في خطابه السنوي بمناسبة الأحتفال بعيد الشرطة هذا العام قال الرئيس مبارك معلقاً علي أحداث نجع حمادي : "إننا نواجه أحداثا وظواهر غريبة علي مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب، ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير، من رجال الأزهر والكنيسة"، وداعياً سيادته إلي " خطاب ديني، يدعمه النظام التعليمي والإعلام والمثقفون، يؤكد قيم المواطنة، وأن الدين لله والوطن للجميع، وينشر الوعي بأن الدين هوأمر بين الإنسان وربه، وأن المصريين بمسلميهم وأقباطهم شركاء وطن واحد". وأضاف السيد الرئيس أن " من الخطأ التغاضي عن تصاعد النوازع الطائفية في المنطقة العربية وأفريقيا والعالم"، مؤكداً أن " الحادث البشع علي الأقباط في ليلة أعياد الميلاد يدعونا جميعا مسلمين وأقباطاً لوقفة جادة وصريحة مع النفس".....وشدد علي أن " الدولة ستواجه أي جرائم أوأفعال أوتصرفات تأخذ بعدا طائفيا، بقوة القانون وحسمه، وبعدالة سريعة ناجزة، وأحكام صارمة، توقع أقصي العقوبة علي مرتكبيها والمحرضين عليها، وتردع من يستخف بأمن الوطن ووحدة أبنائه". في 31/1/2010 نشرت لي "نهضة مصر " مقالة تحت عنوان "ماذا إذا حدث العكس في نجع حمادي ؟" أكدت فيها أن اقتصار الدولة في تعاملها مع هذه القضية علي الآليات الأمنية ثبت فشله....ان الأخيرة قد تؤجل الأنفجار ولا تمنعه ..... وطالبت ب : 1 القبض بأقصي سرعة علي الجناة ... وتفعيل القانون وتقديمهم للقضاء. 2 يجب أن يعلن كل مصري في دوائر اهتمامه ونشاطه ادانته لمثل هذه الأفعال 3 تجريم كل من يتناول عقائد الآخرين تناولاً سلبياً سواء في اماكن العبادة أوالصحف أوالقنوات التلفزيونية. 4 نحتاج الي إعادة نظر فيما يتعلق بتدريس "الدين" في المراحل الدراسية المختلفة... ففي مرحلة التعليم الأساسي (ابتدائي /اعدادي) لا يجب تدريس كل ما يدعوالي التمييز والأنحياز ... فالدين أي دين بالضرورة غير محايد .. فهودائما يناصر ويميز معتقديه.. لذا ادعوإلي الأكتفاء في هذه المرحلة بتدريس الأخلاقيات والإنسانيات التي لا يختلف عليها أي دين... من أجل تأسيس مواطن يتمتع بصحة نفسية صحيحة. ثم تأتي المرحلة الثانوية والتي أري أهمية أن يدرس فيها الطالب تاريخ الأديان للتعرف علي كل الأديان ومراحل تطور فكرة ومفهوم الدين ، ومع تدريس علم الفلسفة لتنمية ثقافة السؤال والشك والتجريب لدي التلميذ بجانب الأخلاقيات والإنسانيات بمستوي متقدم عن المرحلة السابقة. ثم تأتي مرحلة الجامعة وهنا يمكن أن يدرس الطالب ما يراه من اديان والتخصص فيه إذا أراد.. مع ضرورة أستمرار تدريس الفلسفة بمستوياتها المختلفة لكل طلاب الجامعة بغض النظر عن تخصصاتهم. وناشدت كل محب لمصر الي نشر هذه المفاهيم والأفكار في حالة اقتناعه بها كلاً في موقعه ودائرته من أجل أن تعود لمصر أهم ما كان يميزها ويميز أهلها وهي سمة التسامح والقدرة علي التعايش مع كل أختلافا حتي ولوكان أختلاف جذريا. وثانياً : بما أن الإنسان دائما عدو ما يجهل فإني أدعو الي بذل مجهود أكبر من دوائر التعليم والإعلام في تكريس المشترك الإيماني وزيادة المعرفة بالآخر فإن القدرة علي التعايش والتفاعل والتلاقح تزداد بزيادة المعرفة به. ثالثاً : سؤالي لكل المصريين وخصوصاً الأغلبية المسلمة منهم ... ماذا إذا حدث العكس ؟..... علينا أن نتحرك قبل فوات الآوان . نعم سيادة الرئيس نحن في حاجة ماسة الي الخطاب الديني المعتدل المستنير... نحن في حاجة ماسة إلي تعليم تنويري.. تعليم يعلي من شأن العقل...ويكرس ثقافة السؤال والسعي للإجابة. نحن في حاجة ماسة إلي إعلام يتيح الفرصة لرافعي رايةالوسطية والتسامح .. إعلام قومي بكل ما تحمل الكلمة من معني إعلام يربي أجيال علي ثقافة وقيم المواطنة. مرة أخري شكرأ جزيلاً سيادة الرئيس ... فخطابكم اليوم ... "خطاب مجتمع مدني من إطار رئاسي"