انتشرت ظاهرة جديدة على الفضائيات تمثلت في اتجاه عدد غير قليل من نجوم الفن السينمائي الدخول في تجربة تقديم البرامج التلفزيونية، بعد أن كانت منافساتهم على الأعمال الفنية محصورة بين الشاشتين السينما والتليفزيون أصبح تنافسهم في الفضائيات بعد التراجع والسوء الذي أضر بالسينما المصرية بسبب التدهور الاقتصادي المريع، وكأنهم قد وجدوا ضالتهم في هذا العالم الجديد المليء بالمجالات المختلفة التي لا تقتصر على الشأن الفني فقط بل امتدت لتناول الأمور السياسية والاجتماعية بشكل ساخر، فمنهم من يرى أن تقديمه للبرامج إضافة للرصيد الفني والتواجد على الشاشة باستمرار وأن تقديم البرامج تجعل الفنان أكثر قرباً للجمهور والبعض الآخر يرى أنها وسيلة للحصول على المال. فمن أبرز برامج الفنانين الراقصة المعتزلة "فيفي عبده، والمغني هشام عباس"، حيث يقدم الاثنان برنامجاً بعنوان "أحلى مسا"، ويتناول أبرز الأحداث والقضايا التي تحدث في مصر بخفة ظل، بجانب وجود فقرة مسابقات في نهاية البرنامج. كما تستعد الممثلة المعتزلة "إسعاد يونس "على تقديم برنامج متنوع على إحدى القنوات الخليجية يتناول العديد من المشاكل والقضايا المختلفة. وتستمر قائمة تقديم الفنانين للبرامج التليفزيونية مستمرة بعد النجاح الساحق الذي حققة النجم "محمد هنيدي "في برنامجه الشهير "لحظة شك" ورد فعل الجمهور المشجع على البرنامج والذي وجد قبولاً بالتنوّع وخفة الظل، وتقديمه لمعلومات مهمة ومفيدة بجانب الترفيه وروح الفكاهة التي يقدمها خلال البرنامج، لذلك فقد عبّر هنيدي عن سعادته في خوض هذه التجربة ونجاحه فيها. وهناك فنانون اتجهوا إلى تقديم البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويعد من أوئل أولئك الفنانين تلك البرامج الممثل " احمد آدم "الذي قدم برنامج "بني آدم شو " حيث تناول القضايا الجريئة الشائكة والأمور التي تشغل الشعب المصري بكل حرية وموضوعية ومناقشتها بشكل كوميدي ساخر. وبرز الممثل "هشام سليم " كمقدم لبرنامج "حوار القاهرة" على قناة "سكاي نيوز عربية"، والذي وجد نسبة مشاهدة عالية وتعليقاً على ذلك يقول هشام سليم أن سبب تحمسه لتقديم البرنامج هو أنه يطرح المشاكل والقضايا السياسية والاجتماعية وتقديم حلول جذرية لها دون تعقيد ومناقشتها بصدق مختلف عن وتيرة البرامج الأخرى التي يسيطر عليها النقد الساخر . ويعترف هشام : "شعرت بالخوف من تجربة تقديم البرامج السياسية، لأنها مسؤلية كبيرة ولكنني أعتبرها إضافة لرصيدي الفني". كما أنهى الفنان "هاني رمزي" الجزء الأول من برنامجه الساخر "الليلة مع هاني"، الذي يتناول الأوضاع السياسية بشكل ساخر، ويستعد هاني إلى تصوير الجزء الثاني من البرنامج، لكن حتى الآن لم تقرر قناة "أم سي مصر" عرض البرنامج من عدمه. ومن الفنانين أيضاً الذين اهتموا بتقديم البرامج السياسية والاجتماعية، كل من الممثل "أشرف عبد الباقي ""وبشرى "حيث يقدما معاً برنامج "مصر البيت الكبير"، ويتحدث البرنامج عن جميع القضايا السياسية والاجتماعية والفنية، وكل ما يهم المواطن في مصر. ومن منظور آخر هناك برامج تبتعد عن الكوميديا الساخرة والأمور السياسية والاجتماعية، وعلى قائمة تللك البرنامج، برنامج "سمية والستات " الذي يتناول عالم المرأة وعلاقتها بالرجل، وطبيعة العلاقة بين الطرفين. ويقول الناقد السينمائي طارق الشناوي، إن اتجاه الفنانين لتقديم البرامج وخاصة السياسية ليس عيباً، أهم شيء أن تنقل الأحداث بصدق كما أن طبيعة عمل الفنان جعلته أكثر خبرة في الحياة وعلى دراية بأشياء كثيرة من الممكن أن يغفل عنها الإعلامي . بينما أضاف المخرج ياسر الشربيني، أن السبب في اتجاه الفنانين للبرامج التليفزيونية، هو الشعور بالغيرة الفنية، خاصةً عندما ينجح أحدهم في جذب الأنظار، فيسعى الجميع لتقليده والدليل على ذلك أن هناك فنانين لا يمتلكون قدرة إدارة وحوار تقديم البرامج . ورفضت الناقدة السينمائية "ماجدة خير الله" فكرة اتجاه الفنانات لتقديم البرامج، حيث إن الأغلبية من الفنانين غير مؤهلين علمياً لتقديم البرامج، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على الإلمام بمهنة المذيع، وأعتقد أن الموضوع ينحصر في جمع المال بأي طريقة بعد توقف النشاط الفني. بينما يصف الناقد محمد كمال، تقديم الفنان للبرامج بأنه "إفلاس فني"، حيث لا يظهر بشكل يسيء لتاريخه ولا يكون مجرد وسيلة للبقاء والتلميع تحت الكاميرات، كما أن تجربة تقديم البرامج ليس عملاً تمثيلياً، ولذلك ينظر الجمهور للممثل وكأنه "أراجوز" على الشاشة.