فيما يبحث الفلسطينيون عن البدائل الممكنة لمفوضات السلام مع اسرائيل، كشفت مؤسسة الأقصي للوقف والتراث عن حفريات جديدة وكبيرة، وشبكة أنفاق ينفذها الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصي وفي محيطه. يأتي ذلك في وقت قالت فيه منظمة السلام الآن الإسرائيلية إن المستوطنين اليهود يبنون وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية بسرعة غير مسبوقة، منذ انقضاء مهلة تجميد المستوطنات في ال26 من سبتمبر الماضي. وحسب المنظمة فقد تم بناء نحو ستمائة وحدة سكنية في غضون ثلاثة أسابيع، وهو ما يفوق بأكثر من أربع مرات معدلات بناء المستوطنات خلال العامين الماضيين. وفي هذه الأثناء، طالب قادة منظمات يهودية أمريكية يشاركون في مؤتمر بإسرائيل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة، والتوصل في أقرب وقت ممكن إلي تفاهم حول الموضوع مع الإدارة الأمريكية. من جانبها أوضحت مؤسسة الأقصي أنها حصلت واطلعت علي صور فوتوغرافية تبين الحجم الكبير لحفريات علي امتداد مئات الأمتار، بداية من منطقة ساحة البراق وبمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصي، وصولا إلي وقف حمام العين والمنطقة أسفل باب المطهرة الواقعة داخل مساحة المسجد الأقصي المبارك من الجهة الغربية. وأضافت أن المخطط الجاري تنفيذه يهدف إلي بناء إنشاءات جديدة ستستعمل كمراكز تهويدية وتلمودية وأخري كمراكز شرطية وعسكرية، مؤكدة _استنادا إلي شهود عيان- أنّ العمل في هذه الحفريات يتواصل ليل نهار، وبمشاركة مئات الحفّارين والعمّال، أغلبهم من العمال الأجانب من شرق آسيا ممن لا يعرفون اللغة العبرية. وأكدت مؤسسة الأقصي أن هذه الحفريات تشكل أخطارا جسيمة علي المسجد الأقصي من الناحية البنائية العمرانية والناحية التاريخية الحضارية"، موضحة أن الحديث يدور عن ورشات كبيرة وحفريات في عمق الأرض. وبحسب الصور الحديثة وبمقارنتها مع صور التقطتها سابقا في نفس المواقع، أكدت المؤسسة أن الاحتلال يسارع في حفرياته ويوسعها بشكل غير مسبوق، مؤكدة اكتشاف آثار من الفترة الإسلامية الأموية والفترات الإسلامية الأيوبية والمملوكية المتأخرة. وحسب المؤسسة فإن المخطط الإسرائيلي والحفريات في عمق الأرض ستكتمل _تحت الأرض- باتجاه الشرق، لتصل إلي حائط البراق والجدار الغربي من المسجد الأقصي ملاصقة لباب المغاربة، موضحة أن هذه المنطقة هي بالتحديد منطقة حي المغاربة التي هدمها الاحتلال بعد أربعة أيام من احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصي عام 1967. وأشارت إلي أن المنطقة الثانية التي تجري فيها الحفريات هي المنطقة الواصلة بين ساحة البراق وبين أسفل وقف الحمام، حيث تتم حفريات وتفريغات ترابية في آثار من الحقبة المملوكية والعثمانية علي مسافة نحو 200 متر، ستشكل فيما بعد نفقا واصلا بين أسفل ساحة البراق وأسفل حمام العين. أما الحفريات الأكثر تسارعا وأكثر خطورة والأقرب إلي المسجد الأقصي المبارك، فهي الحفريات التي ينفذها الاحتلال وأذرعه التنفيذية علي بعد نحو 50 مترا من المسجد الأقصي، وتتجه شرقا نحو المسجد وتصل إلي منطقة المتوضئات. وخلصت مؤسسة الأقصي إلي أن ما يتم نشره من صور ومعلومات يدل علي خطورة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من حفريات أسفل المسجد الأقصي المبارك ومحيطه الملاصق، مبينة أن حجم هذه الحفريات وحقيقتها الكاملة والدقيقة غير معروفة، بسبب أن كثيرا منها غير معلنة ويصعب الوصول إليها.