بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2006 تؤكد أن هناك 5.1 مليون مواطن يعيشون بالقاهرة الكبري في المقابر المتمركزة بمناطق البساتين والتونسي والإمام الشافعي والإمام الليثي وباب الوزير وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة. كشفت بيانات الجهاز أن سكان المقابر يعيشون في ظروف سيئة حيث إن 48% منهم لا يعملون بأعمال ثابتة ويعاني أكثر من 30% منهم بالبطالة كما أن أغلبهم يعاني مشاكل عدم وجود مياه للشرب أو الصرف الصحي أو الكهرباء بالإضافة إلي مشكلة سكن الخارجين عن القانون في هذه المقابر مما يهدد أمن هؤلاء السكان. وتعد أهم دراسات رصد أحوال سكان المقابر تلك التي قام بها د. محمد الجوهري أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس والتي خلصت إلي أن الدوافع الرئيسية لسكان المقابر هي بحثهم عن مأوي بعد الهجرة من الريف فلا تجد هذه الفئة سوي المقابر تضمهم وتشجعهم علي ذلك وأحيانا لوجود أقارب لهم هناك ولعل أهم الأسباب فعليا هو الاكتظاظ السكاني لمدينة القاهرة مع ما يشمله من مشكلات المساكن الآيلة للسقوط والانهيارات الفعلية.. أما البطالة فتشكل هي الأخري حافزا للبحث عن عمل في أي مكان ولو كان هذا المكان هو المقابر وهذا ما يمثل الفقر بمعناه الواسع ونمط الحياة الفعلي لسكان المقابر ونوعية الأشخاص الذين يسمح لهم بسكن المقابر.