ينظم مركز البحوث والتواصل المعرفي الثلثاء المقبل المؤتمر الأول للاستعراب الآسيوي، الذي يُمثل استجابة لرؤية 2030 على الصعيد الثقافي، ويُعد ثمرة جهود طويلة لمركز معني بتأصيل العلاقات التاريخية بين الشعوب الآسيوية قديماً والجزيرة العربية، وذلك بتوثيق الروابط المشتركة والمعاملات التجارية قديماً، إضافة إلى تسليط الضوء على الدور التاريخي لشعوب آسيا في إثراء الحضارة الإسلامية، ودعم الجهود المعاصرة في هذا المضمار الذي يُلبي توجهات المملكة نحو آسيا وتطلعاتها لتوثيق من الشعب السعودي وجيرانه شعوب أمم آسيا، لبناء شراكات إنسانية وحضارية لتفعيل حُزم الاتفاقات الواعدة التي وقّعتها المملكة مع جيرانها وأصدقائها وشركائها. يشارك في جلسات المؤتمر الذي يعقد طوال ثلاثة أيام 120 باحثاً آسيوياً من 17 دولة آسيوية هي: الصين، إندونيسيا، أوزبكستان، الهند، باكستان، اليابان، كازخستان، طاجكستان، كوريا الجنوبية، الفيليبين، ماليزيا، المالديف، بروناي، بنغلاديش، أفغانستان، وقيرغيزستان. وتتناول أوراق العمل عناوين مهمة، مثل: دور القاموس العربي/الكازاخي في تعليم اللغة العربية في جمهورية كازاخستان، وتعليم اللغة العربية في دول آسيا الوسطى (قيرغيزستان)، ومستقبل اللغة العربية في جمهورية الصين الشعبية، ودور الترجمة في إثراء الصلات الثقافية بين الأمّتين الصينية والعربية، وأهمية تعزيز التعاون الإعلامي بين الصين والدول العربية، ودور الجامعات في تعليم اللغة العربية ونشرها في باكستان، وتدريس اللغة العربية في معاهد وجامعات تركمانستان، والصين والعالم العربي: نحو علاقات تجارية واستثمارية أوثق، ودور العلماء الهنود والعرب في ترجمة المؤلفات العربية إلى الأردية والعكس، والتواصل الثقافي بين المملكة العربية السعودية واليابان وأثره في إثراء حركة الترجمة بين اللغتين: العربية واليابانية، وتدريس اللغة العربية في مدارس بلاد ما وراء النهر، والنهوض بالعربية والدفاع عنها في باكستان، وترجمة المصادر التاريخية من اللغة العربية إلى اللغة الأوزبكية، والارتقاء بالعلاقات العربية - الصينية لمرحلة جديدة، ومستقبل اللغة العربية في جزر المالديف: الفرص، والتحديات، والصعوبات، وعلاقات الدولة الخوارزمشاهية والخلافة العباسية في بغداد، والقواميس العربية - الأوزبكية: تاريخها وحاضرها، والترجمة بين العربية واليابانية، والمخطوطات العربية في معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية، وتأليف الكتب الجامعية لتعليم اللغة العربية في الصين: بين النظرية والتطبيق، والتبادلات الإنسانية العربية الصينية والوعي الذاتي الثقافي، وضرورة التعاون الصيني العربي لرفع جودة الترجمة من الصينية إلى العربية والعكس، وتعليم اللغة العربية في الصين وتعليم اللغة الصينية في الدول العربية، ودور الجامعة الإسلامية العالمية في التعريب الآسيوي خلال ۳٥ عاماً، ودراسة واقع اللغة العربية، وقضاياها المعاصرة بجنوب الفيليبين: دراسة تاريخية وصفية، وإعداد المترجمين الفوريين للغة العربية في جامعات كازاخستان، وإسهام علماء الشرق وخصوصاً علماء آسيا المركزية (الوسطى) في تطوير العلوم في القرون الوسطى، وتدريس اللغة العربية في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، ودلالات