أصدر مشروع "كلمة" للترجمة، في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ضمن إصدارات سلسلة الحيوانات كتاباً بعنوان: "المَحَار" التاريخ الطبيعي والثقافي للمؤلفة "ريبيكا ستوت"، وترجمه إلى العربية نوح إبراهيم، فيما راجعه دكتور أحمد خريس. ويتضمّن الكتاب مقدمة عن المحار والذاكرة، وتسعة أبواب منها "سيرة المحار، نهوض المحار وسقوطه، فلسفات المحار، فنون المحار، اللؤلؤ"، وغيرها من الأبواب التي نستكشف فيها المحار بوصفه مادة حية، وتاريخ حياته، وأنماط تناسله وتاريخ تطوره، وارتباطه بالفكر الانساني، مجموعة العلاقات التي أقامها مع البشر بوصفه طعام منذ ما قبل التاريخ، وتطور صناعة المحار واللؤلؤ حول العالم، بالإضافة إلى المعاني الغنية التي كدسها المحار عبر الزمن، ولدى ثقافات مختلفة. وجاء في الكتاب، أنّ المحار من وجهة نظر علم الحيوان، هو حيوان رخوي، من دون عمود فقري، لكنه يملك صدفة خارجية، ينتمي إلى الشعبة الحيوانية ذاتها، الرخويات، التي ينتمي إليها: بلح البحر والحلزون والأخطبوط والحبار، ويصنّف أيضاً بدقة أكبر أنه ذو صدفتين، ما يعني أنه يملك صدفة ذات جزأين، مرتبطتين بواسطة رباط مفصلي مرن. مخلوق غريب كما تتطرق الكاتبة في حديثها عن المحار، إلى أنه مخلوق بحري غريب عن الهيئة الإنسانية والتجربة الإنسانية تماماً، لكن عندما أنسن البشر المحار، كان ذاك لوصف الاغتراب الجوهري في حالة المحار غالباً على شكل مركب من الوحدة، والأسى، والكآبة، والحنين وحب من طرف واحد، ويوصف المحار عادة أنه منغلق عن العالم، ومعزول عنه، ويقال إنّ من يتألم يكون صامتاً، منعزلاً وخفياً كالمحار. ويحتوي المحار مثل جميع المأكولات البحرية الأخرى على كميات كبيرة من الفوسفور واليود، اللذين يفترض أنهما يزيدان طاقة الجسم، وكان المحار منذ الأزمنة القديمة مصدر إلهام الفلاسفة، والفنانين، والطباخين والذواقة، والأبيقوريين وبائعي الجواهر، طارده الصيادون واللصوص، ودافعت عنه شرطة المحار والحكومات. وتخبرنا "ستوت" في كتابها عن الحكاية العجيبة للمحار، كاشفة كيف استخدم هذا المخلوق الغريب بحق، وكيف صُوّرَ ثقافياً، وتنوّعت معانيه بالنسبة لأولئك الذين أحبوه أو مقتوه، وسيروق هذا الكتاب الرائع بصوره الكثيرة الاستثنائية ونوادره لمحبي المحار حول العالم.