التعليم تحسم الجدل بشأن تحويل طلاب الابتدائي صغار السن بين المدارس 2025-2026    الحسيني أمينا لصندوق اتحاد المهن الطبية وسالم وحمدي أعضاء بالمجلس    800 للجنيه دفعة واحدة.. ارتفاع كبير في سعر الذهب اليوم بالصاغة والشعبة تكشف السبب    نائب محافظ الإسماعيلية يتفقد مستوى النظافة العامة والتعامل مع الإشغالات والتعديات    قائد الجيش الأوكراني يُقر ب"تدهور ملحوظ" في زابوريجيا    الجيش الأمريكي يدرس إنشاء قاعدة عسكرية قرب غزة تستوعب 10 آلاف فرد    اتهام رجل أعمال مقرب من زيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة    مواجهة قوية تنتظر منتخب مصر للناشئين ضد سويسرا في دور ال32 بكأس العالم تحت 17 سنة    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    تصالح الإعلامي توفيق عكاشة وعمال حفر بعد مشاجرة الكمبوند ب 6 أكتوبر    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    بيهتموا ويجيبوا هدايا.. رجال 5 أبراج أكثر رومانسية من غيرهم    ارتبط بشائعة مع فنانة شهيرة ويظهر دائمًا ب«فورمة الجيم».. 18 معلومة عن أحمد تيمور زوج مي عز الدين    مختصون: القراءة تُنمّي الخيال والشاشات تُربك التركيز.. والأطفال بحاجة إلى توازن جديد بين الورق والتقنية    علشان تنام مرتاح.. 7 أعشاب طبيعية للتخلص من الكحة أثناء النوم    موعد إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025 (متى يتم قبول الطعون؟)    تنسيقية شباب الأحزاب عن الانتخابات : شهدت تطبيقا كاملا لتعليمات الهيئة الوطنية ومعايير الشفافية    «بنداري» يشيد بوعي الناخبين في المرحلة الأولى من انتخابات النواب    ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فونج-وونج بالفلبين ل 25 قتيلا    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. روسيا تمنع 30 مواطنا يابانيا من دخول البلاد.. اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين فى طوباس.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلة يقدم استقالته لنتنياهو    خروقات إسرائيلية متواصلة لاتفاق غزة. ودعوة أممية لإيصال المساعدات وأمريكا تُخطط لإنشاء قاعدة عسكرية بالقطاع    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني    بيان رسمي من خوان بيزيرا بشأن تجاهل مصافحة وزير الرياضة بنهائي السوبر    منتخب مصر الثاني يخوض تدريباته استعدادًا للجزائر    «ميقدرش يعمل معايا كده».. ميدو يفتح النار على زيزو بعد تصرفه الأخير    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    منتخب مصر يستعد لأوزبكستان وديا بتدريبات مكثفة في استاد العين    الغندور يكشف حقيقة تدخل حسام حسن في استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان    كرة سلة - الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأربعاء 12 نوفمبر 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    أمطار غزيرة وثلج .. بيان مهم بشأن حالة الطقس: 24 ساعة ونستقبل العاصفة الرعدية    في ظروف غامضة.. سقوط فتاة من الطابق الرابع بمنزلها بالمحلة الكبرى    مصرع شخص غرقًا في دمياط والأهالي تنتشل الجثمان    السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home    وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة    نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    مي سليم تطلق أغنية "تراكمات" على طريقة الفيديو كليب    السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل    قلق وعدم رضا.. علامات أزمة منتصف العمر عند الرجال بعد قصة فيلم «السلم والثعبان 2»    لماذا نحب مهرجان القاهرة السينمائي؟    خبير طاقة: الكشف البترولي الجديد بالصحراء الغربية "جيد جدا".. نسعى للمزيد    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    تهديد ترامب بإقامة دعوى قضائية ضد بي بي سي يلقي بالظلال على مستقبلها    هند الضاوي: أبو عمار ترك خيارين للشعب الفلسطيني.. غصن الزيتون أو البندقية    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس نادي قضاه الأسكندرية    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    المخرج عمرو عابدين: الفنان محمد صبحي بخير.. والرئيس السيسي وجّه وزير الصحة لمتابعة حالته الصحية    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    نقل جثمان نجل مرشح مجلس النواب بدائرة حلايب وشلاتين ونجل شقيقته لمحافظة قنا    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل نعلن وفاة التعليم الحكومي؟!
