توقف المراقبون في لبنان عند الخطاب الذي وجهه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الخميس، متسائلين عن معانيه التي جمعت بين الاقتضاب والنبرة المباشرة. حيث دعا اللبنانين إلي مقاطعة المحققين الدوليين في المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وتساءل كثيرون عن كون ذلك تهديدا شبيها بالخامس من مايو 8002، أي قبل يومين من أحداث السابع من مايو الشهيرة، وذلك بقلب الطاولة بعد أن نفد صبر حزب الله، في حين تحدث آخرون عن دخول لبنان مرحلة جديدة لن تكون كسابقاتها، لكن لم يستطع أحد التنبؤ بما يحمله المستقبل. وبينما دافعت قوي المعارضة عن كلام نصر الله نددت به قوي الرابع عشر من آذار. أما كتلة نواب المستقبل فلم تعلق عليه في اجتماعها برئاسة الحريري الجمعة، واكتفت باستغراب ما جري في الضاحية مع محققي المحكمة، وتلافت التصعيد. ويوحي الموقف بتوافق علي إبقاء الوضع علي ما هو عليه من مد وجزر سياسيين في ظل التحاور الإقليمي، خصوصا السوري السعودي، وهو ما يعكس تهدئة أمنية. وفي حديث وجد الباحث الاستراتيجي أمين حطيط (وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني) "أن كلام نصر الله يحمل أربع رسائل، الأولي للعالم تؤكد أن المحكمة الدولية ليست للبحث عن حقيقة من اغتال الرئيس الحريري، وإنما هي وكالة استخبارات عالمية للتحري والبحث عن المقاومة خدمة لإسرائيل. والثانية للمحكمة وهي أن وظيفتها انكشفت ولن يسمح بممارستها أعمال الفتنة والتجسس لصالح إسرائيل. والثالثة للمعنيين الإقليميين الذين يقولون بالاستقرار والعدالة، ليعرفوا أن ذلك يتم بمنع أسباب الفتنة، أي تعطيل المحكمة الدولية في مهمتها الجارية. والرسالة الأخيرة هي أن الذين جاؤوا بالمحكمة الدولية عليهم أن يتحملوا مسئولية استباحة الأعراض، وبالتالي يذكر موقفه بقول الإمام علي "سأسالمن ما سلمت أمور المسلمين"، أما وقد ابتدأ الأمر بالانتهاك فلن يسالم بعد الآن لأن الحفاظ علي أعراض المقاومين هو الحفاظ علي المقاومة". وخلص إلي أن "مرحلة جديدة بدأت بعد الخطاب انتقل فيها السيد من التلميح بالأنين والألم إلي التصريح بذلك والاستعداد بدفع الألم عن نفسه مهما كان الثمن". ورأي عضو كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب مروان فارس، في كلام نصر الله إنذارا للحكومة اللبنانية بموضوع التعاطي مع محققي المحكمة الدولية، لأن "محققي المحكمة الدولية ارتكبوا إساءة لأهالي الضاحية واللبنانيين، وعندما ينتهكون الحرمات تصبح أهداف المحكمة ليست الكشف عن اغتيال الرئيس الحريري، إنما الكشف عن حياة الناس في المقاومة وخارجها". وأضاف أن "طلبات المحكمة الدولية من معلومات شمولية عن اللبنانيين بحسب ما ذكر نصر الله تأتي في سياق السيطرة من قبل الذين يدعمون المحكمة الدولية أو إسرائيل التي تحصل علي كل المعلومات التي تأخذها المحكمة". وقال إن كلام رئيس الوزراء سعد الحريري لصحيفة الشرق الأوسط "هو ثمرة الجسر السوري السعودي الذي يذهب به اللبنانيون للخلاص من المحكمة الدولية التي تحاول نزع سلاح المقاومة استكمالا للقرار 1559 الذي أخرج سوريا من لبنان".