في حيرته المأخوذة بالفلسفة وشجون الفكر يمضي الدلفين (الفنان التشكيلي الهادي فنينة) قائلا: "في بلاد العرب والمسلمين.. بلادنا.. نسمع الشتائم وتبادل العنف والتهديدات التي هي غير انسانية، ومنها الارهاب، هذه الآفة. لا بد أن ينتشر الحب والتسامح. إن ثقافتنا تعلمنا ترك الكراهية بل كيف نتصرف في توجيه عواطفنا بعيدا عن العنف والفوضى وترويض غضبنا وأنفسنا ومراقبة العنف الذي فينا. وهذا كله مفيد لنا كمواطنين. هل نحن جاهزون الآن لتغيير أنفسنا؟ من هنا أنا الآن أشتغل على التسامح والطبيعة في هذه البلدة الجميلة التي اسمها الحمامات. لا بد من البحث عن حلول. نحن نرى المناطق الطبيعية تتقلص وهذا مؤلم. الحدائق والأشجار، الزياتين والبرتقال. لقد أضاع الانسان علاقته مع الطبيعة. في المجتمعات المتقدمة يعتبر اقتلاع شجرة من الجرائم. من ذلك ألمانيا وأوروبا. لا بد من علامات دالة على الأشجار تلك التي يتجاوز قطر جذعها 30 سم. الناس عندنا لا يحترمون ذلك. الفن يتألم. بين الحمامات ونابل كانت هناك أشجار زيتون عمر بعضها أكثر من 100 سنة. اقتلع أغلبها لبناء عمارات. الدلفين انتهى الى التساؤل. اذا ماتت الطبيعة، هل يموت الكائن البشري؟ الفن والطبيعة والمحيط. عوالم للقول بأبجدية الوجدان والسؤال المحير. هكذا يشتغل الفنان التشكيلي الهادي فنينة هذه الأيام تعاطفا مع اللاجئين الى أوروبا هربا من حروب بلدانهم. وبرز ذلك في اللوحات المميزة التي أنجزت مؤخرا. مثلما اشتغل في السابق على مواضيع متعددة مثل المنسيين والمتروكين وقضايا التحرر. بين البحر وجمال الحمامات وصولات طائر اللقلق وخجل الرمان الأحمر والابداع الجميل، تفاصيل المدينة، الحمامات. كل ذلك وفق العلاقة الحميمة مع الطبيعة والبيئة. الفن عند الدلفين حياة ووعي بالحياة المشتركة مع الآخرين. الفن هو التعاون والمحبة والتسامح وموسيقى اللون المسافر في الكلمات في الحياة.