أُقيم بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "التنوع الثقافي" والتي نظّمها المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وحضرها كلّ من د. مصطفى جاد، ود. محمد أمين عبد الصمد، والشاعر مسعود شومان، والكاتب والباحث روبير الفارس، والذي وصف ثقافة الأقباط بأنها يغلب عليها الخيال، وأنها غير مرتبطة كثيرًا بالعقيدة، وضرب مثلاً بقتل ماري جرجس للتنين، والتنين هنا كان يرمز للشيطان، كما أشار الى أن التنين في بعض الحكايات في بعض المدن كان يسد فوهة النهر بلسانه ولا يكف الا بعد أن يأتوا له بفتاة جميلة وقيل إن الفتاة هنا كانت رمزًا للكنسية، واستعرض روبير كتبه الثلاثة عن الثقافة الشعبية القبطية والتي قام بكتابتها، ومنهم كتاب عن السحر عند الأقباط، مشيرًا إلى أنه رغم كون السحر غير محبب بل ومحرم في المسيحية نجده كثيرًا في الحكي الشعبي القبطي، أمّا كتابه الثاني فيه محاربة الكنيسة للتحنيط، والكتاب الثالث كان عن الفلكلور السياسي للأقباط والذي تناول عدة موضوعات منها ما أُشيع عن ترحيب الأقباط بعمرو بن العاص عند دخوله مصر وكذلك بعض القصص التي نُسبت للقديسين، بالإضافة إلى ثقافة المدايح والتي يغلب عليها اللمسة الشعبية وكذلك الموالد المسيحية. تحدّث الشاعر والباحث مسعود شومان ووصف تعريفات مفهوم الثقافة ما زال قاصرًا، مؤكدًا بأن الروح المصرية اعتمدت في صُلبها على هذا التنوع الثقافي وأن موضوع التنوع الثقافي لا بد من تناوله بزوايا مختلفة منها التاريخي والجغرافي وأشار إلي المجتمعات الصحراوية والمجتمعات النيلية والمجتمعات الحدودية كونها مناطق التقاء ثقافات ومناطق عبور مستعرضًا الأدب الشعبي وتنوعه من فنون شعرية وفنون سردية ومنها السير الشعبية مشيرًا إلى أن الشعر وحده لا بد أن نقف أمامه كثيرًا بتنويعاته الهائلة والمرعبة من موال ومربع إلخ ...، كما تناول في حديثه الشعر الشعبي ومنه الشعر المؤدى غنائيا بمختلف أشكاله كالتنورة والسمسمية وغيرها، والشعر الشعبي الذي يتخلل الحكايات الشعبية وكذلك الشعر الذي يؤدي إلقائا دون وسيط والشعر المرتبط بالطفل وهو شعر غنائي شعبي يؤديه الطفل أحيانًا وأحيانًا أخرى يؤديه الكبار.