رغم كل الانتقادات التى نالتها القمة العربية ال34 ببغداد، إلا أنى أضعها فى مصاف القمم العربية الناجحة، القمة أكدت على الموقف العربى الثابت من القضية الفلسطينية، ورفضت تماماً دعاوى التصفية لقضية الشعب الفلسطينى، ومن القمة أطلق الزعيم الوطنى أقوى رسالة للكيان الصهيونى المحتل والإدارة الأمريكية، مفادها أنه حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام تطبيع مع الدول العربية فإن السلام الدائم سيظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وكانت أهم رسائل الرئيس السيسى مطالبته الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة، وإطلاق عملية سياسية جادة تفضى إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية. لا يخفى على أحد أن الموقف المصرى الصلب هو الذى أجبر إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، هذا الموقف ظهر جلياً أيضا فى لقاء الرئيس السيسى مع كبير مستشارى الرئيس الأميركى للشؤون العربية والشرق أوسطية مسعد بولس مؤخراً بالقاهرة، كما تصر عليه مصر فى جولة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل المنعقدة فى الدوحة لإبرام اتفاق يتضمن الإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات وتقديم ضمانات بإنهاء الحرب. اعتقد أن أبرز انجازات القمة دعم وتأييد ترشيح المجموعة العربية فى الأممالمتحدة المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور لرئاسة الدورة (81) للجمعية العامة للأمم المتحدة للفترة 2026-2027، وبذل كافة الجهود الممكنة فى اتصالاتها مع الدول الصديقة لحشد الدعم لهذا الترشيح، والطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار. لا ننسى أن فلسطين حصلت على صفة دولة مراقب غير عضو فى الأممالمتحدة عام 2012 بقرار الجمعية العامة رقم 67/19، وقبل عام صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية العظمى لقرار أن دولة فلسطين مؤهلة ويجب قبولها كعضو فى الأممالمتحدة، رغم التحديات السياسية والضغوط من إسرائيل وبعض الدول الغربية، وغداً نواصل بإذن الله دعاء: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام