آثارنا المصرية ارثنا وإرث العالم الحضاري الذي لا يقدر بثمن.. قد تبيع بعض الدول الأوروبية آثارها ولكن لامجال للمقارنة بين آثارنا المصرية وآثار الدول الأوروبية أو أمريكا فهذه الدول آثارها قد لا يزيد عمرها عن مئات قليلة من السنين بينما آثارنا المصرية تمتد لعمق آلاف السنين.. تجارة الآثار في الخارج قد تكون لمقتنيات بتهوفن أو ملابس الأميرة ديانا أو ما شابه بينما آثارنا لأول من استأنس الحيوان في التاريخ وبالتالي قيام أول حضارة قبل مرحلة الكتابة.. آثارنا تشرح حساب المثلثات وقطر الدائرة وتحكي عن أعظم مهندسين، صناع وزراع.. آثارنا سجلت أول تاريخ مكتوب بأول حروف أبجدية وليست الفينيقية كما هو شائع خطأ بحجة ان لها قيمة صوتية وكأن حروفنا الأبجدية المصرية صامتة ليس لها قيمة صوتية حروفنا الأبجدية صوتها سبق كتابتها بآلاف السنين وهي الأقدم دون منازع.. آثارنا لأول أطباء وطبيبات ورؤساء أطباء وطبيبات.. آثارنا لأول جراحات عامة وتجميل.. آثارنا لأول فلكيين صمموا مراصد لدراسة الزمن والظواهر الفلكية يصل عمرها إلي 14000 سنة.. آثارنا لأول تقويم في التاريخ 6251 سنة مصرية فصول، شهور، أسابيع وساعات 24 في اليوم 12 صباحا و12 مساء، وتحسب ساعات الصباح بالساعات الشمسية التي اخترعت منذ حوالي 14000 سنة وساعات الليل مائية وإحنا المصريين بيدرس لنا في المدارس إن أول من صمم ساعة شمسية ومائية هو هارون الرشيد. آثارنا رمسيس الثاني استقبله الرئيس الفرنسي ووزراؤه في المطار في رحلة ترميمه بفرنسا وانحنوا له احتراما كما أطلقت له 21 طلقة مدفعية تحية للملك الذي فرض احترامه بعد حوالي 3000 سنة من وفاته واستخرج له جواز سفر وفيزا لدخول فرنسا، آثارنا يسعي العالم كله علي اقتنائها لعرضها في متاحفه، آثارنا تحكي حكاية اخناتون ونفرتيتي التي لن تتنازل عنها ألمانيا مطلقا مقابل ملايين اليوروهات ولو حتي لزيارة مسقط رأسها مصر. آثارنا تطل علينا بأول وأعظم وارقي تعاليم فلسفية وأخلاقية في العالم بمقاييسنا الحالية، وبتحكي عن أكثر شعوب الأرض تدينا منذ فجر التاريخ كتب دينية وحساب آخرة، جنة ونار، حج وصوم، عبادة وتوحيد. آثارنا تحكي وتحكي حكايات أعظم امة في التاريخ، الأمة المصرية، آثارنا يعتبرها العالم المتحضر حضارته الأم التي ينتمي إليها فهي ملك الإنسانية جمعاء.. آثارنا لو دفع لأي متحف في العالم قدر وزنها ذهبا لن يسمحوا بخروجها لزيارة أي مكان في العالم خوفا عليها وتقديسا لها. آثارنا ليست أصناما وحجارة وطلاسم ولكن حضارة حاول أجدادنا الحفاظ عليها قدر إمكانهم حتي أصبح واجباً مقدساً ومكتوباً بالمقابر أن الملك فلان حافظ علي الآثار المصرية بما يحقق له البراءة في محكمة الآخرة ودخول الجنة. آثارنا كانت السبب لحضور الفرنسيين بحملة علمية لتسجل وتكتشف حقيقتها وقد كان علي أيدي العلماء الفرنسيين وأشهرهم خالد الذكر شِامبليون.. آثارنا حولت ناهب ومهرب وتاجر الآثار المصرية أوجست مارييت إلي عاشق لها ومدافع عنها ووقف ضد خروجها من مصر وأقام مع رفاعة الطهطاوي أول متحف للآثار المصرية سنة 1835 في عهد محمد علي بالأزبكية ليس حبا في الآثار ولكن لما تحمله هذه الآثار من حضارة ورفاته الآن مدفون بالمتحف المصري. آثارنا هي حضارتنا التي جعلت العالم المتحضر ينشئ علماً قائماً بذاته وهو علم المصريات كدولة وحيدة تستحق حمل هذا اللقب ولو كان هناك من هم أعظم منا وارقي وأقدم تسجيلا لحضارته لمحوا اسمنا من اجل من هم أحق وأجدر منا به. آثارنا المصرية معناها حضارتنا ومهد حضارات العالم.. آثارنا أعظم ما تملكه مصر ومبعث فخرها وعظمتها وعكازها المسنودة عليه من اجل المستقبل.