نشر في نهضة مصر يوم 07 - 11 - 2010

اولي خطوات الاصلاح ان نكف اولا عن الصياح والدخول في معارك وهمية وجانبية في التعليم المصري فهذه الحواشي مثل الازمات المتتالية التي دخلتها وزارة التربية والتعليم مؤخرا
ليس من المتوقع ان تخف حدة انتشار احداث العنف بمدارسنا في الامد المنظور او القريب الا في حالة واحدة فقط هي الاعلان عن الغاء التعليم بمدارسنا الحكومية المجانية!
وليس من قبل المبالغة او التهويل من الاحداث الحالية او حتي ارتداء النظارة السوداء ورؤية نصف الكوب الفارغ ان نقول ان هذا المسلسل الذي بدأ في السنوات القليلة الاخيرة ومتوقع له ان تزداد نسبة العنف في المدارس بكل اشكاله من قتل وضرب- وتعذيب وتحرش- طالما بقيت المعطيات الحالية كما هي بدون اي تغير او تعديل او اتخاذ خطوات جادة نحو اصلاح التعليم.
كذلك لا يكفي ان نقول ان هناك اجراءات حازمة قد اتخذت لمواجهة مثل هذا الانفلات الذي اعلم انه قد يكون حالات فردية وليست عامة ولكن تكرار الحالات الفردية بشكل يومي "يعني ان هناك شيئا خطأ يحدث" لانه حتي هذه اللحظة لا اعرف ما هي الاجراءات الحازمة التي اتخذت لمواجهة ما يحدث واذا كان المقصود بتلك الاجراءات هي مجرد فصل ونقل وخصم لعدد من الافراد هنا او هناك فهذه الاجراءات مع احترامنا البالغ بها قد تزيد من حجم الاحتقان الموجود بالفعل في المدارس ولا تزيله او تقضي عليه ولكن الاخطر اقتراح ان تزداد قبضة الامة داخل المدارس هو ما يجب ان نتوقف عنده كثيرا لان مجرد طرحه وترويجه الان يمثل خطرا في بوصلة علاج الامور.. بل لعلي ازيد واقول كفي لمثل هذه المقترحات التي تهرب من تحمل مسئولية الاصلاح في مؤسسات التعليم وتحيل الامر للمؤسسة الامنية انه هروب من المسئولية والقاء عبء المهمة علي اخرين، حتي نرفع عن ايدينا عما يحدث ومواجهته، والنقطة الثانية هي ضرورة ان نترك مؤسسة الامن في حالها لمواجهات اهم واخطر تمس وحدة الوطن وامنه والحفاظ عليه وليس من المتصور ان يلقي بعض المسئولين بالفكرة والكرة الان علي الساحة حتي نمسك بها ونروج لها ونجد فيها الخلاص.
والاغرب ان عددا من الزملاء واجهزة الاعلام بدأوا في الترويج لهذه الفكرة باعتبارها الحل المتاح ولا اعلم هل مواجهة العنف بالمدارس مهمة الامن المصري، ام مواجهة اخطار تنظيم القاعدة وجماعات العنف والسلفيين وتهديدهم باعمال ضد الوطن وضد الكنيسة المصرية.. فقد آن الاوان ان ننبذ مثل هذه الافكار والاقتراحات حتي لو كانت بحسن نية لانها في النهاية ستصب في مصالح اعداء الوطن حينما يجيد الامة والمؤسسات الامنية الوطنية في مصر في اداء دورها الاساسي وهو حماية الوطن وابنائه من اعدائه في الخارج والذين يستخدمون ايضا نفرا من الداخل لمعاونتهم.. والعدو ليس في هؤلاء الاطفال أو حتي المؤسسة التعليمية بكل ما تضمه من طلاب ومدرسين واداريين وغيرهم.
