. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لا مبالغة في القول أن ايمان يونس تحتل ركناً جميلاً في ذاكرة جيل تربي علي غنائها مع فرقة "المصريين" ،وقت أن كانت تعبر عن بنات جيلها عندما تغني "ماتحسبوش يابنات إن الجواز راحة" و"ماشية السنيورة"و"بنات كتير بيغيروا مني"..وغيرها من الأغنيات التي مست المشاعر وبقيت في الوجدان،لكن الفرقة التي أسسها هاني شنودة،وأسهمت في تشكيل وعي شباب تحولوا مع الأعوام إلي شيوخ ،انسحبت ،فجأة، من الساحة الغنائية،بعدما عصفت الأقدار برموزها ،فمنهم من تزوج وأنجب مثل ايمان يونس ومن تغمده الله برحمته مثل تحسين يلمظ وممدوح قاسم ،ومن شغلته الظروف كهاني الأزهري ،وفشلت محاولات مؤسسها المتكررة لإعادة ترميمها،إلي أن فاجأنا مؤخراً بالتوصل إلي صيغة جديدة تمكنه من استعادة السمعة القديمة وتجديد دماء الفرقة من خلال الاستعانة بمن بقي من رموز "المصريين" مثل : ايمان يونس وهاني الأزهري وتطعيمهما بالأصوات الجديدة مثل ساندرا وعفاف وأيمن وفادي.. لكن الأمر المؤكد أن عودة ايمان يونس للغناء أسعد جمهوراً عريضاً من "المصريين"،ليس من منطلق تعلقهم بالماضي أو البكاء علي أطلال الزمن الجميل،بل لأنها ذكرتهم بحجم التغيير الكبير الذي طال حياتنا حتي أصبح الغناء للسنيورة ،والغيرة بين البنات،من ضرب المستحيلات ؛فالسنيورة ارتدت الحجاب،وربما النقاب،والغيرة لم يعد لها وجود،ليس لأن الأخلاق استقامت ،فجأة،بل لأن البنات جميعهن تساوين في المظهر والجوهر ! من هنا نكرر أن الاحتفاء بعودة ايمان يونس للغناء هو محاولة يائسة للتعلق بأهداب فكر ايجابي افتقدناه ،وحرية جميلة انتزعت منا ،وغناء مختلف أصبح اليوم ،في نظر البعض ،وصمة ! كم طالت مدة غيابك عن الساحة؟ وماأسباب الغياب ثم العودة؟ عشرون سنة غبت فيها عن الساحة،وعن المشاركة مع فرقة "المصريين" ،لأسباب شخصية في الغالب،مثل الزواج والانجاب وتربية الأولاد ،وعندما أنهيت مهمتي الإنسانية فكرت في العودة لأمارس من جديد الغناء الذي أعشقه ،وأواصل مشواري مع "المصريين"؛خصوصاً أنني لم أتخل عن عشقي بشكل كامل،فقد كنت أقوم بتدريس الغناء في أحد المعاهد المتخصصة الأمر الذي كان يقربني من الغناء ،وهذا حمسني كثيراً وسهل علي العودة. متي وكيف اتخذت قرار العودة؟ بالمصادفة البحتة؛فأنا لم أخطط أبداً للعودة ،علي الرغم من أنني كنت أتمناها بالفعل،وكلما نويت كنت أواجه من الظروف مايتسبب في تأجيل العودة إلي الساحة،إلي أن قادتني الأقدار يوماً إلي الاستماع لبرنامج في إذاعة "نجوم F.M " فوجدت الموسيقار الكبير هاني شنودة يتحدث عن فرقة "المصريين" وأنه يبحث عن بنت جديدة لتغني "ماتحسبوش يابنات"،ولحظتها أحسست أن الغيرة تأكلني علي الأغنية التي مثلت جزءاً من شخصيتي وكياني، فأجريت مداخلة علي الهواء لكن أحداً ،سواء فريق الإعداد أوهاني شنودة نفسه،لم يصدقني إلا عندما غنيت الأغنية بصوتي،وفوجئت بالأستاذ هاني يقول :"لازم ترجعي".. ورجعت ! هل تريدين القول إن الاتصالات كانت مقطوعة بينك وبين هاني شنودة؟ هذا حقيقي ؛فالعلاقة انقطعت نهائياً بيني وبين الفرقة منذ أن تزوجت ،ولم يحدث اتصال بيني وبين الأستاذ "هاني" طوال العشرين عاماً الماضية ،والاتصال الوحيد الذي تم بيننا ذلك الذي جري يوم المداخلة مع البرنامج! لماذا؟ هل كانت هناك قطيعة؟ أبداً لكن الأستاذ "هاني" لم يفكر يوماً في الاتصال بي،وأنا من ناحيتي لم أفكر في مثل هذه المبادرة ،لكنني ،كما سبق وأن ذكرت،كنت أتوق بالفعل للعودة للغناء بعدما كبر الأولاد. هل تصورت في لحظة أن عودتك ستنتشل فرقة "المصريين" من عثرتها وتخبطها ؛خصوصاً أنها لم تستقر يوماً علي حال بدليل تحولها إلي "فرقة الأحلام"؟ لا.. هاني شنودة أستاذ،وصاحب تاريخ محترم،و"عمر الفرقة ماتخبطت" بل استمرت في طريقها ،ومن بعدي جاءت مني عزيز لكنها تزوجت أيضاَ وتركت الفرقة، ثم رحل عن دنيانا ممدوح قاسم وتحسين يلمظ.