مراكز إبداع مصر الرقمية تهدف إلى إعداد كوادر تسهم في دعم وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال تدريب الشباب على مختلف تخصصات علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونشر ثقافة الإبداع التكنولوجي وتحفيز الشباب على ريادة الأعمال، ودعم تحويل الأفكار المبتكرة للشباب، المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى مشروعات ريادية وأكد د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة تقوم بجهود كبيرة من أجل إعادة ترميم المباني الأثرية بكافة ربوع مصر بهدف الحفاظ على الأماكن التاريخية واستغلالها الاستغلال الأمثل، مؤكدًا أن اهتمام الدولة بإعادة إحياء القاهرة التاريخية، والحفاظ على مبانيها التراثية؛ يتوازى مع الاهتمام بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة. جاء ذلك خلال تفقد رئيس الوزراء مشروع ترميم وإحياء قصر السلطان حسين كامل وتحويله لمجمع للإبداع الرقمي وريادة الأعمال، يرافقه وزراء السياحة والآثار، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والتنمية المحلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع الأعمال العام، ومحافظ القاهرة، ومسئولو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. واستمع رئيس الوزراء خلال جولته إلى شرح من د. عمرو طلعت، وزير الاتصالات، حول مكونات مشروع إقامة مركز "إبداع مصر الرقمية" بقصر السلطان حسين كامل، والذي يأتي في إطار اهتمام الدولة بتحويل المباني ذات القيمة الثقافية المملوكة لبعض أجهزة الدولة إلى مراكز لتنمية الإبداع وريادة الأعمال لدى الشباب؛ وكذا في ضوء خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لنشر مراكز إبداع مصر الرقمية في كافة أنحاء الجمهورية لإتاحة البيئة المحفزة للابتكار التكنولوجي وريادة الاعمال لدى الشباب. وأوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه يجري تنفيذ مجموعة من الإجراءات الإنشائية الفنية والتكنولوجية اللازمة، إلى جانب أعمال الترميم بقصر السلطان حسين كامل، على النحو الذى يتم من خلاله إعادة توظيفه ليصبح أحد مراكز إبداع مصر الرقمية مع الحفاظ على الطراز المعماري والقيمة التراثية للمبنى، موضحًا أن القصر يقع أمام قصر البارون بحي مصر الجديدة، ويتكون من بدروم وثلاثة طوابق متكررة. وأضاف: الوزير أن مركز إبداع مصر الرقمية بقصر السلطان حسين كامل من المقرر أن يضم معامل لشركات عالمية، ومعامل تكنولوجية متطورة، وحاضنات تكنولوجية للشركات الناشئة، وقاعات تدريب، وقاعات اجتماعات، إلى جانب مساحات عمل مشترك. وذكر وزير الاتصالات أنه قد تم توقيع بروتوكول تعاون ثلاثي بين: وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ممثلة في الشركة المصرية للاتصالات، والتربية والتعليم والتعليم الفني، باعتبارها الجهة المستأجرة، وقطاع الأعمال، ممثلة في شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير باعتبارها الجهة المالكة للمبنى، وذلك من أجل القيام بعمل الترميمات والإصلاحات اللازمة للمبنى الاُثري الخاص بقصر السلطان حسين والذي يقع داخل إحدى المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، وتحويله إلى مركز لتنمية الإبداع وريادة أعمال الشباب، على أن يتم تنفيذ المبادرة على عدة مراحل، وذلك بناءً على الموافقة الصادرة في عام 2019 من اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية التابعة لوزارة الآثاربخصوص استغلال قصر السلطان حسين في هذا الشأن، مضيفًا أنه قد تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية والترميمات الأثرية الدقيقة بالقصر بنسبة 85%، وجار الانتهاء من أعمال "الإلكتروميكانيكال" و"اللاند سكيب"، وفرش وتأثيث القصر وتزويده بأحدث وسائل الاتصالات والتقنيات التكنولوجية الحديثة. لافتًا إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى إقليمًا وقاريًا في مؤشر "كيرني" لمواقع خدمات التعهيد العالمية، وكذلك المركز الأول في الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث عدد الصفقات الاستثمارية للشركات الناشئة، كما تتربع مصر على القمة إقليميًا من حيث توافر العمالة