مازلت متحيرا في أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهل فعلا سيقوم بتحقيق ما وعد به قبل انتخابه سواء لمن قاموا بانتخابه أو ممن استبشروا خيرا من العالم الخارجي الذي يواجه اكبر الأزمات في تاريخه سواء علي الصعيد الاقتصادي او السياسي. - تعهد خلال خطاب تنصيبه كأول رئيس أسود للولايات المتحدةالأمريكية في 20 يناير الماضي بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي مؤكدا أن بلاده "مستعدة لإطلاق شراكة جديدة قائمة علي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة مع العالم الإسلامي" وموضحا "ما سنقدمه للعالم الإسلامي هو يد الصداقة" وكان لقاؤه مع العاهل السعودي الملك عبد الله في لندن أثناء القمة المالية لمجموعة ال 20 لقاء اتسم بالمودة والاحترام وآمل أن يستمر هذا النهج. - وفي خطابه أمام البرلمان التركي، وهو الخطاب الموجه إلي العالم الاسلامي، قال أوباما فيما يخص القضية الرئيسية بالشرق الأوسط، إن "هدفنا هو إحلال السلام الدائم بين اسرائيل وجيرانها. وأضاف في هذا الصدد: إن الولاياتالمتحدة تؤيد بشدة الهدف القائل بوجود الدولتين: اسرائيل وفلسطين اللتين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وأمن، وهو هدف يشترك فيه الفلسطينيون والاسرائيليون وكل الناس من ذوي النوايا الطيبة في العالم. إنه هدف اتفق عليه الطرفان المعنيان بموجب خريطة الطريق في أنابوليس، وهو هدف سأتابعه بفاعلية ونشاط بصفتي رئيسا...". وهذا الملف بالذات سيثبت للعالم العربي مدي جدية وحنكة وقوة الرئيس الامريكي في حال تنفيذ ما وعد به في ظل وجود حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة أبعد ما تكون الي السلام. - جدد أوباما عزمه الانسحاب من العراق قائلا: "قلت مرارا خلال الحملة الانتخابية، إنني سأتصل فور تسلمي مهامي برئاسة الأركان ومسئولي الأمن القومي لإطلاق خطة انسحاب قواتنا من العراق، وسأتمسك بذلك" ويخطط إلي أن يكون الانسحاب من العراق تدريجيا، يجري خلاله سحب القسم الأكبر من القوات بحلول صيف 2010، ويبقي قسم لتولي مهمة مكافحة "الإرهابيين" وبدأ التفكير جديا في برنامج الانسحاب الا انه بعد اعلان ذلك بدأت موجات العنف والتفجير تتصاعد مرة اخري في مدن العراق لتحصد مئات الضحايا الابرياء ولا نعلم من وراءها هل خفافيش الظلام من الارهابيين او المخابرات الامريكية رغبة منها في اطالة أمد البقاء. - وقع امر تنفيذي ينص علي اغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا، ويطلب من المحققين الالتزام باتفاقيات جنيف. - أما في أفغانستان فإن استراتيجية "باراك أوباما" الجديدة تتمثل في إدماج المشكل الأفغاني ضمن مقاربة اقليمية تضم كلا من أفغانستان وباكستان والهند، وهي كلها حكومات "ديمقراطية" تعاني من مشاكل وهجمات المتطرفين في حدودها، وهذه التنظيمات المتطرفة تستفيد من نقص المراقبة علي هذه الحدود ذات التضاريس الصعبة، مما يجعل الحكومات المختلفة لهذه البلدان الثلاث تلتقي - رغم خلافاتها المتبادلة - حول هدف واحد هو محاربة إرهاب هذه التنظيمات المتطرفة. - فتح الرئيس اوباما الباب أمام المحققين ليبدأ التحقيق في المجازر التي قامت بها القوات الأمريكية في العراق ومحاسبة المتسببين بها وآمل أن يتم ذلك وبشكل معلن فما حدث من جرائم حرب لا يمكن التغاضي عنها. - الرئيس أوباما وشافيز تصافحا وتبادلا التحية بابتسامة شديدة وبجانب التطور اللافت السابق الذي قد ينهي التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين في عهد بوش، مد أوباما أيضا يده إلي كوبا، مبديا استعداده للحوار، في حين دعته عدة دول إلي رفع الحصار الأمريكي عن الجزيرة الشيوعية. وقال أوباما :"إني علي استعداد لتبدأ إدارتي الحوار مع الحكومة الكوبية علي أساس مجموعة واسعة من المسائل : من حقوق الانسان إلي حرية التعبير والاصلاح الديمقراطي إلي المخدرات مرورا بالهجرة والمسائل الاقتصادية". - وأخيرا إبعاد منطقة الشرق الاوسط بالكامل عن سباقات التسلح خاصة أسلحة الدمار الشامل والإخلاء الشامل للمنطقة من هذه الأسلحة الفتاكة وعدم الكيل بمكيالين في هذا الملف الشائك ومازلنا ننتظر ونترقب. حفظك الله وحماك يا مصر،، والله الموفق،،،،،