ماذا فعلت القمتان العربيتان للقضية العربية المحورية وهي الصراع العربي الإسرائيلي وحقوق فلسطين؟ والاجابة لا شيء في كل دول العالم المحترمة تعقد المؤتمرات لمناقشة قضايا محددة للخروج بقرارات أو توصيات محددة وملزمة لأعضاء هذا المؤتمر.. وفي هذه القاعدة الثابتة يظل الوطن العربي هو الاستثناء الشاذ.. حيث تعقد المؤتمرات منذ سنوات طويلة تحت شعار كبير يقول "اتفقنا ألا نتفق".. ففي هذا العام فقط "عام 2010" شهدت ليبيا وتشهد العديد من مؤتمرات القمة حيث شهدت عقد قمتين عربيتين في مدينة سرت وقمة عربية إفريقية في ذات المدينة.. ومع نهاية شهر نوفمبر الحالي ستشهد قمة افريقية اوروبية.. وبعدها بأيام ستشهد قمة عربية ثقافية.. وكل هذه القمم تندرج تحت مقولة وليم شكسبير العبقرية "اسمع جعجعة ولا أري طحينا".. فماذا فعلت القمتان العربيتان للقضية العربية المحورية وهي الصراع العربي الإسرائيلي وحقوق فلسطين؟ والاجابة لا شيء.. حيث سعت القمتان حفظا لماء الوجه لايقاف الاستيطان الإسرائيلي الذي ينتشر بشكل سرطاني في الضفة الغربية والقدس.. وفشل القادة العرب في وضع أية حلول تجبر إسرائيل علي وقف الاستيطان.. فما كان منهم إلا اعطاء أمريكا مهلة لعودة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائييلين مع تعليق مسئولية هذا المفاوضات في رقبة الفلسطينيين فقط.. وانتهت المهلة ولم يحدث شيء.. في ظل استعلاء صهيوني قاتل يحرك الحجر وفي ظل سعي أمريكي مشبوه لايقاف هذه الاستيطان في الضفة فقط مقابل اتفاقية أمنية مهولة مع إسرائيل تستمر لعشر سنوات.. ومع ذلك راح قادة إسرائيل يتدللون ويطلبون المزيد.. بينما قادة العرب صمتوا حتي عن تصريحاتهم العنترية بالشجب والادانة.. وإذا كان المعتاد منذ عدة سنوات إقامة قمة عربية واحدة في مارس من كل عام.. فلماذا اقيمت قمتان هذا العام بما يوحي بوجود أمور عاجلة تستوجب قرارات حاسمة من القادة.. ولكن الجبل تمخض ولم يلد حتي "صرصارا". وعلي الدرب نفسه سارت القمة العربية الافريقية رغم وجود عدة قضايا ملحة ومهمة يأتي في مقدمتها خطط أمريكا والغرب التي شارفت علي الانتهاء لتقسيم السودان.. ثم الوضع المأساوي في الصومال.. والسودان والصومال دولتان عربيتان افريقيتان فماذا فعلت لهما القمة العربية الافريقية التي عقدت في ليبيا؟ الاجابة لا شيء علي الاطلاق.. حيث توقف الأمر عند خطب وكلمات وتوصيات لا تستحق ثمن الورق الذي كتبت عليه.. ليظل الوضع في السودان والصومال مأساويا.. وليقترب شبح التقسيم من السودان.. بعد أن أصبح واقعا في الصومال. وعلي النهج نفسه ستسير القمة الافريقية الاوروبية.. فرغم أن أوروبا خاصة الدول الفاعلة فيها "فرنساانجلتراالمانيااسبانيا". تتحمل شطرا كبيرا من وزر الوضع المأساوي الحادث في فلسطين وفي السودان والصومال إلا أن هذه القمة لن تخرج بشيء أولا لأن العرب والأفارقة أصبحوا منذ منتصف السبعينيات وحتي الآن بلا أي وزن علي الساحة السياسية العالمية.. وباتوا لا يملكون أية أوراق يساومون بها أو يقايضون بها بعد أن عمل قادة هذه الدول علي ارتهان القرار السياسي لدولهم لدي الغرب بشكل عام.. ولدي أمريكا بشكل خاص. والغريب والمؤلم أن القادة العرب والأفارقة والعرب بشكل خاص.. يتعامون عن أوراق الضغط التي يمتلكونها.. ويرفضون تفعيل هذه الأوراق.. وكأنهم يسيرون "عمياني" خلف مقولة أنور السادات التي أكد فيها أن "99% من أوراق القضية في يد أمريكا". وهذا كلام ساذج وعبيط لان 99% من أوراق القضية في يد العرب لو أرادوا.. ولكنهم لا يريدون.. والأهم أنهم ذهبوا فرادي ومن خلف بعضهم البعض إلي الأعتاب الأمريكية وأحيانا إلي الأعتاب الصهيونية.. بحثا عن مصالح خاصة ورخيصة حتي ولو كانت هذه المصالح علي حساب جثة الوطن. أما القمة العربية الثقافية فليست إلا نكتة كبيرة فقبل أن تبدأ بأسابيع طويلة.. ذهب مثقفو عدة دول عربية منها الجزائر واليمن وفلسطين إلي أن اتحاداتهم الثقافية لا تمثل إلا السلطة فقط والحقيقة أن الكلام نفسه ينطبق علي الغالبية العظمي من اتحادات الكتاب العربية حيث التبعية الكاملة لهذه الاتحادات للانظمة الحاكمة.. واذا كانت هذه الأنظمة قد فشلت في كل قممها السياسية فهل يمكن لها أن تنجح في قمة ثقافية؟