بعد أن أعلن باتيستوتا اعتزاله وابتعد كريسبو عن المنتخب الوطني أصبح الأرجنتينيون بلا هداف علي قدر تاريخهم. وكم تعاقب علي القميص رقم 9 من لاعبين، دون أن يدنو أي منهم من مقام باتيستوتا، الذي تربع علي عرش هدافي الأرجنتين في كأس العالم ، وكريسبو أفضل هدافيها في تصفيات أمريكا الجنوبية. والأرقام تغني عن الكلام حيث لم تسجل الأرجنتين إلا 23 هدفاً في تصفيات كأس العالم 2010 ، وهو أسوأ معدل تهديف حققته منذ بدء العمل بنظام التصفيات الحالي. ولم يحقق منتخب الأرجنتين هذا الرقم إلا في تصفيات فرنسا 1998، رغم أن خط هجومه حينذاك كان ثاني أقوي خط هجوم. أما الآن فإنه لم يأت في المركز الخامس فحسب، بل كانت حصيلة أكبر هدافيه، سيرخيو أجويرو وخوان رامون ريكيلمي أربعة أهداف فقط لكل منهما. لعبة الأسماء بقيت خمسة أشهر فقط علي انطلاق مهرجان جنوب أفريقيا 2010، وحتي الآن لم يعرف أحد من سيشغل مركز قلب الهجوم أمام نيجيريا في جوهانسبيرج. وأول اسم يبرز أمامنا هو جونزالو هيجواين، الذي تجاهله الجميع طوال السنتين الأخيرتين، ثم حان الوقت أخيراً ليلعب أساسياً في المباريات الثلاث الأخيرة في ختام 2009، بل أنه أحرز هدفاً أيضاً في مرمي البيرو. ويحلم هداف الدوري الأسباني في شهر ديسمبر بالمستقبل القريب فيقول "سيكون أمراً رائعاً بحق أن ألعب في كأس العالم إلي جوار أفضل مهاجمي العالم." ولكن لاعب ريال مدريد، الذي عرض عليه ذات مرة أن يمثل فرنسا مع منتخبها الوطني، ليس هو الخيار الأول والأخير. فمن ذا الذي يمكن أن يطالب باستبعاد مارتين باليرمو؟ حيث أثبت رمز الكرة الأرجنتينية، والذي يحتفظ في رصيده بمئتي واثني عشر هدفاً أحرزها لصالح بوكا جونيورز، صلاحيته وهو في سن السادسة والثلاثين بالهدف الذي فازت به الأرجنتين في مباراتها ضد بيرو في التصفيات. وإذا كان كبر سنه لا يرجح اختياره للمنتخب، فإن اللاعب الكبير الملقب بالمجنون قدم الكثير ليمحو الصورة التي ظهر بها أمام العالم في عام 1999، عندما أضاع 3 ركلات جزاء في مباراة واحدة أمام كولومبيا. وقال مارادونا فيما يمكن أن يمثل إشارة خفية لباليرمو "لقد سجلت أهدافاً كثيرة، ولكني لم أصنع أي معجزات...المعجزات يصنعها باليرمو." وهناك لاعبان فقدا مكانيهما في المنتخب ولكنهما يكافحان من أجل العودة، هما سيرخيو أجويرو وكارلوس تيفيز. حيث شارك سيرخيو، والد الحفيد الوحيد لمارادونا، في المباريات الحاسمة من التصفيات وكان قريباً من هز الشباك في تلك المباريات. أما تيفيز فهو من جانبه يقدم أجمل ما لديه بقميص مانشستر سيتي، بعد أن تعرض للطرد مرتين في تصفيات أمريكا الجنوبية التي خيب فيها الآمال. وقد أكد منذ شهرين فقط أن "وقتي مضي. إنني أعرف ذلك." ولكن اسمحوا لنا أن نشكك في كلماته: ففي شهر ديسمبر سجل 8 أهداف لمانشستر سيتي. ولكن مازال لدينا المزيد: فهناك لوكاس باريوس، الذي سجل 57 هدفاً لنادي كولو كولو التشيلي، و13 لنادي بروسيا دورتموند الألماني، والذي يواصل تألقه لكي يحصل علي مكان في المنتخب. أحلام العودة عندما فاجأت الأرجنتين العالم بستة أهداف للاشئ في مرمي الصرب في ألمانيا 2006، كانت آلتها الهجومية تعمل بكل كفاءة وفعالية، فقد أظهر خافيير سافيولا وهيرنان كريسبو أفضل قدراتهما أمام الجميع في هذه المباراة، بعد الهدفين اللذين أحرزهما في مرمي كوت ديفوار في مباراتهما الأولي في البطولة. وبعد مرور أربع سنوات، أصبحا يحلمان بالعودة. ويتألق سافيولا، الشهير بلقب الأرنب، في صفوف بنفيكا البرتغالي وحاز علي انتباه مدرب المنتخب بفضل الأهداف السبعة التي سجلها ويعلق مارادونا قائلاً "إنني أسعد عندما أشاهد خافيير ونادي بنفيكا هو المكان المثالي بالنسبة له. إنه لاعب يميل المدربون لضمه للفريق، ونحن نتابعه." أما كريسبو مهاجم جنوي فهو يجسد صورة المهاجم قوي البنية القادر علي تنفيذ المهام الشاقة في الأمتار الأخيرة من الملعب. وهو يقول "في هذه الآونة يوجد في المنتخب لاعبون يختلفون عني وشباب كثيرون. أعتقد أنني قادر علي تقديم المزيد للمنتخب. أحلم باللعب في كأس العالم وعمري لا يحول دون ذلك." فهل ستبلغ أحلامه أسماع المدرب مارادونا؟ الأمر المؤكد هو أن مارادونا أمامه الكثير من العمل في الأشهر الخمسة القادمة ليدرس خياراته ويحسم قراراته. ولكن لا داعي للقلق فالخامات التي يستطيع الاستعانة بها وفيرة.