يُعد كتاب "تاريخ الصحافة العربية"، موسوعة تاريخية في مجال الصحافة العربية، إذ يرصد فيه مؤلفه فيليب دي طرّازي – والذي حُرّر بين 1913 و1933- أخبار كل الجرائد والمجلات العربية التي ظهرت في العالم شرقه وغربه خلال القرن التاسع عشر والعقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، مع التعريف بأصحابها والمحررين فيها, وتراجم مشاهيرهم، حيث عدّ قرابة 1900 جريدة ومجلّة. ويقول فيليب دي طرَّازي في مقدمة الجزء الأول من الكتاب: "وقد انتقدت كل جريدة, أو مجلة, أو نشرة, أو رسالة موقوتة بما تستحقه من المدح والذم, بقطع النظر عن مذاهب أربابها وأحوالهم الشخصية, وذلك بنية صادقة وقصد سليم. واستندت في ما رويتهُ إلى أوثق المصادر حرصًا عَلَى الحقيقة, وعملاً بحرفة التاريخ. وقسمت الكتاب إلى أربعة أقسام أو حقب بحيث تتناول كل حقبة قسمًا من أخبار الصحافة. ثمَّ صدرته بتوطئةٍ ذات ثمانية فصول في تعريف الصحافة وآدابها, واسماء مؤَرخيها وغير ذلك مما تهمُّ معرفته إِتمامًا للفائدة, وختمتهُ بجدول عام يشتمل على اسماء الصحف بلا استثناء شيء منها على قدر ما يستطيعهُ باحث محقق في بلاد الشرق. وقد رتبتها بحسب البلدان والمماليك التي ظهرت فيها, متتبعًا في تاريخ صدورها نظام الأقدم فالأقدم. وجعلتُ بجانب كلٍ منها أمم صاحبها, وبيان خطتها, ويوم نشأتها ليكون العمل وافيًا بكل أطرافهِ". يُذكر أن فيليب دي طرَّازي مؤرخ وأديب لبناني، ويُعد واحدًا من أهم المؤرخين للصحافة العربية منذ نشأتها وحتى أوائل القرن العشرين، وهو مؤسس دار الكتب الوطنية كُبرى مكتبات لبنان، وكان أمينًا لدار الآثار ببيروت. وكتب عدة مؤلفات منها "خزائن الكتب العربيَّة في الخافقين"، و"اللغة العربيَّة في أوروبا"، و"عصر العرب الذهبي"، و"أصدق ما كان في تاريخ لبنان"، بالإضافة إلى ما كتبه من المخطوطات، منها "ترويح الأنفس في ربوع الأندلس"، و"كشف المخبَّآت عن سارقي الكتب وأعداء المكتبات"، فضلًا عن ديوانيه الشعريين: "نفحة الطيب" و"قُرَّة العين". وقد صدر كتاب " تاريخ الصحافة العربية .. في أربعة أجزاء" عن وكالة الصحافة العربية- ناشرون ، في طبعة جديدة ومنقحة .وقد صدر له من قبل عن نفس دار النشر وقت سابقٍ ثلاثة كتب، هي "عصر السريان الذهبي"، " عصر العرب الذهبي"، "اللغة العربية في أوروبا".