صعوبات التعليم كانت ولا تزال محور حديث التربويين، على مختلف الأصعدة التربوية، فما المقصود بهذه الظاهرة؟ تجيب الباحثة إيمان طاهر قائلة: هناك العديد من التعاريف لصعوبات التعليم، ومن أشهرها أنها الحالة التي يظهر صاحبها مشكلة أو أكثر في الجوانب التالية: القدرة على استخدام اللغة أو فهمها، أو القدرة على الإصغاء والتفكير والكلام أو القراءة أوالكتابة أو العمليات الحسابية البسيطة، وقد تظهر هذه المظاهر مجتمعة وقد تظهر منفردة، أو قد يكون لدى الطفل مشكلة من اثنين أو ثلاث مما ذكر، أما الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعليم هو تأخر ملاحظ؛ مثل الحصول على معدل أقل من المعدل الطبيعي المتوقع، مقارنة بمن هم في سن الطفل، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التأخر وطالما أن الطفلة لا يوجد لديها مشاكل في القراءة والكتابة، فقد يكون السبب أنها بحاجة لتدريب أكثر منكم، حتى تصبح قدرتها أفضل، وربما يعود ذلك إلى مشكلة مدرسية، وربما أن يكون هذا جزءًا من الفروق الفردية في القدرات الشخصية، فقد يكون الشخص أفضل في الرياضيات منه في القراءة أو العكس، ثم إن الدرجة التي ذكرها ليست سيئة، بل هي في حدود الممتاز. وتشير الباحثة إيمان طاهر في كتابها البحثي "صعوبات التعليم.. التشخيص والعلاج" ( وكالة الصحافة العربية – ناشرون ) إلى بعض التعاريف الأخرى، ومنها: تعريف اللجنة الأمريكية الوطنية الاستشارية للمعاقين عام 1968، الذي ينص على أن الصعوبات التعليمية هي اضطرب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم اللغة، أو استخدامها سواء كانت شفهية أو كتابية، وهذا الاضطراب يظهر على شكل عجز عن الاستمتاع أو التفكير أو القراءة أو الكتابة أو الحساب. أما التعريف الطبي لصعوبات التعليم، فيركز هذا التعريف على أسباب العضوية لمظاهر صعوبات التعليم، والتي تتمثل في الخلل العصبي أو التلف الدماغي، ويركز التعريف التربوي لصعوبات التعليم في نمو القدرات العقلية بطريقة غير منتظمة عند أطفال صعوبات التعليم، كما يركز على مظاهر العجز الأكاديمي، والتي تتمثل في عيوب اللغة، عيوب التركيب، العيوب الاسمية، العيوب السينمائية، العمى السحائي، عمى الكلمة الاندفاعية، دلالات عصبية، وظيفية الانتباه، اضطرابات في الانتباه، الذاكرة، الذاكرة طويلة المدى، الذاكرة قصيرة المدى. وتذكر الباحثة بعض مفاهيم مرتبطة بصعوبات التعليم للمتأخرين دراسيًا، نقص فرص التعليم هم أولئك الأطفال الذين يكون مستوى تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى أقرانهم العاديين، من الذين في مستوى أعمارهم ومستوى صفوفهم الدراسية. أما مصطلح بطء التعليم: مصطلح يشير إلى وصف حالة التعليم من التعليم من ناحية الزمن، أي يشير إلى سرعته في فهم وتعلم ما يوكل إليه من مهام تعليمية مقارنة بأقرانه، وتضيف: ليست فئة المعاقين وحدها هي التي تعاني من صعوبة في التعليم، ولكن الأطفال الأسوياء كذلك يعانون من صعوبات في التعليم، وغالبًا ما تكون للأسباب التالية: غياب تنظيم النسل وقلة التباعد الزمني بين الولادات المتعاقبة، عدد الأطفال من العائلة من حيث الكثرة، فكلما زادت الأسرة وكبرت أهمل الآباء تعليم الأطفال، وكثرة التنقل والسفر وعدم الاستقرار في السكن يؤدي إلى تشتت الطفل، مستوى دخل الأسر المادي، وأخيرًا عمر الأم حين تنجب الأطفال، وكذلك مستواها الثقافي وكذلك الزوج. وعن كيفية تشخيص صعوبات التعليم تقول: الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعليم، هو وجود تأخر ملاحظ، مثل الحصول على معدل أقل عن المعدل الطبيعي المتوقع مقارنة بمن هم في سن الطفل، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التأخر، فذوو صعوبات التعليم تكون قدراتهم الذهنية طبيعية، وطالما أن الطفل لا توجد لديه