تعلمت في بلاط صاحبة الجلالة معني قدسية الكلمة وأمانة المعلومة وصدقها كأهم أدوات من يعمل في الحقل الإعلامي وفي ذات الوقت ازدادت قناعتي بأن الأمانة والصدق والتحري دون أي هوي فما بالك بالكذب والادعاء أمور من أهم حقوق المتلقي.. قارئاً.. أو مستمعا.. أو مشاهدا وأؤمن بأن من يحترف فن التزييف أو التحريف أو "التخريف" يتحمل وزرا هو في تقديري من أبشع الجرائم والخطايا، أقول هذا بمناسبة ورود "معلومات" تبرع أحد المعلقين علي موقع شبكة "أنا المسلم" للحوار الاسلامي بما ادعي انها معلومات عن شخصي المتواضع.. وذلك في معرض التعقيب علي مقال حول عقوبة الاعدام للكاتب شريف الشوباشي.. الشبكة التي تتخذ لها عنوانا هو "الحوار الإسلامي" لا أثر في التعليقات الواردة بها من "مسلمين" لأي من مبادئ الحوار الصحيح الذي أرساه الاسلام الذي طالبنا ب "جادلهم بالتي هي أحسن" وهذا الأمر معتاد، ففريق كبير من المنتمين للحركات الدينية بمختلف عقائدها الاسلامية والمسيحية واليهودية يسعون إلي فرض آرائهم ورؤاهم علي من يختلفون معهم في ذلك ويرون ان "الحوار" يعني أن نقول: آمين لكل ما يصدر عنهم باعتبارهم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة واليقين المطلق أنا لم أقرأ المقال المجرم.. ولكني فوجئت بما ساقه أحد المعلقين بالشبكة المذكورة "يدلل؟" علي وجوب معارضة الكاتب شريف الشوباشي بأن "أخته فريدة الشوباشي تربية أمريكا والمذيعة السافرة المتبرجة وأرملة الشيوعي فريد الشوباشي!!" وأترك للقارئ الحكم علي هذا الاسلوب الحواري المسلم الرفيع؟ وأوضح لهذا الرجل وغيره من المطلعين علي الشبكة انني زوجة الكاتب الراحل علي الشوباشي وهو شقيق الاستاذ شريف وأنا أحمل اسما مخالفا ولا انتمي لعائلة الشوباشي التي قدمت لمصر كتابا وشعراء وفنانين في غاية الاحترام بل أنا من عائلة صعيدية بينما هم من عائلة سكندرية عريقة ولكني وبعد اقتراني بالمناضل والكاتب علي الشوباشي حملت اسمه وأنا سعيدة جداً بأنني كنت شريكة مشواره الناصع واحمل اسمه العبارة الراقية الأخري هي أنني تربية أمريكا ولا أدري كيف يجرؤ إنسان علي سرد معلومات؟! بهذا القدر المزعج من الاستخفاف والكذب حيث انني لم أضع قدمي قط علي أي أرض أمريكية، حتي العراق الذي اشتاق لرؤية احبائي فيه، لا افكر في زيارته لانه تحت الاحتلال الأمريكي وادخر الزيارة إلي ما بعد التحرير بإذن الله.. يضيف "العالم ببواطن أموري" واصفا إياي بالمذيعة السافرة المتبرجة وربما لا يدري "المسلم" المحترم انني جدة وان الجمهور يشاهدني الآن علي شاشات التليفزيون ويعرف مدي كذب وادعاء الرجل.. أخيرا يخرج من جرابه انني أرملة الشيوعي فريد الشوباشي وحقيقة لا أدري من أين جاء لي بزوج غير زوجي علي الشوباشي كما لا أدري من الذي نصبه حكما علي ضمير زوجي الراحل ومسيرته التي يعرفها معظم المثقفين في مصر والوطن العربي.. وأصدقكم القول انني شعرت بالقلق من "المعلومات؟!" التي تنشرها مواقع هنا وهناك دون التحري أو حتي دون تصحيح ما تكون قد نشرته خطأ ولو بحسن نية لاسيما وان "الشبكة" التي اتحدث عنها تسمي نفسها "شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي" واسألهم.. هل هذا اسلام؟.. فليس فيما ورد بشأني "معلومة" واحدة صحيحة حتي اسمي باستثناء "فريدة".. وقد طرحت هذه المسألة اسئلة كثيرة في ذهني.. هل يجوز لأي شخص أن يلقي بأي كلام دون أدني سند بصدد شخص آخر؟ وهل باتت كل امرأة لاتري ضرورة لارتداء غطاء للرأس سافرة متبرجة؟!.. ما هذه السطحية في التناول؟ وهل يعرف هذا الرجل "الكاذب" في كل ما قال ادني شيء عن سلوكي ومسيرتي؟.. وهل يستمر هذا الارهاب الفكري الذي لا يتورع عن اللجوء للكذب والافتراء في تشويه الإسلام ومبادئه دون رادع أو رد؟ وبأي حق يتدخل في علاقتي بخالقي الذي وحده يحاسبني ويعرف ما بدخيلة قلبي وعقلي.. وكما كتبت مرة فإن هؤلاء تبادلوا الأدوار بحيث تقمصوا دور الله بأن يفتشوا في ضمائرنا وهل نحن مؤمنون أم كفار ويصدرون أحكامهم بالظاهر والشكل وتركوا للخالق أدوارنا في الانتاج والعمل والتعليم والنهوض من تخلفنا لنتبوأ المكانة اللائقة بنا كبشر بين شعوب العالم لقد رأيت ان أعرض هذا الموضوع علي القراء حتي يشهدوا معي علي مدي خطورة هذه التيارات التي تدعي التحدث والحكم باسم الاسلام بينما لا تلتزم بالصدق والحقيقة وتطلق الاتهامات جزافا وهو ما يعني في رأيي انها أبعد ما تكون عن مبادئ الاسلام وقيمه النبيلة.. انهم شهود زور!