فاقم الإعلان عن توقف المبادرة القطرية التركية لحل الأزمة اللبنانية قلق اللبنانيين من حدوث تطورات تنزلق بالبلاد الي حرب أهلية جديدة خاصة مع تزامنه مع الإعلان عن فشل المبادرة السورية السعودية المعروفة باسم "س.س". واعاد المشهد الي الاذهان تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل التي حذرت من تقسيم لبنان ، لكن المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط يعتبر أن الأفق المسدودالذي يخشاه اللبنانيون هو أفق المشروع "الصهيوأمريكي". ويؤكد حطيط أن لبنان عنده القوي التي تحميه من هذا المجهول، ويقول إن البلد يمتلك عناصر قوة رئيسية، وهي بيد لبنانية تتجه لتشكيل فريق وطني غير طائفي يحتضن المقاومة، بدعم من قوي إقليمية فاعلة، ووجود القوة المادية من سلاح وغيره، وهو يعرف كيف يخطط لإنقاذ بلده. ويري أن المخطط الأمريكي بات واضحا وضوح الشمس، وهو يذكرنا بأحداث 1975، ويرتكز علي ثلاثة عناصر هي: اجتثاث المقاومة ويظهر من خلال المحكمة الدولية، وتقسيم لبنان وهو واضح في كلام سعود الفيصل، وترحيل المسيحيين لتوطين الفلسطينيين، وهذا يظهر من خلال ما يجري في العراق والمنطقة. وأكد وجود مجابهة لهذا المشروع باستمرار المقاومة علي سلاحها وقد وضعت خطتها، ومنع تقسيم لبنان، مع التمسك بالمسيحيين وجودا ودورا. من جهته قال عضو الأمانة العامة لقوي 14 آذار مصطفي علوش إن التوجه الآن نحو مواجهة سياسية، خاصة بعدما أكد رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في خطابه الخميس الماضي عزمه الاستمرار في المسار الديمقراطي الدستوري والاستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لتعيين رئيس وزراء جديد. وأضاف علوش أن المسألة الآن بيد من يتمكن من الحصول علي الأكثرية النيابية موضحا أن الاستشارات لم تجر الاثنين الفائت علي هذا الأساس لأنه لو جرت لكانت الأكثرية مع الرئيس الحريري، وهو ما لا ترغب فيه قوي 8 آذار. وأكد أن هناك ضغوطا كما يبدو علي موقف وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي خلال الايام الماضية ، وقد يكون هناك تغيير في الوضع المعلن علي الأقل في اللحظة الاخيرة. واستدرك قائلا انه رغم ذلك فإن النقطة الأساسية التي يطالب بها حزب الله هي ذاتها لم تتغير وهي إسقاط سعد الحريري بالذات، وذلك لأسباب معنوية، وأعتقد أنه بغض النظر عن كل ذلك فالأزمة ستظل مفتوحة إلي أمد بعيد. من جهته قال إيلي الفزرلي النائب السابق لرئيس البرلمان اللبناني إنه بعد فشل مبادرات حل الأزمة، وإذا توفرت الظروف لإجراء الاستشارات النيابية فإنها ستجري، وإلا سيبقي الوضع مفتوحا علي كل الاحتمالات وسيبقي لا معلق ولا مطلق. ورأي أن الدخول الأمريكي المباشر علي الخط وإسقاط الجهد السوري السعودي، ومحاولة ظهوره علي الأرض بأنه المفاوض والمقرر، فهذا الأمر أصبح مرتبطا بصورة واضحة بتطور مسار التسوية علي مستوي الوساطات الدائرة في تركيا بين إيران والولايات المتحدة. يشار إلي أن المعارضة أسقطت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري قبل خمسة أيام من تسليم ممثل الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قراره الاتهامي إلي قاضي الإجراءات التمهيدية، والذي يتوقع أن يتهم أعضاء في حزب الله بالتورط في هذا الاغتيال وهو ما ينفيه الحزب. وكان زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون قد جدد خلال مؤتمر صحفي تمسكه برفض تكليف الحريري برئاسة الحكومة المقبلة، وشدد علي أنه لا أحد في الكون يمكنه أن يفرضه علينا. وبدوره دافع وزير الطاقة بحكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عن هذا الموقف، معتبرا ان مرحلة ما قبل صدور القرار الاتهامي ليست كمرحلة ما بعده، مؤكدا أن الحريري ثبت ضلوعه في ملف شهود الزورممتنعا عن تسمية مرشح المعارضة لمنصب رئيس الحكومة قائلا انه إذا لم يحاسب من أجرم وأفسد في البلد فلن يستقيم الوضع فيها، والشعب اللبناني لن يستطيع تحمل مزيد من الفساد وهدر الأموال. يتزامن ذلك مع تأكيد الحريري خلال مؤتمر صحفي في بيروت الخميس الماضي تمسكه بالترشح لمنصب رئيس الحكومة ممثلا لكتلة المستقبل وسائر حلفائها خلال المشاورات النيابية التي من المقرر أن يبدأها رئيس الجمهورية ميشال سليمان غدا. علي صعيد متصل قال كاتب العدل في المحكمة الخاصة بلبنان هرمان فون هايبل إن من السابق لأوانه إصدار مذكرة توقيف في قضية اغتيال الحريري. وأضاف هايبل أن مذكرات التوقيف يصدرها القاضي بعد اعتماد ملف الاتهام من قبل قاضي الإجراءات التمهيدية فيها، مشددا علي أن الملاحقة تشمل أشخاصا وليس دولا أو فئات.