فهل لا يكون هذا اليوم هو أعظم أيام مصر وأجملها ... بل هو العيد الحقيقي _ مع احترامنا لكل الأعياد _ عيد تحرير كامل التراب ... عيد اعادة مصر لابنائها .. عيد حدود مصر عبر التاريخ .. عيد سيناء الفيروز والنماء ... يا ايها السادات العظيم... في أحد عشر عاماً فعلت ما لم يستطع حاكم فعله . مقدمة لا بد منها في هذا الشهر وتحديداً في السادس منه حلت الذكري السابعة والثلاثون لحرب أكتوبر المجيدة .. أكتوبر تطهير الأرض وبسط السيادة .. أكتوبر الاختبار الحقيقي لما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .. لقد أعتقد الكثير من المحللين والكتاب أن الشعار التصق بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر .. ولكن لم يفكر أحد هل استطاع الرئيس الراحل تنفيذه في اي لحظة .. في حقيقة الأمر ان صاحب الشعار الفعلي وليس القولي هو الرئيس الراحل أنور السادات .. ومن يدقق في الأمر يلاحظ أن شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة لصاحبه ناصر 67 ظل شعاراً فقط ما قيل بتنفيذه سادات 73 فرغم كل ما قيل عن ناصر المقاومة وسادات التفريط ، لم يكن صحيحاً علي الاطلاق بل العكس هو الصحيح .. هذه المقدمة كانت ضرورية لتفكيك منطق التآمر علي الرئيس الراحل انور السادات الرئيس الذي قتلته أيادي الجبناء والخونة وهو يحتفل مع ابناء مؤسسة الشرف والتضحيات بهذا اليوم العظيم ... اليوم الذي لن ينسي علي مدار تاريخ مصر .. مصر التي حاول الأعداء اهانتها والنيل من كرامتها وكبريائها والانقضاض علي تاريخها وحضارتها ، من الفرس الي الروم ومن الليبيين الي العثمانيين ، ومن الفرنسيين الي البريطانيين الي الاسرائيليين ... ولكنها .. بأبنائها أبت واستنكرت واستنفرت- رغم كل ما ألم بها _ وكانت الاهانة الأخيرة في يونيو 1967م ، اهانة لشعب ومؤسسة لا تقبل الاهانة ... الاهانة باحتلال جزء من اراضي المحروسة ... المحروسة برجالها وابنائها وتاريخها وثقافتها ... الاهانة ببث روح الفرقة والخيانة .. الاهانة بحرب كاذبة خاطفة في غفلة من نظام سياسي ... ولكن التاريخ يصحح نفسه برجال أشداء كانوا وسيظلون اوفياء لوطنيتهم ووطنهم وأبنائهم ... فكانت اللحظة... مصر السادات بطل الحرب والسلام ... في الساعة الثانية ظهراً في السادس من أكتوبر، 1973 . لحظة اعادة الهيبة واسترداد الكرامة وإزاحة الخيانة والإهانة ... وانتصرنا .. انتصرنا يوم ما هب الشعب وقوته المسلحة حامية حماه وحصنه الأمين ، تنال من الأعداء وتعيد جزءاً من تراب الوطن المحتل ... انتصرنا .. انتصرنا بعقليات جبارة وماهرة حطمت اسطورة كاذبة وزائفة .. وعبرنا ... عبرنا قناتنا العظيمة قناة اسماعيل التنويري والحداثي ... ورفضنا .. رفضنا علم الأوطان الذي أذل من جهلاء وأغبياء ومستعمرين .. ومن هنا ... لم تنته الحكاية... تم وقف اطلاق النار .. وكانت المعركة الأخيرة .. معركة المفاوضات ... مفاوضات الحل النهائي للحصول علي كامل سيادتنا علي أراضينا .. بدأت بزيارة للقدس رغم بلاهة المعترضين ... ليفاجئ الجميع بكلامه البديع انه علي استعداد بأن يذهب لآخر الدنيا من اجل تحرير تراب مصر.. ثم كانت الاتفاقيات _ التي اعتبرها البعض تنازلات .. ولكن أثبت التاريخ الواقع وسيثبت المستقبل انها لم تكن تنازلات ولا تفريطاً بل انها بسط السيادة علي ارض مينا وتحتمس وحتشبسوت واخناتون ومحمد علي .. اعادة كبرياء مصر باسترداد كرامتها ... وتحرير كامل ترابها متي كان ذلك ... الخامس والعشرون من ابريل 1982م .. ذكري تحرير كامل التراب الوطني ... ذكري السيادة الكاملة علي الأراضي المصرية ... ذكري شهداء لرجال اشداء ارتوت الأراضي المصرية بدمائهم الذكية من أجل الهدف القومي الجليل .. الهدف الوطني العظيم .. هدف التحرير... هدف استعادة الكرامة الوطنية ... هدف عودة الكبرياء للمؤسسة العظيمة .. القوات المسلحة ... الخامس والعشرين من ابريل 1982 ، ذلك اليوم الذي طال انتظاره للرئيس العبقري ... الرئيس الذي ستمثل وطنيته نموذجاً يحتذي لكل الأجيال _ بغض النظر عما نالوا منه بجهل وجهالة وغيبوبة . اليوم الذي كان ينتظره ومؤسسة التحرير العريقة _ القوات المسلحة- وكل مصري علي طوال التراب المصري .. بل وكل مصري في كل انحاء العالم يرفرف علم مصر علي سيناء ... فهل لا يكون هذا اليوم هو أعظم أيام مصر وأجملها ... بل هو العيد الحقيقي _ مع احترامنا لكل الأعياد _ عيد تحرير كامل التراب ... عيد اعادة مصر لابنائها .. عيد حدود مصر عبر التاريخ .. عيد سيناء الفيروز والنماء ... يا ايها السادات العظيم... في أحد عشر عاماً فعلت ما لم يستطع حاكم فعله ... واجهت الشكوك والتآمرات فصفيت مراكز القوي والدولة البوليسية ... حاصروك بمظاهرات واحتجاجات للحسم ، فانتصرت وما أحلي الانتصار ... وعبرت القناة وحطمت بارليف ... وفتحت قناة السويس ، وحررت الاقتصاد وطردت الخبراء الكسالي ، وأعدت الحياة الحزبية ورسخت دولة المؤسسات وسيادة القانون وأخيراً ... ألا يستحق يوم السادس من أكتوبر أن يكون العيد الوطني لمصر؟