في الوقت الذي تواصلت فيه الانتقادات أمس للاستراتيجية الأمريكيةالجديدة في أفغانستان أكدت الولاياتالمتحدة أنها لا تعلم مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.. كما أنها لم تحصل منذ سنوات علي معلومات جديدة بالثقة لمعرفة مكان وجوده. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ردا علي سؤل حول ما إذا كانت باكستان تفعل ما هو ضروري للقبض علي المطلوب الأول في العالم إننا لا نعلم مكان بن لادن ولو كنا نعلم لذهبنا للبحث عنه. من ناحية أخري انتقد الكاتب الأمريكي يوجين روبنسون نهج الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان قائلا إنه ليس من المنطق أن نفكر بالقتال ضد الإرهاب من منظور الحرب لأنه ليس من الممكن هزيمة نهج أو فكرة بقوة السلاح. وقال في مقاله أمس بصحيفة واشنطن بوست إن بوش الابن اختار حربا مكلفة ودموية وكان يتعين علي أوباما أن يختار طريقا آخر مشيرا إلي أنه كان يتعين أن يعلن الرئيس الأمريكي النصر في أفغانستان ويبدأ الانسحاب. وأضاف أن تصعيده للحرب قد يحقق الأهداف ولكن بثمن باهظ ودون أن يجعل الولاياتالمتحدة أكثر أمنا من تهديد الهجمات الإرهابية.. واتخذ من هجوم الصومال الأخير الذي راح ضحيته 19 شخصا بينهم ثلاثة وزراء مثلا لما ذهب إليه حيال نهج أوباما. وشكك الكاتب في جدوي زيادة القوات الأمريكيةبأفغانستان "30 ألفا" وبما يسعي إليه المسئولون من أن تلك الزيادة ستقوض طالبان وتكسر شوكتها إلي مستوي يصعب عليها العودة إلي كابول أو الاستيلاء علي مساحات كبيرة من البلاد. وأشار إلي أنه إذا ما بدأت طالبان تخسر الأرض فإن العديد من عناصرها سيذوبون في السكان ويتريثون حتي موعد الانسحاب في يوليو 2011. من جانبه وصف روبرت كونرويل الخبير في الشئون الدولية بصحيفة اندبندنت البريطانية خطاب أوباما بأنه مفعم بالمقامرات وأن مشاهدته وهو يلقي أهم من خطاب في رئاسته بمعسكر ويست يونيت "تجربة محبطة". وعزا الكاتب ذلك الإحباط إلي جملة من الأسباب والمقامرات منها أنه سيتسلم جائزة نوبل للسلام الأسبوع المقبل رغم أنه يفرق أكثر فأكثر في الحرب أما موعد الانسحاب في 2011 فلا يمكن تصديقه. وقال إن أفغانستان قبل الثلاثاء الماضي حرب بوش ولكنها تحولت لتصبح حرب أوباما وأن منطق الخطاب لم يتغير والاختلاف بين حربي فيتنام وأفغانستان بدأ يضيق. وكشفت صحيفة تايمز البريطانية عن خروج التوتر بين لندنوواشنطن بشأن أفغانستان إلي العلن بعدما تساءل بوب اينسورث وزير الدفاع البريطاني عن مدي صواب إعلان أوباما نيته الانسحاب عام 2011 مشككا في إمكانية تنفيذ ذلك. وقال اينسورث إن لندن لن تحذو حذو واشنطن في شأن الانسحاب عام 2011.