ومقاصد لترجمة كتاب الحيوان لابن سينا من اللغة العربية إلى اللغة الروسية، والتراجم العربية ودورها في تعزيز التواصل الثقافي بين الهند والعرب: دراسة تحليلية انتقائية، وحاجات اللغة العربية للباحثين في الصين غير الدارسين بها في مجال دراسات العلوم الاجتماعية، والترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الديفيهية، ومستقبل اللغة العربية في باكستان، والقواميس العربية الأوزبكية: تاريخها وحاضرها، وإظهار دور الشباب في التواصل والتعاون بين الصين والدول العربية: الفرص، والأساليب، والتحديات، والتعاون الثنائي إندونيسيا - المملكة العربية السعودية في مجال التربية والثقافة، ومنهج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية. ويأمل مركز البحوث والتواصل المعرفي بأن يكون المؤتمر انفجاراً ثقافياً عظيماً «يعيد تشكيل المشهد الثقافي في آسيا، ويكسر طوق العزلة بين شعوبها، ويجعلها قبلة للتعايش وحوار الحضارات، بل يذهب بأوطاننا إلى أبعد من ذلك بإرساء قيم التعاون على جميع الصعد، دعماً للنهج القويم الذي تنتهجه قياداتنا السياسية الحكيمة، على صعيد التقارب والتعاون بين دولنا والاندماج بين شعوبنا». ويأتي المؤتمر، بحسب المركز، تتويجاً لسلسلة جهود طويلة بذلها المركز على أفق خدمة جهود الاستعراب في آسيا، ودعم المستعربين، من خلال تسليط الضوء على أبحاثهم وجهودهم العلمية بالتواصل معهم، وبناء منصات وأوعية ثقافية تحتوي نتائج جهودهم الفكرية والبحثية، منها على سبيل المثال لا الحصر مجلة الاستعراب الآسيوي التي يصدرها المركز، والتي تتألف هيئتها الاستشارية وهيئة تحريرها من قائمة من الأسماء المهمة في حقل الاستعراب الآسيوي من كل من: أوزبكستان وباكستان وإندونيسيا وسنغافورةوالصينواليابانوالهندوتركمانستان، إضافة إلى أسماء من السعودية؛ لضمان تنوع الأطروحات وثرائها، وأيضاً لضمان أن تكون المجلة جسراً يلتقي عليه مستعربو آسيا، لا بأبحاثهم ودراساتهم التي تعنى المجلة بنشرها وحسب، بل بوصفهم شركاء في صناعة القرار التحريري وشركاء مشروع التواصل الحضاري». وأبدى رئيس المركز الدكتور يحيى باجنيد تفاؤله بانعقاد المؤتمر «لما لمسناه من جهود المشاركين القيمة وأطروحاتهم الثرية التي وصلتنا مُضَمَّنةً في أوراقهم البحثية، فهي بحق تعكس حرصاً كبيراً من المشاركين على إرساء حالة من التقارب من خلال إثبات مدى قوة القواسم المشتركة الكثيرة بين شعوب آسيا قديماً والمنطقة العربية، ومدى حضور هذه الشعوب في المشهد الحضاري العربي والإسلامي، وأيضاً الاحتفاء الكبير بين أبناء الأمة العربية بإسهامات أبناء أمم آسيا قديماً، ودورهم في إثراء الحضارة العربية والإسلامية، وإننا ممتنون جداً لجميع المشاركين، لما لمسناه منهم من جدية وحرص على تحقيق الأهداف الكبيرة المبتغاة من وراء هذا المؤتمر بإسهاماتهم الفكرية والبحثية القيمة، التي ما من شك في أنها ستمثل إضافات قيمة لمكتبة الاستعراب الحديثة نسبيّاً، ورصيداً بحثياً نوعياً بالغ الأهمية يصلح لأن يكون أساساً تقوم عليه مشروعات ثقافية واعدة تذهب بشعوبنا بعيداً على أفق الإخاء والصداقة والتعاون والعيش المشترك». وقال إنه بانعقاد هذا المحفل الثقافي الحضاري المهيب على أرض