التراث من تلوين وثيمات وحكايات وعادات وغيرها كان المجال لجملة الأعمال الفنية المنجزة، وفي هذا الخصوص كانت تجربة الفنان التشكيلي اللافي الخضراوي الذي يعد فنانا متعدد المهارات في الرسم على البلور والقماش والنحاس والخشب والحرير ومن خلال معارضه السابقة الخاصة والجماعية برزت موهبته التي كانت أيضا مجالا للذهاب الى الأسطورة والحكاية الشعبية عبر الرسم على الزجاج. رسوماته فضاء متداخل من النسيج الشعبي الملون بالحكاية والخرافة، وهذا مجال مفتوح على الابداع خصوصا ضمن المعايشة الجمالية للراهن باعتبار الفن مؤثر ومتأثر ضمن اللحظة والمعيش. يمثل شهر التراث مجالا لتبرز تلك المراكمات الفنية والثقافية والمادية واللامادية التي حصلت في المجتمع وميزت جملة من السلوكيات والمظاهر السوسيوثقافية في المأكل والملبس والعادات والتقاليد والمناسبات وما الى ذلك من الابداعات في مجالات الثقافة والفنون والتراث الشعبي به ثراء كبير من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية. ويعرف الكاتب صالح زيادنة التراث بكونه ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل، يقول: "التراث الإنساني، التراث الأدبي، التراث الشعبي"، وهو يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات. من هنا وفي مجالات التعبير الفني عمل عدد من الفنانين التشكيليين على تمثل ومحاكاة واستحضار وتوظيف التراث في العمل الفني المنجز. وهناك من ذهب من الفنانين والحرفيين في عصرنة هذا التراث ضمن القول بتوظيف التقنيات للحفاظ على الينابيع. في هذا السياق يعمل الرسام اللافي الخضراوي حيث كان معرضه مؤخرا حول "العادة التونسية" وذلك بفضاء العرض بالمركز الثقافي الروسي. التراث من تلوين وثيمات وحكايات وعادات وغيرها كان المجال لجملة الأعمال الفنية المنجزة وفي هذا الخصوص كانت تجربة الفنان التشكيلي اللافي الخضراوي الذي يعد فنانا متعدد المهارات في الرسم على البلور والقماش والنحاس والخشب والحرير ومن خلال معارضه السابقة الخاصة والجماعية برزت موهبته التي كانت أيضا مجالا للذهاب الى الأسطورة والحكاية الشعبية عبر الرسم على الزجاج. وفي هذا المعرض سعى الفنان اللافي في المعارض الجماعية التي شارك فيها من ذلك معرض قصر خير الدين الى التغاير بالنظر للأعمال المعروضة من زيتيات ومائيات وأكريليك ومنحوتات وخزفيات ومنسوجات وغيرها من التلوينات التشكيلية. بدت لوحات اللافي الخضراوي حاضنة لما ترسب في الذاكرة من الحكايات والأساطير الشعبية على غرار حكاية "سيدنا علي ورأس الغول" وما الى ذلك بطريقته الفنية في التعامل مع الزجاج وضمن اطار اللوحة كانت الألوان بطابعها المحيل على ما هو شرقي قديم من مناخات صوفية. كما عمل الرسام اللافي على نقل أعماله الى عناصر أخرى مثل الطاولة التي اشتغل عليها بالزخرف لتبدو في صورة فنية رائقة على غرار الديكور الفني. فنان موهوب ومحب لفنه يجتهد ويسعى للحضور في المعارض والندوات الفنية هاجسه الرسم كملاذ للقول بألق الحكاية والمتعة الجمالية في حياة الناس.