لم يكن في حسبان إسرائيل أنها ستكون يوماً من الأيام معرضة لهجوم صاروخي متوسط أو بعيد المدي بالصواريخ التي يطلق عليها الصواريخ البالستية.. إلا أن تطوير إيران لصواريخها سواء التي تستوردها من كوريا الشمالية أو التي تقوم بتطويرها داخلياً معتمدين علي الصواريخ السوفيتية قديمة الصنع كالصواريخ الكاتيوشا أو السكود أجبرها علي ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة. ومنذ أن بدأ أحمدي نجاد في خطة تطوير المفاعلات الذرية الموجودة في إيران قام علي التوازي بخطة تطوير ترسانته الصاروخية والتي ظهرت في بعض الاستعراضات العسكرية أو من خلال التجارب التي تجري لاختبار قدرة هذه الصواريخ. راقبت إسرائيل وعن كثب هذه الأنشطة خاصة النووية والتي تعتبرها شديدة الخطورة علي الأمن الإسرائيلي كما بدأت جميع المعلومات التفصيلية عن مواصفات الصواريخ الإيرانية متوسطة وبعيدة المدي حتي تتمكن من تطوير وتركيب شبكة صواريخ مضادة للصواريخ تطلق عليها إسرائيل خطة الغطاء الحديدي. وفي هذا السياق قامت إسرائيل بتطوير صاروخ أمريكي مضاد للصواريخ من طراز "حيتس" وقامت بإضافة أنظمة توجيه وتعقب وحواسب حديثة للغاية وأطلقت علي هذا الصاروخ اسم حيتس أرو. وضعت إسرائيل في حسبانها أنه إذا تم إطلاق صاروخ من إيران عليها فلن يخرج عن طراز واحد وهو الصاروخ طراز شهاب خاصة الطراز الحديث منه وهو شهاب 3 بي والذي يصل مداه حتي الفين وخمسمائة كيلو متر وهي مسافة تزيد علي المسافة بين إيران وتل أبيب كخط مستقيم أو ما يطلق عليه خط مسار الصاروخ بعد إطلاقه. إلا أن لدي إيران عدة طرز أخري تحت التطوير والاختبار وهي الصاروخ غدر 101 ومداه 2500 كيلو متر وغدر 110 ومداه 3000 كيلو متر فضلاً عن الصاروخ عاشوراء والصاروخ سجيل ويصل مداه أكثر من 3000 كيلو متر وتم تجربته للمرة الأولي بتاريخ 12 نوفمبر من عام 2008. المؤكد أن الصاروخ شهاب 3 قد تم إضافة جهاز توجيه متطور صناعة الصين عليه وأطلق علي هذا الطراز شهاب 3 دي وهو الطراز الذي قامت إسرائيل بسببه بتطوير صاروخها المضاد للصواريخ من طراز حيتس أرو إلي الطراز الحديث جيتس أرو 2 والذي قامت إسرائيل بإطلاقه واختباره في السابع من شهر أبريل الماضي حيث استطاع التصدي واسقاط صاروخ يشابه إلي حد كبير الصاروخ شهاب 3 وقامت باسقاطه في البحر الأبيض المتوسط خارج الأراضي الإسرائيلية وهو الأمر الذي رحبت فيه أمريكا التي تقوم بالانفاق علي عملياتالتطوير هذه للاستفادة منها مستقبلاً في إمداد قواتها خاصة المتواجدة خارج الأراضي الأمريكية بها للدفاع عن هذه القوات من أخطار القصف الصاروخي المضاد خاصة أن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وقواعدها في قطر وتركيا تقع وبكل سهولة تحت مدي الصواريخ الإيرانية من الطرازات المختلفة سواء كانت الموجهة منها أو صواريخ الضرب المساحي غير الموجهة. وبالرغم من النجاحات الإسرائيلية للتصدي للصواريخ المتوسطة وبعيدة المدي، إلا أن الصواريخ قصيرة المدي من طراز قسام أو الكاتيوشا وكذا قذائف المدفعية والهاون التي تطلق عليها من شمال قطاع غزة ومن الجنوب اللبناني لاتزال تشكل مشكلة كبيرة حيث لم يتم بعد إعداد شبكة صواريخ دفاعية مضادة لهذه الصواريخ والمقذوفات وهو الأمر الذي يجعلها تعتمد وبشكل أساسي علي نظام الدفاع السلبي الذي يتمثل في إطلاق صفارات الإنذار لانزال المواطنين في ملاجئ تحت الأرض في زمن قصير قبل وصول هذه الصواريخ والمقذوفات إلي أراضيها.