المهرة وقابلية الدولة للتحول الرقمي، حيث تتلقى 100 دولة خدمات من مصر من خلال 20 لغة، حيث تستحوذ مصر على 17% من صناعة خدمات التعهيد. وأشار الوزير في هذا الصدد إلى أنه قد تم عقد شراكات مع عدد من الجهات العالمية في مجالات: التدريب، والإدارة التقنية والدعم الفني، وإتاحة التكنولوجيا وركائز بناء المنظومات، ومن بينها شراكات مع جامعة "بابسون"، الجامعة الأولى في الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال ريادة الأعمال والابتكار، وشركة "بلج أند بلاي"، بالإضافة إلى شركات أخرى منها "مايكروسوفت" و "هواوي" و"إريكسون". وأردف وزير الاتصالات، أنه يتم حاليًا تنفيذ خطة لإنشاء 15 مركز إبداع رقمي في عددًا من المحافظات على ثلاث مراحل، حيث تضم المرحلة الأولى إقامة خمسة مراكز في كل من المنصورة، والمنوفية، والمنيا، وسوهاج، وجنوب الوادي بقنا، فيما تتضمن المرحلة الثانية إنشاء مركز في كل من الإسماعيلية، وأسوان، والقاهرة، والجيزة، والعاصمة الإدارية الجديدة؛ كما أنه جار تخطيط المرحلة الثالثة من المشروع لإطلاق المراكز في محافظات إضافية، حيث تم توقيع بروتوكولات تعاون مع جامعات: (بنهاالفيومالزقازيق)، لإنشاء مراكز إبداع رقمي بها. ومن ناحيته، تطرق د. خالد العناني، وزير السياحة والآثار، إلى الخلفية التاريخية لقصر السلطان حسين كامل، مشيرًا إلى أنه يعد من أول المنشآت التي أقيمت بمصر الجديدة، حيث تم وضع الرسومات الهندسية الخاصة به عام 1908م باسم الأمير حسين قبل توليه السلطنة والموقعة من المهندس المعماري، "ألكسندر مارسيل"، موضحًا أن الأمير قد قام بشرائه من شركة سكك حديد وواحات عين شمس (مصر الجديدة للإسكان والتعمير حاليًا )، وذلك بالتقسيط وبعد وفاته انتقل لزوجته السلطانة "ملك" بناءً على عقد بينها وبين الشركة، ثم فسخ العقد ليعود القصر إلى ملكية الشركة وتصبح السلطانة مؤجرة له وليست مالكة. وأشار الوزير إلى أن المساحة الكلية للقصر تأخذ شكل مثلث محاط بشارع "الثورة" حاليًا (السلطان حسين سابقاً) وشارع "العروبة" (فؤاد الأول سابقًا) وشارع نزيه خليفة" (الجنرال البارون إمبان)، مشيرا إلى أن القصر كان محاطًا بحديقة يحدها سور ذو أشغال معدنية مازال متبقيًا بعض أجزائه، وكذلك مدخلين أحدهما رئيسي على شارع "العروبة"، والآخر فرعي على شارع "نزيه خليفة" بالقرب من الملحق الخدمي. وأفاد وزير السياحة والآثار خلال شرحه بأن المنشآت داخل القصر تنقسم إلى المبنى الرئيسي في الشرق، وكان الجزء الخدمي بالغرب يتكون من أسطبل وجراج، ويعلو ذلك حجرات سكنية للخدم، ومازال متواجدا أحد تلك المباني، فيما يتكون الجزء السكنى الرئيسي من ثلاثة أجزاء متصلة هي القسم الأوسط الرئيسي والغربي بارتفاع بدروم وطابقين، وكذلك جزء شرقي يمثل ملحق السلاملك، لافتًا إلى أن الطراز العام للقصر هو الطراز الإسلامي المستحدث، مشيرًا إلى أن ذلك الطراز قد ظهر بشكل كبير منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين، وهو يتمثل في غطاء من العناصر والزخارف التي ترجع إلى العمارة التقليدية الإسلامية، ولكن بتخطيط أوروبي بعيدًا عن التخطيط المتوارث لدينا قبل القرن ال19 الميلادي، ملمحًا إلى تسمية ذلك الطراز قد جاءت بلفظ "المستحدث"؛ مواكبة للحركة الأوروبية في تلك الفترة باستحداث الطرز الأوربية التاريخية كالباروك والنهضة والرومانسيك والقوطى المستحدث، مشيرًا إلى تجلى جمال العناصر المعمارية والزخارف الإسلامية في الواجهات من أعمدة مقرنصة والعقود المدببة، والشُرفات ذو الأوراق النباتية، وكذلك من الداخل المساحة الوسطى المركزية المتوجة من أعلى بقبة جمالية ذات زخارف نباتية وهندسية مستوحاة من الفن الإسلامي مع الزخارف الكتابية القرآنية من سورة الفتح، موضحًا أنه على الرغم من أن الطراز العام للقصر يتبع الطراز الإسلامي المستحدث، إلا أنه توجد بالقصر عددًا من القاعات الداخلية كقاعة الطعام وقاعة الاستقبال الرئيسية تتبع الطرز الكلاسيكية المستحدثة فيظهر بها الطرز الأيونية والزخارف الكلاسيكية المتنوعة كقرون الرخاء والسهم وأكاليل الغار، إلى جانب الرسوم الخاصة بآلهة ربات الفنون التسع أبناء الإله زيوس وكذلك كيوبيد، فضلاً عن رسوم لميدوذا وتمثال لفينوس.