غير أن المنجز النقدي المحقق هذه السنة الثقافية أضاف إلى رصيده كتاباً محاججاً بعنوان(إدانة الأدب ) للدكتور عبد الرحيم جيران والملاحظ من خلال عنوان الكتاب الأول والثاني أنهما تشاطرا شقّاً من العنوان الأدب، غير أن تودوروف يضع الأدب في موقف حرج إذ يراه مهددا في وجوده، أما كتاب (إدانة الأدب ) فيعتبر ذلك إدانة بما يحمله هذا النعت من إحالة على معجم القانون حيث يتبادر إلى الذهن مفهوم المحاكمة؛ إذ يتبادر إلى الذهن ما لاقاه الأدب في تاريخه من محاكمات لنصوص اعتبرت على أنها مخلة بالأخلاق العامة. وبالفعل نكاد نلمس في كتاب تودوروف هذا النزوع المعياري، وإن كان ذلك لا يصدر عنه على نحو صريح، وبالخصوص حين يهاجم تودوروف أدب الأنانة (التخييل الذاتي) والأدب العدمي والأدب الشكلاني، ويعتبر هذا النوع من الأدب غير جديربالادبية بحجة عدم استجابته لما يعتبره محددا لمفهومها؛ أي ارتباطه بصلة ما بالواقع والحياة. ويشترك الكتابان معا في كثير من الخصائص الشكلية كالحجم والعناوين. فهما معا من القطع المتوسط، ويكادان يتساويان من حيث كم الكتابة وعدد الصفحات، إذا ما أخدنا بعين الاعتبار عدد الكلمات التي يتكون منها كل كتاب على حدة