مشاكل في القراءة والكتابة، فقد يكون السبب أنه بحاجة لتدريب أكثر من الأسرة والمدرسة حتى تصبح قدرته أفضل، وربما يعود ذلك إلى مشكلة مدرسية، وربما يكون هذا جزءًا من الفروق الفردية في القدرات الشخصية، فقد يكون الشخص أفضل في الرياضيات عنها في القراءة والعكس، ثم إن درجة ذاكرته ليست سيئة بل هي في حدود الممتاز. وترى المؤلفة أهمية الكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعليم، فتشكل قضية الكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعليم أهمية بالغة، إلى حد يمكن معه تقرير أن فعاليات التدخل العلاجي تناضل إلى حد كبير مع تأخر الكشف عنهم، حيث تتداخل أنماط الصعوبات وتصبح أقل قابلية للتشخيص والعلاج. وتكمن خطوة مشكلة صعوبات التعليم في انتشارها لدى قطاع عريض من الأطفال الذين يتمتعون بمستوى عادي من حيث القدرات والإمكانيات الجسمية والحسية والعقلية، إلا أن معدل إنتاجيتهم التحصيلية يكون أقل مما نتوقعه منهم. أما المقصود بهذه الظاهرة لدى الأسوياء؛ فهو شعور الطفل الداخلي بالعجز وعدم القدرة على فهم أو تحصيل مادة دراسية في المدرسة، وليس شرطًا أن تكون في جميع الأعمال أو الواجبات المدرسية، ولكن في جانب منها، وهذا العجز الذي يشعر به الطفل يسمى الضعف العقلي الذي يتسم بصعوبة التحصيل. وتقول المؤلفة: إن هناك اختلافًا بين كل من مفهومي صعوبات التعليم وبطء التعليم، أما صعوبات التعليم فهي تلك الحالة التي يكون معدل الذكاء فيها طبيعيًا 85/145، ولكن هناك صعوبات قد تكون محددة في التعليم، مثل صعوبة القراءة أو صعوبة في الكتابة أو في الرياضيات، وفي باقي الأنشطة التعليمية يكون جيدًا. وبطء التعليم: هي تلك الحالات التي يكون فيها معدل الذكاء 70-84، أي إن معدل الذكاء يقل عن المتوسط بانحراف معياري واحد، فهم ليسوا متخلفين فكريًا، وليس السبب هو وجود صعوبات محددة للتعليم. وعن تنمية الذكاء عند الأطفال تقول: إذا أردت لطفلك نموًا في قدراته وذكائه، فهناك أنشطة تؤدي بشكل رئيس إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على الابتكار، ومن أبرز هذه الأنشطة ما يلي؛ اللعب: حيث إن الألعاب تنمي القدرات الإبداعية لأطفالنا، قراءة القصص، وكتب الخيال العلمي، يساعد الطفل على تنمية هذا الذكاء، فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل، الرسم والزخرفة تساعد على تنمية ذكاء الطفل، وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال. ومن هذا الأنشطة أيضًا مسرح الطفل: إن لمسرح الطفل دورًا مهمًا في تنمية الذكاء لدى الأطفال، وهذا الدور ينبع من أن استماع الطفل إلى الحكايات وروايتها تنمي قدراته على التفكير، وأخيرًا إن الممارسة البدنية مهمة جدًا لتنمية ذكاء الطفل، وهي إن كانت أحد الأنشطة المدرسية، إلا أنها مهمة جدًا لحياة الطفل، ولا تقتصر على المدرسة فقط. وتنتقل الباحثة للحديث عن صعوبات التعليم لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة: هناك خلط في المفاهيم لدى أغلب الناس بين التخلف الفكري والمرض العقلي، ففي حالة المرض العقلي المسمى أحيانًا بالجنون، يولد الطفل وتنمو قواه العقلية وذكاؤه بطريقة طبيعية، ولكن لوجود عوامل أو أسباب عديدة تؤثر على قواه العقلية تصبح تصرفاته غريبة وغير مقبولة من المجتمع الذي يعيش فيه. المهارات الفردية أما التخلف الفكري فهو القصور والتوقف عن اكتساب المهارات الفردية؛ مما يؤدي إلى قصور ونقص في القدرات الذهنية مقارنة بالأطفال في المجتمع نفسه، ومفهوم الاحتياجات الخاصة، يعتبر الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الإعاقة إذا كان لديه تأخر في النمو أو مرض طبي، وبسبب هذه الحالة فإنه يحتاج إلى عناية خاصة أكثر من أقرانه، قد تكون الاحتياجات الخاصة إعاقة جسدية تنموية سلوكية أو عاطفية، وقد