«المترجم ليس مجرد ناقل للنص، لكنّ دوره لا يقل عن دور المؤلف نفسه»؛ يقول شيخ المترجمين المصريين محمد عناني؛ ملخصاً دور المترجم، وهو في الوقت عينه يحيل على أسئلة عدة حول الترجمة وكيفية ممارستها، من بينها: هل الترجمة خيانة؟ وما هي صفات المترجم الناجح؟ وماذا نترجم؟ وكيف نختار ما نترجمه؟ وهل الترجمة مجرد جهد فردي يُنسَب إلى صاحبه، أم مشروع جماعي يسير وفقاً لخارطة تحدد الاحتياجات والأولويات؟ أسئلة كان يفترض أن تكون موضع بحث خلال برنامج نظمه أخيراً المركز القومي المصري للترجمة، في إطار احتفال العالم ب «يوم المترجم»، واحتفال المركز نفسه بمرور عشر سنوات على إنشائه. تضمن برنامج الاحتفال ندوة بعنوان «حصاد الماضي وآفاق المستقبل»، شهدت طرح رؤى ومقترحات؛ من بينها إطلاق مجلة معنية بما يحدث في «المسرح العالمي للترجمة»؛ وفق تعبير المترجم أحمد زايد. أما السيد ياسين فأثار سجالاً برفضه حماسة المركز القومي للترجمة لترجمة الأدب، «ففي ذلك مضيعة للوقت؛ وإهدار للجهد الذي يجب أن يوجه إلى مجالات أخرى». وطالب بوضع خريطة معرفية بالثقافات الثلاث المنوط بالمركز ترجمتها؛ وهي العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والإنسانيات. واقترح ربيع وهبة توسيع الجمهور الذي تتوجه إليه الأعمال المترجمة، وأشار إلى أهمية تدخل الدولة اقتصادياً؛ لترسيخ قيمة القراءة، وجعلها سلوكاً يومياً من خلال تخصيص جزء من الضرائب لدعم الكتاب؛ «بوصفه أداة لمحاربة الإرهاب». وتحدث المترجم حلمي شعراوي عما سماه «الاحتياج المتبادل والاختراقات المتبادلة»، مشيراً إلى ضرورة الترجمة من العربية إلى اللغات الأفريقية. وفي سياق آخر، استنكر طلعت الشايب افتقاد المركز القومي للترجمة خطة عمل واضحة، فضلاً عن إهدار الوقت. ف«المترجم يستغرق ستة أشهر في ترجمة كتاب قد لا ينشر قبل ست سنوات، ما يفقد الكتاب قيمته، ويتسسب في إحباط المترجم». وطالب الشايب بإعادة النظر في أجر المترجم «الذي لا يتجاوز قروشاً قليلة عن الكلمة الواحدة». وانتقد عاطف عدم الاهتمام بتسويق إصدارات المركز القومي للترجمة، واقترح إنشاء «بوابة إلكترونية». ولفت المترجم عزت عامر إلى ضرورة وجود تفريق واضح بين النص الأصلي والمترجم. ودعا المترجم الأردني محمد عصفور في كلمته الى ضرورة التحقيق في ما تتم ترجمته. وحول هذا الموضوع قال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم: «نؤكد أهمية صدور الكتب المترجمة، من دون أي تدخل في مضامينه، وإذا كان الإرهاب أصبح منفتحاً على العالم، فهذا أدعى لأن تكون الأفكار متاحة أكثر. هذا لن يحدث في مصر أو العالم، إلا من خلال الترجمة». وأوضح رئيس المركز القومي للترجمة أنور مغيث أن الاحتفال بيوم المترجم يتم من خلال ثلاث حقائق؛ «ضرورة الترجمة»، «دعم مشاريع الترجمة». و«الاهتمام بالمترجم». واختتم الاحتفال بتسليم جائزة رفاعة الطهطاوي لكبار المترجمين في دورتها السابعة، والتي فاز بها المترجم علي عبد الرؤوف البمبي، عن رواية «نهر الخراما»، مترجمة عن الإسبانية، من تأليف رافائيل فيرلوسيو. وفاز بجائزة الشباب للترجمة، في دورتها الرابعة، مناصفةً فايقة جرجس حنا عن كتاب «نشأة حقوق الإنسان» للمؤلفة لين هانت، ومحمد فتحي خضر، عن كتاب «البدايات: 14 بليون عام من تطور الكون»؛ من تأليف نيل تايسون ودونالد سميث. أما جائزة الثقافة العلمية؛ فقدمها المركز للمرة الأولى، وفاز بها محمد إبراهيم الجندي، عن كتاب «ريتشارد فاينمان: حياته في العلم»، من تأليف لورنس كراوس.