أكد الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط ان العمل جار علي تذليل العقبات الأخيرة امام زيارته الي سوريا بعد أربع سنوات من العداء المستحكم معها، مؤكدا علي "دفن الماضي" وتطبيع "العلاقات التاريخية" مع "الجار القوي". وقال جنبلاط (60 عاما) في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إن "ثلاثة أرباع الطريق باتت مفتوحة وطبيعية بيني وبين سوريا. تبقي الخطوة النهائية وهي مرتبطة بالوقت المناسب". وقد احدث جنبلاط صدمة في الاوساط السياسية والشعبية اللبنانية عندما اعلن في الصيف الماضي خروجه من قوي 14 آذار التي انطلقت في مارس 2005 اثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ولعبت دورا بارزا في خروج الجيش السوري من لبنان بعد ثلاثين سنة من التواجد فيه. واتهمت قوي 14 آذار دمشق بالوقوف وراء مقتل الحريري في عملية تفجير في بيروت في 14 فبراير 2005، الامر الذي نفته سوريا باستمرار. واشار جنبلاط إلي نقطتين لا تزالان عالقتين مع العاصمة السورية. وقال من دارته التراثية الجميلة في معقله ومسقط رأسه المختارة في منطقة الشوف (جنوب شرق بيروت) "يبقي خطاب شخصي ضد (الرئيس السوري بشار الاسد) ادليت به ولا بد من ايجاد صيغة لايضاحه اذا ذهبت الي دمشق"، معتبرا ان خطابه في 14 فبراير 2007 "كان عنيفا جدا ضد شخص الاسد. كما ان هناك تصريحا ادليت به الي صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اعتبره السوريون اهانة لنظامهم". وكان جنبلاط شن اعنف هجوم علي الأسد في الذكري الثانية لاغتيال الحريري واصفا اياه بانه "كذاب" و"مجرم" و"سفاح" و"طاغية". وفي تصريح الي واشنطن بوست في يناير 2006، تساءل جنبلاط لم لا تساعد واشنطن المعارضة السورية كما ساعدت المعارضة العراقية. وتم تفسير هذا الكلام علي انه دعوة لاجتياح أمريكي لسوريا. وقال جنبلاط: "اعتقد ان علي ان اوضح ذلك في الوقت المناسب، ليس الآن". وعما اذا كان سيذهب الي حد الاعتذار من سوريا، قال "كل شيء في وقته". إلا ان جنبلاط أكد انه "غير نادم" علي مواقفه خلال السنوات الاربع الماضية. وقال: "قررنا دفن الخنادق القديمة. حان الوقت لنقول: حسنا، سنكتب بفخر تاريخ 14 مارس الذي قاد الي الاستقلال، انما في الوقت نفسه لدينا جار قوي اسمه سوريا علاقاتنا معه تاريخية، لا يمكننا تجاهله ويجب احترامه". واضاف "هذه هي السياسة. انها عبارة عن مراحل ودورات. "لقد انجزنا الكثير ضمن قوي 14 آذار، انما لا يجب طلب المستحيل".