أغلب الظن أن أحدا لم يصدق، بعدما رآها في فيلم "كلمني شكرا"، أنها التجربة الأولي لها أمام الكاميرا، فقد بدت واثقة من نفسها، وتتمتع بحضور وتلقائية كبيرين، ويكفي انها أجبرت الجميع، بعد انتهاء عرض الفيلم، ليبحث عن اسمها قبل أن يتعرف الكل علي الموهبة الواعدة التي تحمل اسم "حورية". كيف دخلت الوسط الفني؟ أنا مضطرة للقول، حتي لو بدا أنني أكرر ما قاله كثيرون غيري، انني أعشق الفن منذ زمن طويل، لكنني لم أجد الفرصة إلا عندما التقيت المخرج خالد يوسف منذ عامين تقريبا، وحدث هذا بالمصادفة فقد كنت في زيارة لمكتب الأستاذ يوسف شاهين بناء علي نصيحة إحدي مساعداته لكنني لم أتمكن من رؤيته لمروره بوعكة صحية، والتقيت خالد يوسف الذي وعدني بالعمل معه، وحقق وعده بعدها عندما فوجئت به يرشحني للعمل معه في فيلم "كلمني شكرا". ومن أنت قبل دخولك الفن؟ "حورية"، هو اسمي الأصلي بالفعل، أمارس رياضة الفروسية، وحصدت أكثر من مركز في مسابقات أقيمت في مصر والوطن العربي، وعام 2002 رشحت للفوز بلقب ملكة جمال مصر، لكنني اتنازلت عن اللقب للوصيفة نور السمري. وأنا حفيدة فرغلي باشا ملك القطن ووالدي طبيب معروف جدا هو مدحت فرغلي وأمي سيدة المجتمع نادية الخولي. لماذا تنازلت عن لقب ملكة الجمال؟ لأنني هوجمت بشراسة من الصحفيين والإعلاميين وليتهم اكتفوا بالهجوم علي أدائي في المسابقة لكنهم تسللوا إلي حياتي الشخصية. كيف؟ ولماذا؟ لقد أشاعوا أنني علي علاقة برجل أعمال كبير وانه وراء دعمي وفوزي باللقب عندما قدم رشاوي لأعضاء اللجنة، وانزعجت جدا، وأصبت باحباط قادني لاتخاذ قرار بالتنازل عن اللقب. وكيف عرض عليك تجسيد دور "فجر"، شقيقة غادة عبدالرازق في الفيلم؟ عندما اتصل بي المخرج خالد يوسف فوجئت به يعرض علي دور الفتاة التي تتعامل مع "الشات"، وتدخل في علاقات مشبوهة، وقرأت الدور، وبدأت أستعد لتجسيده بمساعدة خالد يوسف. ألم تقلقك جرأة الدور؟ علي الاطلاق، فقد رأيت أن جرأة التجربة ستميزني، وأن الخطوة الأولي تحتاج إلي "قلب جريء"، وربما لو عرض الدور علي ممثلات شهيرات لرفضنه ووضعن شروطهن، لكنني مازلت في البداية، ولم يكن بمقدوري أن أضع شروطا أو أطلب تعديلا، ولم يكن أمامي سوي أن أوافق أم أرفض. لكن جرأة الدور تحولت إلي صدمة في لحظة ما؟ تقصدين اللحظة التي بدأت أخلع فيها ملابسي في المشهد؟ لا أنكر أنني ترددت و"كنت قلقانة"، من هذا المشهد بل رفضته تماما قبل أن ينجح المخرج خالد يوسف في إقناعي بأهميته لانه يكشف حقيقة شخصية "فجر". وهل تتصورين أن "فجر" هذه يمكن أن يكون لها نظير في الحارة المصرية؟ طبعا.. وموجودة في المجتمع الراقي أيضا، وأنا نفسي أعرف فتيات كثيرات تزوجن عن طريق "الشات"، لكن بصورة أكثر احتراما من تلك التي لجأت إليها "فجر"، في الفيلم، فقد كانت تعتنق مفاهيم خاطئة حول مفهوم "الشرف" من ناحية سلوكياتها الخارجية، لكنها شريفة بالفعل بدليل انها عادت من مغامرتها وهي مازالت عذراء! لا توجد أي نقاط تماس، بل هي غريبة عني تماما، فأنا خجولة بطبعي واختلف تماما عن "حورية"، حتي في انتمائي الطبقي، فأنا أنتمي إلي عائلة "باشوات"! ألم تخشي تصنيفك بأنك ممثلة إغراء وبالتالي تتعرضين لهجوم المتطرفين؟ لم أخش شيئا، لكنني لم أعرف السر وراء هذه الصدمة التي انتابت البعض بعد عرض الفيلم، ومن قبل العرض عندما عرضت مواد الدعاية؟ فقد ركز الكثيرون علي مشهد خلع الملابس، ولم ينظروا إلي المشهد الذي أقدم فيه أداء تمثيليا جيدا، وهو المشهد الذي أبكي فيه واعترف بخطئي لشقيقتي الكبري وأيضا مشهد مساومتي "زين كآبة"، قبل أن أبيع له نسخة عقد الزواج العرفي لشقيقتي. تريدين القول إنك لست ممثلة إغراء؟ لا طبعا أنا لست ممثلة إغراء، والمشهد الذي قدمته كانت له ضرورة درامية. لكنني أتساءل عن السر وراء هذه الضجة في الوقت الذي نعرف فيه جميعا أن ممثلات مثل نجلاء فتحي وميرفت أمين وغيرهن قدما مشاهد أكثر جرأة، و"كانوا بيمثلوا بهدومهم الداخلية"، فلماذا التركيز علينا بهذا الشكل؟ هل هناك رسالة، في رأيك، من وراء تقديم مثل هذه الشخصية؟ بالتأكيد، لأن الدور عمل تحذيرا للفتيات من خطورة "الشات"، ويطالبهن بألا يثقن في أحد بسرعة لمجرد انهن التقين به عبر هذه الوسيلة. أما الفيلم بأكمله فيحذر من مصائب التكنولوجيا، خصوصا الذين يجهلون التعامل مع نقاط التميز فيها، أو أولئك الذين يتعاملون معها "بفهلوة" كما فعلت "فجر"، وراحت ضحية هذه "الفهلوة"! عندما التقيناك أثناء تصوير الفيلم قلت لنا إنك تجسدين دور الفتاة التي تحب "توشكا"؟ كان هذا هو اتفاقنا في البداية ثم استقر الرأي بين المخرج والمؤلف علي اختياري لدور شقيقة غادة عبدالرازق، وأظن أن هذا جاء في صالحي لأن دور "فجر" أكثر تركيبا وإثارة. بم تفسرين ظاهرة دخول ملكات الجمال أو وصيفاتهن أو "الموديلز"، عالم التمثيل؟ لأن الفنانة ينبغي أن تتمتع بقدر غير قليل من الجمال، لكن هذا لا يعني ألا تتمتع بالموهبة، التي ستضمن لها الاستمرارية أما الجمال وحده فلا يكفي. كيف عشت أول لحظة تواجهين فيها الكاميرا؟ قلقت جدا، لأنها المرة الأولي بالفعل التي أواجه فيها الكاميرا عموما فما بالك بكاميرا السينما، لكنني نجحت في تجاوز خوفي بفضل تشجيع خالد يوسف وحبي للكاميرا منذ الوهلة الأولي مما أكسبني ثقة وجرأة. لماذا شعر الجمهور بأنك شقيقة غادة عبدالرازق علي أرض الواقع أيضا وليس علي الشاشة فقط؟ وكف كان شكل التعامل بينكما؟ لا أجد إجابة علي الشق الخاص بالتشابه بيننا، لكنها استقبلتني بحفاوة وتشجيع وقدمت لي يد العون والمساعدة، خصوصا عندما استشعرت انني خائفة منها، علي الرغم من أن كل مشاهدي في الفيلم معها، ونجحت من جانبها في كسر حاجز هذا الخوف، وفي أحايين كثيرة كانت الكاميرا ترصد انفعالاتي وحدي، ولم تغضب أو تشعر بالغيرة، ووقتها أدركت أنها ليست مصابة "بعقد النجوم"! وكيف كانت ردود الفعل بعد عرض الفيلم؟ الكل هنأني، وغالبية كلمات التهنئة انصبت علي الاشادة بجرأتي في اختيار الدور. هل تشعرين انك وضعت قدميك علي أول الطريق الصحيح؟ الاحساس الذي يتملكني الآن بأنني دخلت المجال بشكل صحيح، وبدأت بصورة قوية مع مخرج كبير.