أثارت الانهيارات الارضية التي اصابت باب الشعرية اثناء تنفيذ الخط الثالث لمترو الانفاق العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن ما ستسفر عنه أعمال الحفر في المرحلة القادمة خاصة بعد تأثر العقارات المجاورة لموقع الحفر، وهل من الممكن أن يتوقف العمل في هذا الخط؟ ويري ممدوح حمزة - المهندس الاستشاري - وخبير ميكانيكا التربة والاساسات - أن الانهيارات التي حدثت أثناء انشاء الخط الثالث لمترو الانفاق ادت لحدوث عدة انهيارات ارضية وتصدع في بعض عقارات باب الشعرية ترجع لاهمال الشركة المنفذة وعدم الالتزام بالعقد المبرم مع الهيئة، الذي ينص علي أهمية عمل دراسات كافية حول التربة. وأضاف حمزة في تصريح خاص ل "نهضة مصر" أن القائمين علي المشروع غير ملتزمين لا فنياً ولا تعاقدياً وذلك في غفلة من قيادات الهيئة القومية للمترو وأن الشركة استعانت بفنيين غير اكفاء، وأن المشروع تم بدون دراسة جيدة للتربة ولا لابعاد المشروع سواء من جانب الاستشاري الفرنساوي أو من جانب الهيئة التي أفرغت من كفاءاتها. وأكد حمزة أن هناك مبالغات حول مدي تأثير المشروع علي المنطقة حيث أن تأثير النفق لايتعدي 50 متراً من كل جانب، وأشار إلي أنه من المفترض أن يكون هناك أبحاث علي نوع التربة علي أعلي مستوي لكي لا تحدث مفاجآت أثناء الحفر لأن من الطبيعي أن يكون كل شيء مدروساً لكي لا تحدث الانهيارات، واعتبر القول بأن التربة هشة غير منطقي لأن من الطبيعي أن تكون هناك دراسات كاملة قبل البدء في المشروع. وأوضح حمزة ان الماكينة التي تقوم بالحفر يبلغ طولها 200 متر وأن الإدارة الخاطئة والسرعة العالية للماكينة التي تقوم بالحفر والتي لا تراعي نوع التربة وقيامها بعمل فتحة أكبر من امكانياتها من أهم اسباب الانهيارات. وقال د. محمد عاشور، استشاري ميكانيكا التربة، إن كل انواع التربة يمكن معرفة مدي تأثرها بالحفرة وقوة تحملها، ومهما كانت درجة رخاوة الارض أو ضعفها يمكن علاجها ويمكن تدعيمها بعدة طرق وأن نقص الابحات التي كان من الضروري أن تقوم بها الشركة المنفذة للمشروع هو السبب الرئيسي فيما حدث من انهيارات، وأكد أن تربة هذه المنطقة بالذات ليس بها مشاكل إلا أن الحفر بماكينة بهذا الحجم الضخم يجب أن يتم بحرص، وأشار إلي أن كل الأخطاء الي حدثت أخطاء بشرية كان من الممكن تفاديها.