إذا كان هدف الممثل الشاب خالد سرحان إثارة جدل في أول عمل يكتبه للسينما بعنوان "الديكتاتور"، فقد نجح في هذا بالفعل لكنه أخطأ الطريق، ولم يصب الهدف، بعدما انصرف الحديث عن كونه نجح في التجربة أم لا إلي البحث عن حل للفزورة التي طرحها الفيلم من خلال شخصيتي التوءم "حكيم" و"عزيز"، اللتان جسدهما في الفيلم، فالكل راح يبحث عن الحل بأكثر مما اهتم ب"الديكتاتور" نفسه! حدثنا عن ظروف تجربة فيلم "الديكتاتور" منذ أن ولدت حتي ظهرت للنور؟ "حدوتة" هذا الفيلم كانت تشغلني منذ فترة ليست بالقصيرة، وظللت أحلم بظهورها للنور حتي وجدت ضالتي في السيناريست الشاب ميشيل نبيل، الذي صاغ القصة في سيناريو، واستغرقت وقتا طويلا حتي عثرت علي الجهة الإنتاجية التي تحمست للقصة، وبعدها خرج الفيلم للنور. ألم تخش من خوض تجربة بطولة فيلم كوميدي سياسي لاذع؟ لا لم أخش التجربة، بل وجدت في فيلم "الديكتاتور"، فرصة ثمينة لأقدم نفسي من خلال شخصيتين، وليست واحدة فحسب، بالإضافة إلي أن كل الشخصية جديدة "وتقيلة"، وتحمل اختلافات كثيرة مثل القصة نفسها التي تختلف عن كل الموضوعات المطروحة في السينما طوال الفترة الأخيرة، وجديد تماما علي السينما المصرية. وماذا عن المواجهة التي قيل إنها حدثت مع الرقابة والصدام الذي احتدم معها؟ لقد عانيت كثيرا مع الرقابة، وطالت رحلتي مع القائمين عليها، ففي البداية كانوا "مخضوضين"، لكننا توصلنا إلي صيغة مناسبة في النهاية عقب تدخل الرقيب العام علي أبوشاد، ووافقنا علي قص أجزاء من الفيلم. لكن عرض الفيلم في "موسم ميت"، أثر عليه بشكل سلبي؟ لا أنكر أن توقيت عرض الفيلم لم يكن مناسبا بالمرة، بل لم يكن في صالحه علي الاطلاق، فهناك بطولة مهمة يترقبها الناس هي كأس العالم للشباب، التي تقام مبارياتها في مصر، وهناك دخول المدارس والجامعات إضافة إلي الذعر الذي أصاب الناس من إنفلونزا الخنازير، إلا أن اضطرارنا لعرض الفيلم في هذا التوقيت لم يكن سيئا في مجمله، إذ استطاع "الديكتاتورية"، ان يحقق أفضل الايرادات بعد فيلم "ابقي قابليني"، بطولة سعد الصغير. ألم يسبب لك ذلك في أي حرج أو ضيق؟ لا لم يحدث شيء من هذا، لأن هذه النوعية من القضايا التي يتعرض لها فيلم "الديكتاتور"، تحتاج إلي مجهود في التلقي، وتركيز أثناء عملية المشاهدة، وبالتالي فإن لها جمهورها الذي لا يراه البعض "جمهور العيد"، لكن الفيلم نجح، علي الرغم من كل هذه الظروف غير المواتية، في أن يحقق ايرادات طيبة للمجموعة الثلاثية التي تولت توزيعه. وما رأيك في بقية الأفلام المنافسة؟ لم أشاهد أيا منها، لأنني شديد التركيز في تجربتي فقط، ولا أعول أهمية علي الحكم علي تجارب الآخرين. هل ستصر بعد تجربة "الديكتاتور"، علي أن تصبح بطلا مطلقا لأفلامك؟ إذا لم أجد دور البطولة الذي اتحمس له، وأجده علي نفس مستوي دوري في "الديكتاتور"، فأنا علي استعداد للظهور في أي دور ثان ما دمت آراه جيدا. ألم تندم الآن علي اختيارك شابا ليس لديه أي خبرة ليكتب سيناريو "الديكتاتور"، الأمر الذي مثل نقطة ضعف كبيرة في التجربة؟ ميشيل نبيل لم يعمل في الفيلم بمفرده، بل كانت هناك ورشة عمل ثلاثية ضمته والمخرج إيهاب لمعي وأنا وبالتالي فهو لا يتحمل المسئولية وحده. ألا تري أن تقديمك لشخصيتي "حكيم" و"عزيز"، كان نقطة ضعف جديدة في الفيلم؟ لقد وافقت علي تجسيد شخصيتي "التوءم"، لأن ممثلا ما كان سيوافق علي تجسيد الدور لأن مساحة شخصية احداهما أقل من الثانية مما سيثير غيرة وحفيظة الممثل الذي يوافق علي المشاركة أمامي، وسيري أن دوري أكبر منه، إضافة إلي أن الضرورة الدرامية تحتم هذا، لكونهما "توءم"، كما أن ادائي للشخصيتين سيكون نابعا من منطلق احساسي، بأنني "توءم"، بالفعل، وهذا أفضل دراميا وهو ما اقتنعت به الجهة الإنتاجية أيضا. وهل صحيح انك رمزت بشخصيتي "حكيم" و"عزيز"، لشخصيتين واقعيتين وأن هناك اسقاطا كبيرا عليهما؟ علي الاطلاق، وغير صحيح أن هاتين الشخصتين يمثلان اسقاطا علي شخصيات في الواقع الراهن لكن الفيلم فيه اسقاط علي واقع دول العالم الثالث بوجه عام. وهل تدخل المخرج ايهاب لمعي في السيناريو؟ ليس تدخلا بالمعني السلبي لكنها وجهات نظر مفيدة أنا نفسي استفدت منها كثيرا، إذ أضاف زوايا جديدة كان لها أثرها الايجابي في اثراء الفيلم. تحفظ النقاد علي نهاية الفيلم التي قيل انها جاءت متعسفة ومبتورة ومفاجئة لانها خارج السياق.. فهل كانت كذلك بناء علي تدخلات وشروط رقابية؟ إذا قيل إن النهاية غير متوقعة، فإن هذا يصب في صالح الفيلم، والعمل الفني بوجه عام، والنهاية في فيلم "الديكتاتور"، جاءت بمثابة انحياز للنظام والسلطة بأكثر مما جاءت معبرة عن المشاعر الإنسانية والعواطف الجياشة. وكيف تري أداء مايا نصري في الفيلم؟ "مايا" من الفنانات اللبنانيات القليلات التي لا تنتمي إلي فريق التمثيل من خلال توظيف سلاح العري، وهي ممثلة جيدة نجحت في تحقيق تواصل بينها وبين الجمهور المصري في تجاربها الفنية.