المملكة العربية السعودية، «يمكننا القول إن مركز البحوث والتواصل المعرفي يجني واحدة من أشهى ثمار جهودنا الطويلة على درب توطيد العلاقات الثقافية، واكتشاف الجذور الحضارية بيننا وبين أصدقائنا وجيراننا في آسيا، الحلم الذي يكتمل اليوم في ظل الرؤية الوطنية السعودية 2030، التي وضعت ضمن أبرز أولوياتها واهتماماتها التقارب بين المملكة وأسرتها الآسيوية، التي تربطها بالمنطقة العربية علاقات تاريخية تمثل تربة خصبة لغرس أشجار المستقبل، التي ستُظل أجيالَ آسيا وسيجنون جميعاً ثمارها». وأكد باجنيد أن حرص القيادة السعودية كبير «على أن تحتضن أرض المملكة أشقاءنا وأصدقاءنا وجيراننا في آسيا، قارتنا العريقة التي ألهمت العالم وعلمته على مدار ماضيها وحاضرها، وأن تصبح قبلة لمحبي العربية أصحاب حلم التواصل الحضاري بين شعوبنا، الهدف الإنساني والحضاري الكبير الذي نذرنا أنفسنا هنا في مركز البحوث والتواصل المعرفي لتحقيقه، لمواكبة جهود بلادنا وقيادتنا الحكيمة التي تولي اهتماماً كبيراً لأسرتها الآسيوية، وتفتح ذراعيها لأبناء آسيا انطلاقاً من الروابط العميقة والجذور المشتركة بيننا». إلى ذلك، كان المركز قد أطلق في هذا السياق عدداً من الأنشطة والبرامج منها: تنظيم حلقة نقاش بعنوان «قرار تعلّم اللغة الصينية ورؤية المملكة 2030»، تناولت الحلقة العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، ومدى توافق اتفاق تعليم اللغة الصينية مع رؤية 2030 الساعية إلى وضع السعودية على خريطة العالم التنافسية على كلّ الصُّعد، وإقامة مؤتمر «تعميق التعاون بين المملكة العربية السعودية والصين: مبادرة رؤية 2030 والحزام والطريق»، الذي أقامه المركز في مدينة قوانزو بالتعاون مع معهد قواندونق للدراسات الاستراتيجية الدولية - التابع لجامعة قواندونق للدراسات الأجنبية، ومشاركته في المنتدى الدولي لمراكز الفكر في القرن ال21 بمدينة قوانزو بجمهورية الصين الشعبية، وعقده حلقة نقاش بعنوان «السيرة الأوزبكية: قراءة في حياة وأعمال الأديب عبد الله قادري»، ومشاركته في معرض بكين الدولي للكتاب 2018 في دورته ال 25 بأكثر من 40 عنواناً، إضافة إلى دورياته المحكّمة، في قسمه ضمن أجنحة المملكة العربية السعودية. كما نظم المركز ممثلاً بوحدة الصين والشرق الأقصى، حلقةَ نقاش بعنوان «التواصل العلمي المعرفي السعودي - الصيني» عام 2017، وحلقة نقاش عن معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، وأخرى عن «واقع ألبانيا المعاصر سياسياً وثقافياً واقتصادياً»، بالتعاون مع المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية في تيرانا، وحلقة نقاش عن العلاقات السعودية - الصينية بمشاركة البروفيسور تشو وي ليه والبروفيسور تشن جي، كما أقام حلقة نقاش عن «دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني ودورها في السياسة الخارجية الصينية»، متوجاً جهوده على صعيد التقارب وتعزيز الصلات مع الجيران في آسيا بإطلاق دوريته (الاستعراب الآسيوي)، التي يزود بها 74 مكتبة وطنية وجامعية في دول جنوب شرق آسيا، وهي دورية فصلية تُعنى بنشر الدراسات العربية، التي يكتبها الباحثون الآسيويون من غير العرب، وتشمل موضوعاتها الدراسات والبحوث في العلوم الإنسانية.