في أعقاب رحيل المخرج الكبير يوسف شاهين مؤسس وصاحب شركة مصر العالمية راهن الكثيرون علي أن شركة أفلام مصر العالمية، لن تقوم لها قائمة، بينما ذهب أكثر الناس تفاؤلاً إلي القول إنها ستنتج فيلماً كل خمسة أعوام(!) وجاء المؤتمر الصحفي الذي عقده جابي وماريان خوري قبل أيام ليؤكد أن "مصر العالمية" بُعثت من جديد، بعدما دخلت في شراكة مع ال B.B.C (صندوق الائتمان العالمي) لإنتاج دراما تليفزيونية وسينمائية! الدعوة إلي المؤتمر وصفت الشراكة بأنها خطوة في طريق فتح "نافذة إعلامية جديدة في العالم العربي"، وهو ما اتفقت عليه الآراء التي أثنت علي الشريكين (جابي وماريان) لأنهما يواكبا الزمن والتطور، بينما انبري البعض للقول إن يوسف شاهين ما كان ليقبل، لو كان علي قيد الحياة، بخطوة كهذه لحبه المعروف للسينما، وعدم ميله إلي الإنتاج التليفزيوني، وهو ما أكد عليه في مشهد طويل ضمن أحداث فيلم "إسكندرية كمان وكمان" انهال فيه هجوماً وسخرية من المعلبات التليفزيونية، والخليجيين الذين يتحكمون في الإنتاج التليفزيوني! في كل الأحوال عُقد المؤتمر، وحضرته عبير عوض ممثلة للB.B.C، كما شهد تجاوباً مع الفنانين: لبلبة وخالد النبوي بالإضافة إلي المخرجين خالد يوسف ومنال الصيفي والمنتج محمد العدل والكاتب ناصر عبدالرحمن، وكالعادة أعرب الجالسون علي المنصة عن سعادتهم بالشراكة قبل أن يقدم المنتج جابي خوري تفسيراً للتفكير في هذه الخطوة في هذا التوقيت، فاعترف أنه لم تكن هناك نية من قبل للدخول في مجال إنتاج الدراما التليفزيونية، لكن تدهور أحوال السينما في الفترة الأخيرة شجع علي دراسة الفكرة، التي عجل بتنفيذها العرض الذي تقدمت به ال B.B.C، ومن ثم تهيأت الفرصة، علي حد قول "جابي"، لتقديم "حاجة مختلفة". وأضاف أن فكرة الشراكة لاقت قبولاً بعد الموافقة علي فكرة تأسيس صندوق باسم يوسف شاهين لإنتاج أفلام قصيرة، كما أكد أن الهدف من التعاون تبني إبداع الشباب من الكتاب والمخرجين بشرط توافر الأفكار الجيدة والجديدة والهادفة، ونوه إلي أن الباب مفتوح للتقدم بهذه الأفكار حتي منتصف شهر فبراير، وأبدي ترحيب الجانبين بتوفير فرصة تدريب المخرجين الشبان علي أيدي خبراء أجانب، وأوضح أنه اتفق مع الصندوق علي ألا يفرض أفكاراً من أي نوع، كما أكد التزامه بوضع تصور مدروس للاستعانة بالإعلانات التي تمثل مورداً إضافياً للتمويل من دون الإخلال بالعمل الفني أو تشويه عملية المشاهدة . ومن ناحيتها أكدت ماريان خوري علي المعني نفسه، وجددت الترحيب بالشباب بشرط أن تتسم أفكارهم بالجدية والبعد عن التقليدية مع استلهام شخصيات درامية من الواقع، وأن يتم تحديد الجمهور المستهدف من تقديم الأعمال. ومن جانبها بررت عبير عوض المفوضة من قبل الB.B.C لإعلان الشراكة اختيار "أفلام مصر العالمية" لعراقتها وتاريخها الطويل الذي يرجع إلي خمسين عاماً قدمت خلالها الكثير من الأفلام المتميزة التي أخرجها يوسف شاهين، بالإضافة إلي التوافق بين الجانبين في الهدف والأفكار والقيم، والرغبة في تكوين قوة فاعلة ينصهر فيها الطرفان، وتسعي إلي التطوير من خلال عمل إعلامي وفني مشترك. وانتهزت الفرصة لتنفي وجود أهداف خفية من وراء الشراكة، أو سعي لفرض سياسة بعينها علي "مصر العالمية" مؤكدة أنها فلسطينية، وأن الهدف نبيل للغاية ويتمثل في تقديم دراما جيدة وهادفة لا علاقة لها بالسياسة. وعن الإسهامات السابقة للصندوق أشارت إلي مساهمته في إعادة أعمار كوسوفو، وتدريب الاعلاميين لزيادة الوعي في نيجيريا وإنشاء محطة إذاعية في البصرة، وأخري في سجون أوكرانيا، باعتبار الإذاعة وسيلة تواصل مهمة مع الجمهور.وأكدت أن الشراكة مع "أفلام مصر العالمية" تمثل خطوة أولي قد تفتح الباب أمام شراكات أخري مع القنوات أو الجهات المنتجة التي ترغب في ذلك، وأن الشراكة بين الجانبين ليست محددة بنسبة مئوية بل تعتمد علي تعاون المال والخبرة، وشددت علي أن التمويل لن يكون في هيئة دعم غير قابل للرد لكنه نوع من الأعمال غير الاستثمارية، وأن الدعم سيكون مرتبطاً بالفترة الزمنية التي يتطلبها تنفيذ المشروع، مؤكدة أن التفاصيل الفنية الدقيقة متروكة لشركة "أفلام مصر العالمية".