اختار الروائي المصري حمدي أبو جليل لروايته عنوان «قيام وانهيار الصاد شين»، (دار ميرت- القاهرة) وهو ما يحيل القارئ مباشرة إلى مجموعة محمد مستجاب «قيام وانهيار آل مستجاب»، كما يحيل إلى الكتابات المرتبطة بقيام وانهيار الحضارات. والصاد شين اختصار لبدو الصحراء الشرقية بالنسبة لليبيا، بدو الصحراء الغربية بالنسبة لمصر، وهم أقرب إلى بدو ليبيا لأن أهل مصر –تاريخيّاً- مزارعون، استقروا حول النيل وأنتجوا حضارتهم على ضفتيه. وهم يتنقلون عبر الحدود بين الدولتين، وبعضهم استوطن في قرى شمال الصعيد، في بني سويف والفيوم، وهم الذين ينتسب إليهم حمدي أبو جليل نفسه. الطبيعة الصحراوية الجافة الشحيحة، والتحايل عليها وعلى الناس للحصول على شروط حياتية أسهل، هي التي خلقت طبيعة هؤلاء البدو، وهذا ما يبدو واضحاً في الرواية، حيث ينتقلون جماعات جماعات إلى ليبيا، التي شهدت طفرة مالية بسبب اكتشاف البترول، يدَّعون أنهم «صاد شين» ليحصلوا على بطاقة يتعاملون بها باعتبارهم ليبيين، بل وليبيين مميزين لأنهم أنساب الزعيم –معمر القذافي- الذي تقول الروايات إنه «صاد شين» أصلاً، ويقول الواقع إن أهله مميزون عمن سواهم من الليبيين، بحكم سيطرته على الأرض والناس.