إن معيار الأفضلية والسوء في استطلاعي الشخصي لا يقوم ولا يستند ولا علاقة له علي وجه الإطلاق بالشخص نفسه أو المسئول ولكن فقط هو تقييم لأدائه في هذا العام اعتاد كاتب هذه السطور مع نهاية عام وبداية جديد أن يمارس هوايته في استطلاعه _ الشخصي البحت- للأسوأ والأفضل في العام المنصرم.. وها هو يمارس هوايته هذا العام كسابقيه أملاً من قرائه الموقرين وهيئة تحرير هذه الجريدة المحترمة التي تمنحني هذه الفرصة العظيمة لممارسة هذه الهواية الرذيلة، أن يستقبلوا هذا الاستطلاع بصدر رحب. وقد اعتاد أيضاً كاتب هذه السطور قبل رصد استطلاعاته أن يبدأها بمقدمة يري أنها ضرورية للغاية .. وها هي: (مقدمة لابد منها) يقال إن أينشتاين سأل مرة صديقاً.. ماذا تقول في أنفاسك هل هي حارة أم باردة؟ ورد الصديق إنها حارة، فقال إينشتاين ولكنك تنفخ في الماء حتي يبرد.. فكر الصديق وقال معك حق إن النفس بارد.. فقال أينشتاين ولكنك تنفخ في يديك لتدفئها.. صمت الصديق وقد تداركته حيرة.. عندئذ قال أينشتاين إن النفس بارد بالنسبة للماء وحار بالنسبة لليدين، فالمسألة ليست في النفس ولكن في نسبته إلي الأشياء الأخري... مع كل نهاية عام وبداية عام، ترصد وسائل الإعلام المختلفة ومؤسسات استطلاع الرأي أهم الأحداث والشخصيات في العام المنصرم، وتتفاوت هذه الأحداث والشخصيات بين الأفضل والأسواء وقد الهمتني هذه الفكرة لأن أقوم وبشكل شخصي جداً ولاعتبارات سأذكرها برصد استطلاع فردي متنوع للأفضل والأسوأ في عام 2010.. إن معيار الأفضلية والسوء في استطلاعي الشخصي لا يقوم ولا يستند ولا علاقة له علي وجه الإطلاق بالشخص نفسه أو المسئول ولكن فقط هو تقييم لأدائه في هذا العام.. فقد يكون الشخص أو المسئول دمث الخلق كريم المكارم عفيف اللسان.. ولكن هذا لا يمنع من أن يكون سيئاً في أدائه أو قراره.. أو جانبه الصواب من وجهة نظري المتواضعة. أولاً: أفضل جائزة لمن يستحقها: منح الطبيب والجراح العالمي مجدي يعقوب قلادة النيل العظمي.. ويقول يعقوب بعد حصوله علي الجائزة إنه يشعر بالفخر والامتنان نتيجة لما يقوم به مركز القلب بأسوان الذي هو رد لدين في عنقه تجاه وطنه مصر.. ثانياً: أفضل كتاب.. رحيق العمر للدكتور جلال أمين الذي أصدرته دار الشروق _ كجزء مكمل لكتاب المؤلف الأول الذي حمل عنوان "ماذا علمتني الحياة".. ويقول أمين في مقدمة كتابه إن السيرة الذاتية قد تحتوي علي بعض الحقائق أو الفضائح المتعلقة بأشخاص قريبين إليك.. البوح برأي لابد أن يغضب هؤلاء أو أولئك ، وكما يقول أبي: إذا كنا لا نستسيغ عري كل الجسم فكيف نستسيغ عري النفس. ثالثاً: أفضل تصريح لرجل دين مسيحي: الكاردينال انطونيوس نجيب _ الذي ولد بمدينة سمالوط بالمنيا ويعد أحد أهم أربعة كرادلة في الشرق الأوسط. عندما قال: لا يوجد أحد ضد الممارسة الدينية ولكن تسييس الدين يعني قلب الأنظمة المدنية والدولية إلي انظمة تحكمها المبادئ والعقائد الدينية. رابعاً: أفضل ديوان شعر: "كلمة في ودن الموت" للشاعر حسام نصار.. ولعل اسم الديوان يدل علي شاعرية هذا الشاعر.. الذي يقول: الشعر حالة اكتئاب في دراما بين شاعر ونفسه جوه حيلة الاغتراب شحنة شعور من قطب مكشوف ع الوجع في البحث في لحظة ثبات لحظة سعادة. بسيطة جداً بس أصعب من وجودها..! الاقتراب.. ويقول.. سرطان وطن وضريح زمن ورثاء لذكر العنكبوت في قصيدة لسه ما قلتهاش.. لسه الكلام. ميت في قلبي ما بتداش خامساً: أفضل حزب سياسي: الحزب الوطني .. لماذا؟ ليس لأنني عضو فيه.. فأنا لست بعضو.. ولكن لأنه استعد استعداداً هائلاً للحملة الانتخابية البرلمانية بكل قوته واستغل ضعف منافسيه أفضل استغلال.. مما ضمن له الغالبية العظمي بالبرلمان ستمنحه الفرصة لتمرير كافة القوانين التي يتبناها كحزب عبر برلمان منتخب من أعضائه. سادساً: أفضل عمود صحفي: عمود "نظرة بالأهرام المسائي" للكاتب والباحث مدير مركز الدراسات والسياسات الاستراتيجية الدكتور جمال عبدالجواد.. تحليل رصين مكثف بلغة عميقة بسيطة تجمع ما بين التحليل السياسي الاستراتيجي العميق والدال دون الابتعاد عن البساطة والموضوعية.. سابعاً: أفضل برنامج حواري تليفزيوني.. "وراء الأحداث" لمقدمه الدكتور عبدالمنعم سعيد ومن يشاهد هذا البرنامج الذي يبث عبر التليفزيون المصري يدرك ما أهمية هذا البرنامج وما يتمتع به هو ومقدمه من رصانة في الطرح ووعي بالقضايا المطروحة. ثامناً: أفضل صحيفة يومية.. جريدة الحياة التي تصدر من لندن .. فمازالت هي الصحيفة "الباردة بلغة الصحافة" الموضوعية البعيدة عن المغالاة والمبالغة والصراخ.. المحتفظة بأصول المهنة الراقية والمنضبطة الواعية والمدركة لمفهوم الأداء الصحفي الرشيق والعميق والمتوازن.. صحيفة المثقف وغير المثقف إذا أراد؟ تاسعاً: أفضل محافظ: محافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير.. محافظ دولة اسمها القاهرة بكل ما تعنيه من مشكلات وتحديات وما تحمله من إرث وتاريخ وما تطمحه من تطور وإنجاز.. محافظ يدرك دور الثقافة في تشكيل وعي هذه المدينة المتعددة المزاجات والاحتياجات والطموحات.. كان آخر تفاعله مع الثقافة دعمه الكبير لمؤتمر أدباء مصر الذي احتضنته القاهرة بعنوان.. "تغيرات الثقافة تحولات الواقع". عاشراً: أفضل ناد رياضي: نادي الجزيرة.. لم أدخل هذا النادي منذ ما يقرب من عامين رغم أنني لم يكن يمر يوم دون اطلالتي عليه.. ولكنه سيظل النادي الذي يتميز بعدم الضوضاء ولا الصخب.. وأعضاؤه يمارسون حياتهم وأنشطتهم بكل هدوء.. لماذا لأنه ليس به لعبة كرة القدم... حادي عشر: أفضل انتخابات: انتخابات نادي القضاة المصري العريق.. التي أثبتت أن هذه المؤسسة العريقة فوق أي تيارات وجهات وتوجهات .. الولاء فقط للوطن والقانون.. ثاني عشر: أفضل أم مثالية.. أم العبد لله لأنها طريحة الفراش تعاني من نزيف بالمخ.. وأدعوكم لمشاركتي بالدعاء لها بالشفاء .. فعندما سأل رجل زين العابدين بن الحسين: لم لا تأكل مع أمك في طبق واحد وأنت أبر الناس بوالديهم؟ فقال.. أخاف أن تسبق يدي يدها إلي شئ تشتهيه نفسها فأكون لها عاقاً من حيث لا أدري". الأسوأ في عام 2010 أولاً: أسوأ حزب سياسي: حزب الوفد.. هذا الحزب العريق الذي سطر رجاله صفحات من النضال من أجل النهضة والحداثة وتفعيل قيم الليبرالية والمدنية.. نراه ينجر جراً لممارسة السياسة من الأبواب الخلفية.. فكيف لحزب سياسي شرعي أن يقاطع انتخابات _ تحت أي حجة أو ذريعة حتي ولو كانت صحيحة.. ثانياً: أسوأ اعتكاف.. اعتكاف قداسة البابا شنودة عند حدوث أية أحداث يكون أطرافها أقباطا مصريين. ثالثاً: أسوأ شارع في مصر.. شارع عبدالخالق ثروت لأنه أصبح تجمع المحتجين والمعتصمين رغم أن بالقاهرة الكبري ساحات واسعة يستطيعون فيها ممارسة هواياتهم في الاعتصام والهتاف.. ولكنهم يفضلون أذي المواطنين الذين يستغرق عبورهم لهذا الشارع أثناء ممارسة هوايتهم ساعات وساعات.. رابعاً: أسوأ جريمة نشرت بالصحف.. اعلامي وقارئ نشرة أخبار يتهم بجريمة قتل وملابسات غريبة وتفصيلات أغرب.. خامساً: أسوأ احتجاج ومظاهرة.. بعض الشباب القبطي يقتحم محافظة الجيزة بعد أحداث ما يسمي بمحاولة بناء كنيسة لمجمع خدمي بحي العمرانية دون الحصول علي ترخيص.. سادساً: أسوأ رئيس حزب سياسي يعارض رئيس حزب معروف بالليبرالية ويفصل أعضاءه لأنهم نجحوا بالبرلمان... سابعاً: أسوأ برنامج تليفزيوني.. كل ما هو اسمه مرتبط بالزمن والساعات والدقائق.. فهي برامج تسمي برامج إعادة إنتاج أخبار الصحف عبر شاشات التليفزيون. ثامناً: أسوأ فتوي.. أحد الشيوخ يفتي بإهدار دم بعض الشخصيات العامة كالبرادعي والقرضاوي وغيرهما وذلك في إطار ما يسمي بعصر الفتوجية الجدد.. تاسعاً: أسوأ مصطلحات معارضة .. مصطلح "موازي".. فهناك برلمان مواز.. وحكومة موازية .. لشعب مواز.. ووطن مواز.. فأين المعارضة الحقيقية غير الموازية.. عاشراً: أسوأ من كتب لاستطلاع الأفضل والأسوأ .. صبري سعيد.. وأخيرا: أعتذر للقارئ العزيز علي أنني منحت لنفسي الحق وبمحض إرادتي لطرح الأفضل والأسوأ في عام 2010 من وجهة نظري الشخصية البحتة.. التي تحتمل الصواب والخطأ والاتفاق والاختلاف.. معرباً عن عميق تقديري واحترامي للشخصيات التي خلعت علي أدائها أو تصريحها بالسوء.. فذلك لا يندرج أبداً علي شخصياتهم الكريمة.. لذا وجب التنويه.. وسنكمل لاحقاً بقية الأفضل والأسوأ.. E-mail: [email protected]