تشهد العاصمة الأمريكية اليوم - الثلاثاء - لقاء القمة الأكثر أهمية بين زعيمي البلدين منذ أكثر من 5 أعوام، ويجتمع الرئيسان مبارك وأوباما في البيت الابيض وسط اجواء تبشر بعودة الحرارة الي العلاقات التي اتسمت بالبرود بين القاهرة وواشطن في السنوات الاخيرة. وعلمت "نهضة مصر" من مصدر دبلوماسي رفيع المستوي ان مصر ستضع اليوم علي مائدة المباحثات في البيت الابيض تصورا شاملا ومتكاملا لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يبدأ بتحديد الحدود النهائية والدائمة للدولة الفلسطينية التي تستند بالأساس لحدود 1967 وسوف يؤكد الرئيس مبارك مجددا للرئيس الامريكي بأن اي قائد عربي مسلم لن يقبل التفريط في القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ومدينة مفتوحة لكل الأديان. ويشمل التصور المصري صيغة لبدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من حيث انتهت ايام حكومة ايهود أولمرت، وان تستهل المفاوضات بتحديد حدود دولة فلسطين وكانت مصر قد سلمت للرئيس أوباما خلال زيارته الأخيرة للقاهرة خرائط فلسطين التاريخية من عام 1948 مع شرح تفصيلي لعمليات التوسع والاستيطان الاسرائيلي الذي يستهدف المواقع الاستراتيجية واماكن المياه والآبار في الأراضي الفلسطينية بوجه خاص واشار المصدر في هذا الصدد الي التطور اللافت في موقف الادارة الامريكيةالجديدة من المستوطنات حيث طلبت لأول مرة من اسرائيل منع بناء المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية مع عدم التوسع في المستوطنات القائمة. يأتي طرح الرؤية المصرية لعملية السلام في توقيت بالغ الاهمية حيث يلتقي المبعوث الامريكي جورج ميتشل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في لندن يوم 27 الشهر الحالي ليستمع منه الي رد اسرائيل النهائي علي الطلب الامريكي لوقف المستوطنات. ومن جانب آخر علمت نهضة مصر بأن الجانب المصري سيكرر رفضه لأي ضغوط علي العواصم العربية لتقديم ما يسمي بإشارات حسن النية لإسرائيل مقابل وقف الاستيطان مثل فتح مكاتب تجارية أو تسهيل عبور الطائرات في اجواء دول عربية "السعودية علي سبيل المثال" أو فتح خطوط اتصالات تليفونية بينها وبين اسرائيل، وسوف يؤكد الوفد المصري بأن التجارب السابقة للجانب العربي الذي تجاوب مع مطالب اسرائيلية مماثلة كانت نتائجها سلبية وتمادت اسرائيل في سياساتها العدوانية. وقال المصدر الدبلوماسي المرافق للرئيس إن موقف مصر الواضح في هذا الشأن هو اننا لن نعطي بعد الآن شيئا لإسرائيل مقدما بلا ثمن وان المطلوب الآن من تل ابيب ان تبادر وتبدأ فورا بوقف بناء المستوطنات. وعلمت "نهضة مصر" بأن التصور المصري سوف يلقي بظلاله بوضوح علي خطة الرئيس الامريكي للسلام التي يتوقع ان يكشف النقاب عنها في الاسبوع الأخير من سبتمبر القادم في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة، وبأن الرئيس مبارك سوف يؤكد للإدارة الامريكية أن طريقها الي افغانستان يمر عبر فلسطين والعراق وان حربها هناك لن يكتب لها النجاح في النهاية ما لم تحل القضية الفلسطينية وتستقر الأوضاع في العراق. وحول الموقف المصري من ايران وما اثير مؤخرا حول مظلة الدفاع الامريكية المقترحة لحماية دول المنطقة من اخطار اندلاع مواجهة نووية سوف يؤكد الجانب المصري بأن أي مواجهة عسكرية مع ايران ستكون نتائجها كارثية "سعر برميل النفط سيرتفع الي 250 دولارا وسوف يغلق مضيق هرمز" وتشتعل اسعار الشحن البحري، واذا كانت مصر ترفض بأن تكون ايران شرطي الخليج ومحاولات التدخل في شئون الدول العربية فإنها ترفض المحاولات الاسرائيلية للتحرش بإيران واللعب بالنار اذا فكرت في توجيه ضربة عسكرية لطهران. وكرر المصدر رفض مصر لما يسمي بالمظلة النووية الامريكية لأن قبولها يعني بأن مصر تقبل النشاط النووي بالمنطقة في حين انها تطالب بإخلاء الشرق الأوسط كله من اسلحة الدمار الشامل، كما ان القاهرة ترفض اي تواجد لقوات اجنبية علي اراضيها. ويشمل ملف العلاقات الثنائية عدة رسائل حرص الجانب المصري علي التأكيد عليها منذ وصوله الي واشنطن أولاها بأن مصر ليست ممدودة اليد وترفض اي مساعدات مشروطة وبأن قضية الاصلاح السياسي والديمقراطية وحقوق الانسان هي شأن مصري داخلي تماما. وكان الرئيس مبارك قد بدأ امس الاثنين سلسلة لقاءات مهمة مع قيادات اللوبي اليهودي والشخصيات البارزة والمؤثرة في صناعة القرار مثل بريجنسكي وسكوكروفت وهنري سيجمان وتيددوكر، كما بحث قضايا الارهاب وافغانستان ودارفور والصومال مع رينيس بلير رئيس الوكالة المسئولة عن اجهزة المخابرات والأمن. كما ادلي الرئيس مبارك بحديث للمذيع الشهير شارلي روس "شبكة بي.بي.اس" حسم فيه لأول مرة عددا من التساؤلات حول الاوضاع الداخلية في مصر، وقال ردا علي سؤال هل سيخوض الرئيس الانتخابات القادمة ومن هو رئيس مصر القادم فقال بأنه مشغول بالدرجة الاولي بتنفيذ برنامجه الانتخابي وسأل المذيع: هل تستطيع ان تعرف من هو رئيس أمريكا القادم؟! وعندما سأله المذيع عن التوريث وما اذا كان جمال مبارك سيرشح نفسه للانتخابات القادمة قال بأن جمال لم يفاتحني في هذا الموضوع، واذا كنت تريد ان تعرف رأيه، .. فاسأله بنفسك. وحول ما تردد مؤخرا حول احتمال حل البرلمان وتغيير الحكومة قال الرئيس مبارك إن هذا الكلام مجرد شائعات وأنه لن يفكر في حل البرلمان.