صدرت حديثًا عن دار "المدى" الترجمة العربية الأولى لرواية "كل شيء أنا لا أتذكره" للكاتب السويدي المنحدر من أب تونسي الأصل يونس حسن خميري، والتي نال عنها جائزة "أوغست" كأفضل مؤلف أدبي للعام 2015، ترجمها حسام إبراهيم. وتطرح الرواية، التي تُرجمت لأكثر من 20 لغة، أسئلة حول الذات والآخر والكينونة والذاكرة والذكريات والتحولات والحب والفقد والأصوات المتعددة، وذلك من خلال تناول مشكلات الهوية والتباينات الثقافية والمواطنة لهؤلاء الذين وفدوا من بلدان أخرى ليحصلوا على جنسيات الدول الأوروبية، إلا إن معاناتهم لم تنته عند هذا الحد، حتى أن مؤلف الرواية يجهر دائمًا بأسئلة مثل ما معنى السويدي الأصيل؟ وكيف يكون هذا السويدي الأصيل؟ وما الصعوبات التي تعيق اندماج المهاجرين؟ وكيف يكون الاندماج في عالم يتسم بالعولمة؟ وهل يمكن خلق هوية بعيدًا عن الأنماط المعتادة؟ وتعكس الرواية ولع الكاتب بالتجريب والبحث عن إجابات مغايرة لسؤال "المحتوى والشكل الروائي", وباقتدار يسبغ على العمل أحيانا "مناخًا يشيع نوعًا من المتاهة الجميلة" التي قد لا يود القارئ الخروج منها, فيما البنية الروائية المتجاوزة هنا للجدل التقليدي حول الشكل والمحتوى تجسد جدلا جديدا بين معطيات وخطابات متصارعة ومتشابكة ومتقاطعة ومتداخلة في واقع متجاوز ولا يكف عن الحراك، وِفقًا لتصريحات صحفية للمترجم حسام إبراهيم. وُلد يونس حسن خميري في ستوكهولم في 1978 من أم سويدية وأب تونس، وواجه منذ نشأته الأولى مشكلات عديدة بسبب إحساسه أن التركيز يتم على التباينات الثقافية وليس على عناصر التشابه والاقتراب الإنساني في السويد، , فاهتم بقضايا المهاجرين وإشكاليات اللاجئين، وذلك منذ روايته الأولى "عين حمراء" التي فازت بجائزة الرواية التي تخصصها صحيفة "بوراس"، كما حصلت روايته "مونتي كور" على الجائزة الأدبية المرموقة "رومان بريس" التي تقدمها مؤسسة الإذاعة السويدية للأعمال الإبداعية، ووُصف في سياق تتويجه بجوائز أدبية سويدية بأنه قدم إسهامات عديدة للغة السويدية لما تتمتع به إبداعاته من بريق لغوي وقدرة على إظهار الطاقة الخلاقة لتلك اللغة.