحلة ١٨٠" ومسرحية " عنبر جيم "، وحديثًا مسرحية " محتاجة فهم " التي تم عرضها يومي ٢٦، ٢٧ أكتوبر الماضيين على مسرح بونيتا سينتر للفنون بمدينة سان ديماس بولاية كاليفورنياDimas/California) (San ، تلك المسرحية التي جعلت المشاهد يغير فكرته عن مسرح الهواة ليجده يحاكي مسرح المحترفين، فقد قدمت الفرقة عملًا على مستوى احترافي عالي، من حيث الأداء التمثيلي والإخراج وتقنيات الديكور والإضاءة والموسيقى. " محتاجة فهم " ليس اسمًا للمسرحية، بل هي بالفعل مسرحية تحتاج إلى الفهم! وهذا هو الجديد؛ حيث أن المقيمون على كتابة وإخراج المسرحية لم يعطوا لها اسمًا، بل تركوا للمشاهدين محاولة تسميتها كل بمفهومه، حيث تعتبر المسرحية من الأعمال التجريبية، ومن المعروف أن المسرح التجريبي يجسد فكرة أو مجموعة أفكار تدع المتلقي يحاول فهمها كل بمفهومه وبمنظوره الخاص. ففكرة المسرحية فكرة فلسفية تبحر في الذات الإنسانية، من حيث إذا كان الإنسان مخيرًا أم مسيرًا! وهل يرضى الإنسان عن حياته أم يعتبر أن حياته مفروضة عليه بحكم قدري من الله، وهل يحق للإنسان أن يرفض قدره ويتمرد عليه بل هل يجوز له أن يخلق لذاته عالم آخر من صنعه ويخرج من العالم الذي خلقه له الله ! تجسدت الفكرة من خلال شخصية آدم، الذي اكتشف إنه تربى وعاش طيله حياته داخل عالم افتراضي صنع له خصيصًا بكل ما فيه من أماكن وشخصيات وعلاقات، تمرد آدم على هذا العالم وحاول الخروج منه ليعيش عالم واقعي من صنعه هو، ثم يكتشف أن هذا عالم افتراضي – من وجهة نظره - وهو العالم الذي خلقه الله له، وأوجده فيه، بل أوجد له أيضًا كل ما يحتاجه الإنسان من عائلة محبة له، وظيفة مرموقه، وعلاقات صداقة وحتى الفتاة التي تمناها في خياله قابلها في هذا العالم الذي توهم إنه عالم افتراضي، ولذا رفضه وتمرد عليه، حتى اكتشف في نهاية المسرحية أن هذا العالم الذي خلق له مصنوعًا له بكل دقه تناسبه وتناسب احتياجاته وأحلامه، ولو كان هو ذاته حاول أن يصنع عالمه الخاص كان سيختار نفس الاختيارات ونفس الناس والعلاقات، وهكذا تريد أن تقول لنا المسرحية، إن الله يرسم لكل إنسان حياته رسمًا دقيقًا بما يتناسب مع متطلباته وقدراته، ومهما رفضناها أو تمردنا عليها وحاولنا أن نغيرها فلن تكون أبدع من تلك التي وهبها لنا الإله. وهكذا نجح فريق لايف تيم بأبنائه المصريين أن يقدموا لنا مسرحًا راقيًا، يحاكي المسرح الاحترافي بتقنيات عالية من حيث الديكور والإضاءة والموسيقى، بالإضافه للأداء المبدع للممثلين ..المسرحيه فكرة وإخراج شادي ملاك، تمثيل: يوسف صبري، أبانوب الفريد، بولا غالي، مارك الكدواني، مارك مكرمالا، مريم صبري، ڤيرونيا تادروس، إلاريا سيف، شادي عاطف، شيري برسوم، ميرا مقار، مورا كيروليس، مايك عياد، صموئيل سامي، نادر صليب، مينا عصام، أبانوب استيفين، چوي يوسف، أندري جايد، شيري يوسف، بيلا عاطلا.