تظهر في أي مرحلة من عمر الطفل، ومن أنواع الاحتياجات الخاصة: التوحد، متلازمة دوان، الصرع، التخلف العقلي، الصمم وضعف السمع، العاهات البصرية، الشلل الدماغي، إصابات الدماغ الرضحية، الكلام وضعف الخطاب. وتشير الباحثة إلى القياس النفسي للمعاقين ذهنيًا مفهوم القياس النفسي في مجال الإعاقة الذهنية: هو جمع المعلومات عن الشخص الذي لديه إعاقة ذهنية عن الخصائص والسمات الانفعالية والمعرفية في شخصيته وأسلوبه؛ للكشف عن ميوله واتجاهاته، باستخدام أدوات القياس النفسي المتنوعة المعدة إعدادًا جيدًا، ومن خلال عملية منظمة يتم التعبير فيها حسابيًا أو كميًا. والغرض من قيام الأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية هو الكشف عن الفروق بينهم في الصفات والقدرات والذكاء، ولولا وجود هذه الفروق فإن الحاجة تنتقي لإجراء القياس، وهذه الأغراض تشتمل على المسح، ويتم فيه تحديد المستويات العقلية والوجدانية للشخص الذي لديه إعاقة ذهنية، التنبؤ: من خلال القياس النفسي ونتائجه يمكن التنبؤ بما يتوقع أن يقوم به الشخص، التشخيص: ويمكن تشخيص مستوى قدرات الشخص الذي لديه إعاقة ذهنية، وتشخيص الحالة الانفعالية والمزاجية والمعرفية والمهارية له، وأخيرًا العلاج: ويعتمد العلاج النفسي لبعض مشكلات الإعاقة الذهنية على دقة القياس، فكلما كان القياس دقيقًا تكون مهمة العلاج أو الاختصاصي النفسي أكثر سهولة ويسر. خطوات ضرورية وترى الباحثة أن علاج صعوبات التعليم لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، يحتاج إلى أن نقوم ببعض الخطوات، وهي تسهيل تعلم القراءة للطفل الذي يعاني من صعوبات التعليم باتباع الآتي؛ تعويد الأطفال على حب القراءة، فكلما قرأ الكثير كلما زادت الثروة اللغوية والقاموس اللغوي من المفردات، إعطاء تدريبات كتابية في كلمات وجمل تشمل على الحروف المتشابهة، إعداد قوائم تشمل على عدد من هذه الكلمات، وتعليقها في الغرفة الصيفية، وتدريب التلاميذ على قراءتها من حين لآخر، وكذلك تسهيل تعلم الكتابة، لابد للطفل من اكتساب المهارات الكتابية العامة التالية: مهارات الكتابة الأولية، وهي تعني القدرة على اللمس ومد اليد ومسك الأشياء وإفلاتها والقدرة على تمييز التشابه، ومهارات الكتابة العادية: ومنها مسك القلم أداة الكتابة، وتحريك أداة الكتابة إلى الأعلى والأسفل، وتحريك أداة الكتابة بشكل دائري، والقدرة على نسخ الحروف، والقدرة على نسخ الرقم الشخصي، وكتابة الاسم باليد، ونسخ الجمل والكلمات. وأخيرًا، تقول الباحثة: يعتبر الحاسب من أحدث الوسائل التكنولوجية التي تعمل على إدخال المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها والتحكم بها، وتتخلص العمليات الأساسية للكمبيوتر في إدخال المعلومات والتوصل إلى مخرجاتها، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها، وقد تم توظيف الكمبيوتر في مجال التعليم، فظهر ما يسمى بالحاسب التعليمي، والذي يوفر فرصًا تعليمية حقيقية للطلبة العاديين، وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن صعوبات التعليم والصحة والبكم والمكفوفين والمعاقين حركيًا، إضافة إلى الأطفال المعاقين ذهنيًا، حيث يوفر الحاسب التعليمي لمثل هذه الفئات فرصة لإدخال المعلومات وتخزينها واسترجاعها، وإجراء بعض العمليات اللازمة بها، كما يوفر فرصة لمعرفة نتائج العمليات التي يقوم بها الطالب، وخاصة في بعض البرامج التعليمية المعدة بعناية؛ كبرامج الرياضيات واللغة العربية والعلوم ومعاني المفردات... إلخ، ويلعب التعزيز الفوري وإعلام الطالب بنتائج علمه دورًا رئيسًا في فاعلية عمليات التعليم. كتاب "صعوبات التعليم.. التشخيص والعلاج" للباحثة إيمان طاهر صدر ضمن مطبوعات ( وكالة الصحافة العربية – ناشرون ) بالقاهرة ويقع في نحو117 صفحة من القطع الكبير.