وفي العدد قبل الماضي كتبت مقالا ايضا عن عودة احداث العنف بالمدارس وذكرت ان مدارسنا "سابقا" تحولت الي ساحة حرب عالمية ومع ارتفاع وتيرة احداث العنف والمتوقع بها ان تستمر ايضا حتي نهاية العام الدراسي الحالي بل والقادم ايضا جعلني اعاود الكتابة عن هذه القضية لان السبب الرئيسي في كل هذه الاحداث هو ما اراه من إهدار لقيمة المعلم المصري ونسيان اوضاعه علي مر السنوات.. فهذا الاهمال هو وراء كل الظواهر التي نعيشها الان وعلي رأسها الدروس الخصوصية التي اصبح خطرها لا يمكن السكوت عليه لان كل ما يحدث الان في مدارسنا هو الافراز الطبيعي لظاهرة إهمال اوضاع المدرس والمدرسة فاصبحت هناك مدارس بديلة في الدروس الخصوصية "أيا كانت تسميتها مجموعات، مراكز الي اخره، فالتلميذ اصبح لا يحترم معلمه لانه يعلم أيا كان فقر هذا الطالب" انه سوف يجد البديل في مدارس اخري ومجموعة ومركزا والمدرس بدوره لا يستطيع ان يقول لا لكل اشكال المهانة التي تحدث من حوله لان مرتبه الرسمي بالكادر وبدونه تجعله لا يتجاوز خط الفقر المعروف عالميا ولا يجعله يحصل علي الحد الادني من الحياة الادمية له ولاسرته بدون اللجوء الي هذه الحلول البديلة التي انهكت التعليم المصري وتكاد الان تقضي عليه تماما. لقد اوضحت حوادث العنف في السنوات الاخيرة.. المدي الذي وصل اليه اهمالنا لقضية التعليم وعدم توفير الاعتمادات اللازمة للنهوض به وهذا ليس تعسفا او مهاجمة للحكومة في توقيت قلق وهو الانتخابات البرلمانية التي ستجري هذا الشهر ولكنه واقع نعلمه جميعا فقد انخفضت موازنات التعليم خلال السنوات الماضية بشكل كبير للغاية.. وهذا الانفاق المتدني علي التعليم في السنوات الاخيرة وهو ما ادي لتراجع ترتيب مصر عالميا وعربيا في تقارير التنمية البشرية، ففي التقرير الاخير للامم المتحدة حول التنمية البشرية لعام 2010 تؤكد المؤشرات تراجع مستوي الانفاق علي التعليم وبطء نتائج التعليم وتطويره في السنوات الاخيرة مقارنة بسنوات سابقة. ورغم كل الكلام والحديث المتكرر حول اهمية التعليم المصري... فان ما يحدث الان بالمدارس يعكس ان الازمة تزداد حدة خاصة في المدارس الحكومية الرسمية، فقليلا ما نسمع عن غرائب وطرائف تحدث في المدارس الخاصة بل وحتي التجريبية.. اذن فالقضية الان واضحة وهي ان الازمة في التعليم الحكومي الذي اصبح فاضحا لكل مشاكل المجتمع من ثقافة العشوائية والازدحام في فصول يزيد عدد طلابها علي 130 طالبا وعدم عقلانية واشاعة ثقافة الاتكال والشكوي الدائمة والفهلوة.. وازدياد معدل التدين الشكلي في المجتمع.. والغريب ان ظواهر التحرش بدأ يزداد حجمها في المدارس حتي بين الاطفال كما حدث في الدقهلية والقاهرة وغيرهما.. رغم ازدياد معدلات التدين الشكلي التي نلاحظها في المجتمع. اولي خطوات الاصلاح ان نكف اولا عن الصياح والدخول في معارك وهمية وجانبية في التعليم المصري فهذه الحواشي مثل الازمات المتتالية التي دخلتها وزارة التربية والتعليم مؤخرا.. تشتت الجهود والفكر في اصلاح جدي للتعليم المصري الحكومي وقضاياه وعلي رأسها اولا واخيرا هي اوضاع المعلم المدرس والمدرسة.. وبدون هذه الخطوة الرئيسية لعودة المعلم الي مكانته ووظيفته واحترامه، سوف تزداد الاخطار يوميا واعتقد ان قريبا سوف تحتل اخبار وحوادث التعليم المصري ليس فقط صفحات الحوادث وانما جميع صفحات واوقات المؤسسات الاعلامية.. باعتبارها من قضايا الامن القومي لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.