لكن ينبغي التوضيح أن "فرقة الأحلام" ليس لها علاقة أو صلة بفرقة "المصريين"،بل هي مشروع جانبي للأستاذ هاني شنودة ،ولا أنكر أن بناتها مثل نور قدري وياسمين جمال كانتا مبشرتان بالفعل لكنهما بكل أسف لم يستمرا. هل ستعتمد فرقة "المصريين" في شكلها الجديد علي أغانيها القديمة التي تعلق بها الجمهور أم ستقدم الجديد الذي يتلاءم وجمهورها الجديد؟ الفرقة لديها رصيد ضخم ،بل ثروة بكل المقاييس،سواء تلك التي قدمناها أو التي لم نقدمها بعد ، وتكفينا أغاني عمنا صلاح جاهين الذي قاد ثورة الكلمة التي كانت فرقة "المصريين" ضباطها وجنودها ،وكانت النتيجة أن حققنا طفرة في الموسيقي والغناء. لهذا فمن المؤكد أننا سنعتمد علي تراث الفرقة مثلما سنسعي لتقديم الغناء الذي يتناسب والجمهور الجديد ؛خصوصاً أن الأستاذ "هاني" كان مستوعباً لهذه النقطة ،واستعان بأصوات من الجيل الجديد مثل أيمن سردار وفادي ألفي وعفاف عاطف وساندرا نبيل غير أن الأخيرة للأسف لن تكمل المسيرة معنا استجابة لرغبة والدها في أن تُكمل تعليمها أولاً.. وسيكتفي هاني الأزهري بالتلحين والعزف علي الدرامز ولن يغني. بصراحة.. ألم يعمل الزمن أثره في صوتك؟ (مبتسمة) هذا السؤال لا يملك الرد عليه سوي الأستاذ هاني شنودة وهل أحسست أن الجمهور تغير وأن رهانكم سيكون علي بقايا الجمهور القديم للفرقة؟ لا.. جمهورنا مازال موجوداً وأضيف عليه أيضاً ؛بدليل الحفل الذي أقمناه مؤخراً في الإسكندرية،والتجاوب الكبير الذي أحسسناه من شباب من مختلف الأعمار كان يغني أغاني "المصريين"، وكأنه يحفظها عن ظهر قلب. ألم تفكري طوال هذه المدة الطويلة في الغناء "صولو" أو تقدمي ألبوما غنائيا بمفردك؟ لا لم أفكر في هذا ،ربما لأنني احسست أنني عاجزة عن الغناء من دون هاني شنودة ،علي الرغم من أن البعض فاتحني بالفعل في مشروع كهذا. وهل النية يمكن أن تتجه الآن لتصوير أغاني "المصريين" بطريقة "الفيديو كليب"؟ لم لا؟ خصوصاً أن الفرقة كانت من الرواد الأوائل في هذا الاتجاه عندما صورنا "ماشية السنيورة" وغيرها من الأغاني في شكل جديد وقتها لكنه بالطبع ليس بالصورة التي تُقدم بها "كليبات" اليوم ؛فقد قدمناها ،ويشهد علي هذا كل من رآها، بصورة محترمة تراعي مشاعر العائلة المصرية والعربية ،ولا تخدش حياء أحد. كم استغرقتم من وقت للتحضير للعودة من خلال حفل الإسكندرية؟ 6 شهور ،اخترنا خلالها الأعضاء الجدد ،وهم بالمناسبة تلاميذي في المعهد ،وكانت فرحتنا كبيرة بأن غنينا مع فرقة أوركسترا مكتبة الإسكندرية بقيادة المايسترو شريف محيي الدين. هل تعاني الفرق الجماعية الغنائية المصرية من لعنة تهدد وجودها وتعطل استمرارها؟ بالإضافة إلي فترة الكساد ،التي يتغير فيها الذوق العام،فإن الظروف تفرق بين أعضاء الفرقة أحياناً،كأن تتزوج بطلتها أو يرحل أحد أعضائها عن الحياة ،كما حدث معنا، أو يصل الطموح بأحد أعضاء الفرق الجماعية إلي الاحساس بأنه الأفضل،وأن الوقت قد حان لكي يكون فرقة بمفرده أو يغني وحده ، وبالتالي يتخذ قرار الانفصال مما يؤثر سلباً علي الفرقة. وإن كان هذا لا ينفي وجود فرق ناجحة مثل "وسط البلد" و"واما" وغيرهما. هل كان لشقيقتك إسعاد يونس رأي في قرار عودتك للساحة الغنائية؟ إسعاد.. "كانت خايفة علي في الأول"، وعبرت عن مخاوفها قبل حفل الإسكندرية،لكن بعد النجاح الذي حققه الحفل ؛سواء في الاستقبال الجميل للناس أو تجاوبهم الكبير ،انبهرت وقالت لي جملة لن أنساها :"ياايمان انت كنت شافطة الأوكسجين من القاعة".. وفي كل الأحوال أنا واسعاد وشقيقتنا الثالثة "متربيين كويس" ،ونعرف كيف نعتمد علي أنفسنا. هل في خطتك الاشتراك في مشاريع فنية جديدة؟ يوم 18 من هذا الشهر سنحيي حفلاً فنياً في "ساقية الصاوي"، وهناك نية لاقامة حفل في دار الأوبرا صاحب فكرتها، ويقف وراءها بكل حماس وتأييد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة،الذي كان له الفضل في عودتي لدار الأوبرا ،والوقوف علي خشبتها أنا وفرقتي، وانتهز الفرصة لأتوجه إلي سيادته بكل الشكر والتقدير.