الإنسان هو أجمل ما صنع الله وقد حباه نعمة معرفته من خلال الإيمان به عبر الاديان. فالدين هو الذي عرفنا بالاله وسرمديته. هو أيضاً يكون موضع اهتمامنا لنحصل منه علي ثوابت حياتنا وترسيخ قيمنا التي تقودنا إلي الأبدية السعيدة فيما بعد الرحيل، وإلي السعادة من خلال عمرنا علي الأرض الذي تحده نهاية، لذلك كان ضروريا ان يبحث الإنسان المؤمن بالاله الواحد عن الآلية التي تضمن له ولنسله تقوية جذور الإيمان بالله في داخله ليعبر أيامه علي الأرض في مخافة الرب كما قال سيدنا سليمان الحكيم (رأس الحكمة مخافة الله). ومن هذا المنطلق يستطيع الإنسان ان يبذر بذوره في تربة خصبة تعطي مع الأيام حصادا طيباً يرضي خالقه. اقول ذلك بمناسبة إثارة موضوع قديم وجديد في آن واحد وهو ان تكون مادة التربية الدينية مادة اساسية في مراحل التعليم في حياتنا وان تكون هناك درجات نجاح ورسوب في نفس الوقت. وتنص المادة (19) من الدستور المصري (التربية الدينية مادة اساسية في مناهج التعليم العام) ومن هنا ندرك اهتمام الدستور بأهمية هذه المادة. ونظرا لأهمية هذه المادة فإنه من الضروري والمهم أن يكون هناك تأهيل جيد لمدرس متخصص في تدريس هذه المادة علي ان يكون الاختيار دقيقا لهذه الفئة من المدرسين من حيث تمتعهم بروح الاستنارة وفهم المواطنة وتلقين المتلقي مبادئ الإخاء والتسامح وحب الآخر قبل ان يكون معلما للدين فلا يثير البغضاء بين أبناء الوطن الواحد من خلال الجنوح بالتفسير للآيات تفسيرا خاطئا، بل يكون تدريس مادة التربية الدينية مطرزا بنشر روح الحب بين أبناء الوطن الواحد مجسدا لروح التآخي من خلال تعاليم وقيم مشتركة من روح الديانات والابتعاد عن الخلافات العقائدية التي لا تفضي سوي بالتوتر والفتنة واضعاف الوطن. فكل انسان يحب عقيدته ولا داعي لآخر ان يجرح أخاً له في الوطن عبر هذا المعتقد. لذلك يتطلب الأمر صياغة جديدة لهذه القضية المهمة، بإجراء اعادة تقييم لكل من سيتم اختيارهم بفرز الصالح من الطالح أو قبول دفعات جديدة تؤهل التأهيل الجيد والجاد لهذا الهدف النبيل، وذلك من خلال اختبارات تؤكد نتائجها جدية المتقدم لاداء هذه الرسالة السامية. وبذلك نستطيع بناء اجيال تتعايش في سلام وايمان فتشرئب عودا أخضر يفرز للمجتمع حصادا نافعاً يمنح الحياة للجميع في نجاح يتجاوز مرحلة الأخذ إلي ساحة العطاء فينتج ساعتها مجتمعنا جيلا من العلماء والأطباء والمهندسين ليتألق الجميع لاسعاد شعبنا وليس كما يحدث الآن في اروقة حياتنا ومناح كثيرة اصابها العفن والوهن واضاعة الوقت والمناقشات البيزنطية عبر الفضائيات وهذا اضعف الأمثلة. ان الاهتمام بغرس الطفولة علي اساس سليم مبني علي النقاء والحب، حب الإنسان لأخيه الإنسان بعيدا عن تلك الأنا والاحادية التي اصابت مجتمعنا بأمراض عدة. هو أنسب السبل للخروج من ذلك المأزق. كما اننا صرنا في عالم متغير كثيرا فمثلا نري الفضائيات وقد اصابها ذلك الزخم والزحام الشديد من تلك المهاترات في الهجوم المتبادل علي العقائد. بل هناك للأسف تبادل النقد والتجريح بين أبناء العقيدة الواحدة. وفي اعتقادي ان ما يحدث مرجعه جهل هذه الفئات بأصول الدين لأن المتدين الحقيقي لا يتمتع بالاستنارة التي تهديه لسلامة الكلمة واحترام الجميع من خلال القيم النبيلة التي كرس لها حياته خلال دراسة للدين بعيدا عن التعصب والاحادية. وبدون شك ان للأسرة دوراً مهماً في تكوين شخصية الإنسان (الطفل) دينيا وهنا نجد انفسنا أمام مشكلة ربما تكون أكثر تعقيداً. فهل كل الآباء في مجتمع تسوده الأمية بنسبة عالية في الآباء والأمهات. كما انه لوحظ في الفترة التي نصت علي اساسية مادة الدين تدهور مستوي الطالب في هذه المادة بعدم اعارتها اهتماما كمادة هي اساس نمو بصيرة الإنسان. وربما استند بعض خبراء التعليم بالنسبة للدين الإسلامي علي كثافة الجرعات الدينية في البرامج المتعددة في الاذاعة والفضائيات ربما في اعتبارها أنها كافية بينما لو درس الطالب مادة الدين بالمدرسة سيكون هذا افضل بكثير. بالنسبة لجميع الطلبة وقد تلاحظ في اختيار مدرس الدين المسيحي بالمدرسة من أحد المدرسين المسيحيين قد يكون مدرسا لمادة العلوم. دون ان يكون مؤهلا. لذا يلزم تأهيل المعلم علي الجانبين ليكون علي مستوي العطاء الجيد، وحتي تجد روح الإخاء طريقها لواقع افضل لماذا لا تتكون لجنة من أبناء الديانتين ممثلة في مجموعة من علماء الأزهر الشريف وأخري من رجال الدين المسيحي علي ان يقوما بانتقاء آيات من القرآن الكريم وأخري من الكتاب المقدس من شأنها تنمية روح المحبة بين الطلبة فنهاك نقاط كثيرة مشتركة بين أصحاب الديانتين تساهم في تأسيس الصلاح وروح الحب والسلام. مصر تتعرض لهجمة شرسة لايدرك مداها سوي أصحاب البصيرة فياليتنا ندرك قبل فوات الآوان.